لا يخفى على أحد بأن الفن والإبداع أوسع من أن يحاصر واكبر من أن يحد وان كانت الأديبة العربية محاصرة في ما مضى فهي اليوم في فسحة من ذلك وليس لأحد أن يطبق عليها ماتقول وما تكتب فقد مضى الزمن الذي قيدنا فيه وكممت منا الأفواه.
ولكن مع الأسف الشديد مازال من يعتبر ظهور المرأة في أي مجال عيبا وفساد واثارة للشهوات وخروجا عن المألوف واغضابا لله ولرسوله..
نحن ولله الحمد مازلنا ملتزمين بديننا وأخلاقنا وادينا ولايعني هذا بأن يفرض علينا أماكن خاصة وجمهورا خاصابنا من النساء فنحن حقيقة لم نسمع بذلك من قبل فعلى الرغم من أن المرأة كانت محاصرة في ما مضى إلا أننا قرأنا ماوصل الينا منها من اروع الكلام وأعذبه في الادب العربي عموما والشعر بأنواعه ولاسيما الشعر الغزلي خصوصا وهو مايسمى اليوم (بالادب الرومانسي ) وانتشر ذلك في الثقافة العربيه من مشرقها إلى مغربها .
فقدقرأنا لشاعرات عربيات تفوقت على الشعراء في شعرهن وبرعن فيه وبالأخص في الشعر الغزلي الذي يعد الغرض الأصعب في الشعر والذي تقاس عليه شاعرية الشعراء وابداع المبدعين
فقد قرأنا لولادة بنت المستكفي وليلى الأخيلية وليلى العامرية صاحبة قيس المعروفه وعلياء بنت المهدي اخت الخليفة هارون الرشيد وغيرهن الكثيرات فقد برعن في شعر الغزل واستطعنا المحافظة على تقاليدهن الإسلامية والقبلية البدوية ولم نسمع أو نقرأ بأن أحدا اعاب عليهم في ذلك
بل على العكس كانت الشعراء تتناقل أشعارهم وتفضلها على شعرهم أنفسهم .
وفي زمننا المعاصر برزن أدبيات وشاعرات كثيرات استطعن كسر القيود وان يتكلمن في زمن الصمت ..وقد أصبحت مساحة الحرية في التعبير بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية اكبر وأصبح المجال مفتوحا للشاعرة والأدبية العربيه كما هو الحال بالنسبة للرجال وبشرط عدم الإسفاف والابتذال وايضا أن لاتخلو كتاباتها من بعض الجرأة في التعبير لكي لاتقصر في وصول المعنى المطلوب.
هذه الرسالة أحببت أن أوجهها واتمنى وصولها للجميع وبالذات الاشخاص الأعزاء ممن يعيبون على المرأة ظهورها ..فيكفينا مالاقيناه زمنا طويلا من الكبت والخنق والقهر
الى متى ونحن ندفن في كل يوم ونحن على قيد الحياة ؟
اهي الجاهلية العمياء تعود من جديد؟
فلتدعونا نتنفس الحرية كما تتنفسونها فنحن لم نكن يوما عارا ولن نكون فلم تستكثرون علينا اي شيئ يميزنا أو يشعرنا بالسعادة
انا لا اثحدث عن نفسي فأنا لااعتبرها شيئا ولكن الحديث عن المرأة بشكل عام والتي ولله الحمد أنها اليوم منحت جميع الحقوق والحريات والامتيازات التي كانت من حقها وسلبت منها واستطاعت أن تتفوق في جميع المجالات وفي هذا البلد وفي هذا المجتمع وتحت قيادة هذا الأمير الشاب المثقف الواعي والذي أزال عنها كل القيود والتي كبلت بها زمنا طويلا ..وجعلها من أوليات اهتماماته وأحاطها بعين رعايته.
فشكرا له كثيرا على ما عمل من أجلنا وأطال الله في عمره وأيده بالتسديد والتوفيق ليكون فخرا وعزا لجميع نساء وطنه
واخص بالشكر والتقدير أخينا الفاضل ابو عناد مالك المنتدى والذي أخجلنا بلطفه ومنحنا من الفرصة والحرية للتعبير في هذا الصرح وابهرنا بتواضعه ومشاركته لنا .
فله منا كل الشكر والتقدير والاحترام ودعاؤنا له بالتوفيق دائما ولكل من ينظر إلينا بمثل نظرته الطيبة والحانيه
مواقع النشر (المفضلة)