نائب المراقب العام
محـ اليتامى ـب
الحالة
غير متصل
خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ الجمعة 6 ربيع الأول 1447هـ

خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
الجمعة 6 ربيع الأول 1447هـ
الحمدُ لله الذي نَزَّلَ الفُرقانَ على عبدِه ليكونَ للعالَمِينَ نذيراً، أشهدُ ألَّا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له تَعظيمًا له وتوحيداً,
وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً عبدُ الله ورسولُهُ بَعَثَهُ اللهُ هاديًا ومُعلماً وبشيراً،
فَصَلَوَاتُ اللهِ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ وسلَّمَ تَسليماً مَزِيداً.
أمَّا بعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .
إي والله إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ, وأقوَمَ الحديثِ وأنفَعَهُ كتابُ اللهِ تَعَالى! عِبَادَ اللهِ:
هَلْ سَمِعْتُمْ عَنْ نُجُومٍ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ، وَتَتَرَاءَى لِأَهْلِ السَّمَاءِ؟ إي وَرَبِّي، نُجومٌ تُشِعُّ نُورًا، يَرَاهَا مَلائِكَةُ الرَّحْمَنِ
وَهُمْ في السَّماءِ، نُجُومٌ تَنْطَلِقُ مِنْ الْبُيُوتِ, وَمِنْ حَلَقَاتِ تَحفِيظِ القُرآنِ الكريمِ في أَرْجَاءِ بِلادِنَا الْغَالِيَةِ,
يَقُولُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: »الْبَيْتُ الذي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ يَتَرَاءَى لِأَهْلِ السَّمَاءِ،
كَمَا تَتَرَاءَى النُّجُومُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ«.أَخْرَجَهُ الألبَانِيُّ.
عِبَادَ اللهِ: الحديثُ عن القرآنِ وأهلِهِ يُورِثُ الْمُسلِمَ رَغْبَة ًفِي تَعلُّمِ القُرَآنِ وتَعلِيمِهِ,
والحرصِ على حفظِهِ وإتقَانِهِ, وَتَدَارُسِ حِكَمِهِ وأحكامِهِ! كَيفَ لا يَكُونُ كَذَلِكَ وَهُوَ كَلامُ اللهِ جَلَّ جَلالَهُ وَكَفى!
عِبَادَ اللهِ: في زَمنٍ تَغَيَّرت فيهِ ثَوابِتُ وَقِيَمٌ، وَأَجْلَبَتْ عَلينَا فِتَنٌ مُقْلِقَةٌ, وَوَسَائِلُ تَوَاصُلٍ مَسْمُومَةٌ, وَشَهَواتٌ مَسْعُورَةٌ،
تُعرضُ عَلينَا لَيلاً وَنَهارا، صِغارًا وكِبارًا, شَبَابًا وَنِسَاءً. فَإنَهُ وَاللهِ لا عاصِمَ لَنَا مِنْهَا إلَّا بِالتَّمَسُّكِ بِكِتَابِ اللهِ تَعَالى تِلاوةً وَحِفْظاً,
وتَدَبُّراً وفَهماً, وعَمَلاً وَمَنهَجَاً, فقد قالَ سبحانهُ: فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى .
قَالَ ابنُ عباسٍ رضيَ الله عنهما: (تَكفَّلَ اللهُ لِمَنْ قَرَأَ القُرَآنَ وَعَمِلَ بِما فيهِ أنْ لا يَضِلَّ في الدُّنيا ولا يَشْقَى في الآخِرَةِ).
أيُّها الأَكَارِم: غَدًا بإذْنِ اللهِ تَنْطَلِقُ مَسِيرَةُ حَلَقَاتِ تَحفِيظِ القُرآنِ الكريمِ في أَرْجَاءِ بِلادِنَا الْغَالِيَةِ,
يَمِلؤُها الفَأْلُ, وَيعَلُوهَا العِزُّ والسُّؤددُ. وَتَحَفُّهَا الْمَلائِكَةُ الكِرامُ, وَتَغَشَتْهَا الرَّحمةُ والسَّلامُ,
فَافْرَحُوا بذلِكَ يَا مُؤمِنُونَ واسْعَدُوا: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ .
إِنَّها رِسَالَتُنَا إلى الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ، إلى الْمُصْلِحِينَ والْدُّعَاةِ، إلى الْمَربِّينَ الْنَّاصِحِينَ، الذين يَنْشُدُونَ الصَّلاحَ لِلأَبْنَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ.
هَا هِيَ حَلَقَاتُ تَحفِيظِ القُرآنِ تَبْعَثُ الحيَاةَ وَالنُّورَ، وَالْتَّرْبِيَةَ الْصَّالِحَةَ, فَكيفَ لا نَفرحُ بِهِمْ وَحِفْظُ القُرَآنِ أَعظَمُ شَرَفٍ, وَأَنبَلُ هَدَفٍ!
وَحَفَظَةُ القُرآنِ أَحْرَى النَّاسِ بِرحمةِ الرَّحِيمِ الرَّحمانِ, فَقَد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
«وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ
وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».
إنَّهم حَفَظَةُ كِتَابِ اللهِ, أَلسِنَتُهُم دَومَاً رَطبَةٌ بِذكرِ اللهِ، وَأَفواهُهُم مُعطَّرَةٌ بِكلامِ اللهِ، جُلُودُهم في مَأمَنٍ من عَذَابِ اللهِ،
كما قالَ ذَلِكَ أبو أُمَامَةَ :(إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بالنَّارِ قَلبًا وَعَى القُرآنَ).
حَفَظَةُ القُرآنِ هُم أُولُوا العِلمِ حَقِيقَةً، كَمَا قَالَ اللهُ عَنْهُمْ: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ .
وَهُم خيرُ الأُمَّةِ كَمَا قَالَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». إنَّهم الرِّجالُ حقًّا
وإنْ كانُوا صِغَارا فِي أَعْمَارِهِمْ! لأَنَّهُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِالإمَامَة, لِقَولِ رَسُولِنَا :«يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ».
فَهُمُ الْمُقَدَّمُونَ عَلى مَنْ هو أَكبَرُ مِنهُم سِنَّاً وأَكثَرُ فِقْهَاً! يَا مُؤمِنُونَ: رَأيْنَا فِي الْحَلَقَاتِ الْمُباركَةِ شَبَابَاً,
وَصِغَارَاً وَكِبَارَاً, عَرَبًا وَعَجَمًا حِينَهَا تَذَكَّرْنَا قَولَ اللهِ تَعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ .
طُوبى لِمَن حَفِظَ الكِتَابَ بِصَدْرِهِ فَبَدَا وَضِيئَاً كالنُّجومِ تَأَلُّقَاً.
اللهُ أكبرُ يا لَها مِن نِعمَةٍ لَمَّا يُقالُ اقْرَأْ فَرَتَّلَ وارْتَقَى.
أَعُوذُ باللهِ من الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ . فاللهمَّ ارزُقنا حِفظَ كِتَابِكَ والعَمَلَ بِهِ وتِلاوَتَهُ آناءَ الليلِ وأطرافَ النَّهارِ.
عَلِّمنا منهُ ما جَهلنا وذكِّرنا منهُ ما نُسِّينا, أقُولُ ما سَمعتُمْ
واستغفرُ اللهَ لي ولكم ولِسائِرِ الْمُسلِمينَ من كُلِّ ذنبٍّ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغفورُ الرَّحيمُ
يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب

مواقع النشر (المفضلة)