<p dir="RTL" ><span ><span >جاءت فكرة تأسيس سوق للأسهم لأول مرة لتحقيق أكثر من هدف، أولها القدرة على جمع رؤوس الأموال بشكل سلس لتكوين مؤسسات كبيرة، وثانيها توسيع قاعدة الملكية للشركات والسماح لرؤوس الأموال الصغيرة بالدخول في الاستثمار، أما الهدف الثالث فكان تحقيق قدر من الشفافية في تداول حصص الشركات بشكل علني.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >ومع تطور أسواق الأسهم ظهرت نتائج جديدة، ومنها توفير إدارات "محترفة" يفترض بها الإدارة بشكل كفء وذي قدر أعلى من الاستقلال عن رأس المال عما هو قائم في الشركات الخاصة التي يملكها فرد واحد، فضلًا عن القدرة على تحمل الخسائر لفترات طويلة نسبيًا دعمًا للبحث والتطوير أو سعيًا لمركز احتكاري للوصول إلى أرباح كبيرة في المستقبل.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/ea54088c-1e0a-48d6-b7ef-104f39592dbd.png" ></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>دعم للاقتصاد والنمو</strong></span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >ولكن مع هذا التطور بدا واضحًا أن سوق الأسهم قد يدعم الاقتصاد ككل، ولكن مع استمرار تغير شكل السوق واتساعه ودخول أطراف جديدة تعقدت الأمور وأصبح سوق الأسهم في بعض الأحيان معينًا للاقتصاد ككل وفي بعض الأحيان ضارًا به.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p align="center" dir="RTL" ><span ><a href="https://www.argaam.com/ar/article/argaamfavorite" target="_blank" title="Original URL: https://www.argaam.com/ar/article/argaamfavorite. Click or tap if you trust this link."><strong><span ><span ><span >للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام</span></span></span></strong></a></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >فعلى سبيل المثال يساهم السوق المنتعش في زيادة ثقة المستهلكين والشركات، فعندما ترتفع أسعار الأسهم، يشعر المستثمرون والمستهلكون بالثقة، ما يدفعهم إلى الإنفاق أكثر، وعلى سبيل المثال ففي الولايات المتحدة، يشكل الإنفاق الاستهلاكي حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي، لذا فإن ارتفاع السوق يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >ولذلك عندما ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 26.9% في عام 2021، زادت ثروات المستثمرين، ما ساهم في زيادة الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 7.9% في نفس العام، وهو أعلى معدل منذ خمسينيات القرن الماضي بما دعّم النمو في الفترة الصعبة الاقتصادية الصعبة التي تلت انتشار فيروس كورونا.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>دعم للشركات</strong></span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >كما أن انتعاش سوق الأسهم يسهم في إقرار الشركات لخططها التوسعية، عن طريق إقرار برامج طرح إضافية لتوسيع رأس المال، والكثير من الشركات حول العالم استفادت من هذا الأمر، ومنها "تسلا" التي قدمت العديد من طروحات زيادة رأس المال بين 2-5 مليارات دولار بين أعوام 2015-2020.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/7e5251b1-be98-44c4-96ab-cee334aa4320.png" ></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >ووصف تقرير تحليلي لـ"رويترز" حالة "تسلا" بأنها لم تكن لتستطيع المضي قدمًا والتوسع في الأبحاث والإنتاج لولا "ضخ" الكاش عن طريق زيادة رأس المال من آن لآخر، وتعليقًا على طرح أسهم بقيمة 2.3 مليار دولار في عام 2019 مثلا قال "روس جيربر"، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار "جيربر كاواساكي": "هذه هي الطريقة التي يدفعون بها ثمن المصنع في الصين لتحقيق أهدافهم لعام 2020".</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >كما أن شركة مثل "موديرنا" اعتمدت على التمويل من سوق الأسهم بهدف تطوير لقاح لمكافحة "كوفيد 19"، بما يؤكد حيوية الاعتماد على التمويل عبر طرح الأسهم للمضي قدمًا في خطط الشركات التوسعية، لا سيما مع التطورات غير المتوقعة في السوق.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وعلى الرغم من الناحية الإيجابية لهذا الأمر، من حيث توفير التمويل على هيئة رأس مال لا قروض، ولكن في حالة "تسلا" نفسها ساهمت هذه الأطروحات في تضخيم القيمة السوقية للشركة بشكل كبير وربما مبالغ فيه للغاية، مع وصول مضاعف الربحية إلى أكثر من 150 في يونيو 2025.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>توسيع ملكية ولكن</strong></span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وعلى الرغم من أن أهداف توسيع قاعدة الملكية متحققة في الولايات المتحدة بدرجة ما، من خلال الإحصائيات التي تشير إلى أن حوالي 58% من الأمريكيين يمتلكون أسهماً بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال خطط التقاعد، ولكن تبقى الحقيقة أيضًا أن أغنى 10% من الأمريكيين يمتلكون 89-93% من إجمالي الأسهم، فالقاعدة واسعة ولكن بها اختلال واسع بين القاع وقمة الهرم.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وفي هذا الإطار يشير تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن ما يعرفه بـ"محو الأمية المالية" ضروري للغاية، ويمكن أن نضرب المثل على ذلك بالكثير من بورصات أوروبا التي تتسم بدرجة أعلى من الاستقرار "النسبي" قياسًا بالسوق الأمريكي والأسواق الآسيوية الرئيسية بسبب وجود قدر أكبر من الوعي بكيفية عمل الأسواق وأسسها.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وفي الدول النامية أو الناشئة فإن سوق الأسهم إحدى أهم وسائل جذب الاستثمارات، ومن ذلك الهند، التي تدفقت إليها استثمارات أجنبية مباشرة وغير مباشرة بقيمة 83.6 مليار دولار في 2021، الكثير منها عبر سوق الأسهم (التقديرات تشير إلى حوالي 65-75% من إجمالي الاستثمارات)، بما ساعد في تمويل مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا. </span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/c533e17a-b4be-4fde-ba9e-11d8747d933f.png" ></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وفي المقابل، فإن سوق الأسهم يشكل أحد أهم أماكن استقبال الأموال الساخنة في اقتصادات الدول النامية، بما لها من تأثيرات سلبية على أسعار صرف العملات واستقرار السوق نفسه والاقتصاد بشكل عام.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >كما أن تركيز سوق الأسهم على بعض القطاعات دون غيرها يساهم في زيادة الاختلال وعدم التوازن في الاقتصادات النامية، فمثلًا تركزت نسبة 70% من الاستثمارات القادمة إلى الهند في قطاع التكنولوجيا، وهو قطاع نام بالفعل ويشهد استثمارات كبيرة، ورواتب جيدة للعاملين فيه، وذلك على حساب الزراعة والصناعات الصغيرة التي لا تصل إليها الأموال التي يتم ضخها في سوق الأسهم، رغم أهمية تلك القطاعات.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >كما أن بعض الطروحات الأولية الكبيرة، وفترات الصعود القياسية لسوق الأسهم قد تتسبب في إصابة الاقتصاد بحالة من نقص السيولة ومحدودية الموارد المخصصة للاستثمار الجديد أو للتوسع في الاستثمار، بسبب تخصيص الكثير من المستثمرين من غير ذوي الخبرة لفوائضهم المالية للاستثمار في سوق الأسهم مع "الطمع" في ارتفاع اكتتاب أولي أو في سوق يرتفع لفترة طويلة.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span ><strong>إنذار مبكر ولكن</strong></span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >ومن أهم أشكال الدعم للاقتصاد أن سوق الأسهم يشكل "آلية إنذار مبكر" لحالة الاقتصاد الكلية ولأداء مختلف قطاعاته، حيث غالبًا ما ينخفض السوق قبل حدوث الركود ويرتفع قبل الرواج، تحسبًا من المتداولين للمستقبل، وعلى الرغم من أن هذا الأمر يبدو إيجابيًا لأنه ينبه المسؤولين لضرورة تغيير بعض السياسات، فإنه قد يثير الهلع أيضًا في الأسواق ويؤدي لتطبيق قاعدة بأن بعض الأشياء تحدث لأنه تم توقعها "كل متوقع آت".</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وعلى الرغم من ذلك فإن العكس قد يحدث أحيانا، وذلك من خلال تضخم البورصة المبالغ فيه، بما يجعل لانهيارها تداعيات كارثية على الاقتصاد، وأبرز مثال على ذلك كان إبان الأزمة المالية العالمية في 2008، حيث فقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" حوالي 57% من قيمته بين أكتوبر 2007 ومارس 2009، وكان أثر ذلك انخفاض الناتج المحلي الأمريكي بنسبة 4.3%، فضلا عن وصول البطالة إلى 10%.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/2f44655c-5b91-42b8-9a62-7e2c01816179.png" ></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >والسوق الهابطة كثيرًا ما تشكل ما هو أكثر من إنذار للاقتصاد، فمنذ عام 1928 وحتى بداية عام 2025 شهدت السوق الأمريكية 28 سوقا هابطة أو سوق دببة، أي أن السوق الهابطة تحدث قرابة مرة كل 3 سنوات و4 أشهر تقريبا خلال السنوات المائة الماضية، بما يؤشر إلى أنها ليست حدثًا عارضا أو استثنائيًا بل هي بمثابة "أمر عادي" كما يصفها غالبية المتداولين الكبار.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الأحداث الاستثنائية في سوق الأسهم قد لا تؤثر كثيرًا على الاقتصاد بشكل عام، وأهم مثال على ذلك الاثنان الأسود في 19 أكتوبر 1987 حيث انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة تفوق 20% في يوم واحد، غير أن الاقتصاد أنهى العام نفسه بنسبة نمو 3.5% وهي نسبة ممتازة بالنسبة لاقتصاد متقدم مثل الاقتصاد الأمريكي.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span >ولكل المزايا سالفة الذكر فإنه يمكن التأكيد على حيوية دور سوق الأسهم في العمل كوسيط لتجميع رؤوس الأموال وإدارتها، ولكنه في الوقت نفس يحمل مخاطر كثيرة من عدم التوازن في قطاعات الاقتصاد، وتركيز الثروات، لتبقى السياسات الحكومية المنوطة بتلافي السلبيات، ونشر الوعي باقتصادات سوق الأسهم الوسيلة الأهم لتلافي تحول سوق الأسهم من نعمة لنقمة.</span></span></p>
<p dir="RTL" ></p>
<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><strong>المصادر: أرقام- المنتدى الاقتصادي العالمي- رويترز- وول ستريت جورنال- </strong><strong>كتاب: "</strong><strong><span dir="LTR">Bulls make money, bears make money, pigs get slaughtered</span></strong><strong>"- فيداليتي</strong></span></span></span></p>
المصدر...
مواقع النشر (المفضلة)