الأسواق تنهار، لكن انهيار الأسهم ليس الخطر الحقيقي…
‏الخطر الأكبر هو أن سوق السندات الأمريكي بدأ يتصرف كسوق ناشئ.
‏وهذه إشارة مبكرة لتحول عميق في النظام المالي العالمي.

‏عند حدوث أزمة أو مخاوف ركود، يقوم المستثمرون ببيع الأصول عالية المخاطر (مثل الأسهم)
ويبحثون عن ملاذ آمن — وغالبًا يكون هذا الملاذ هو سوق السندات الأمريكية.

‏والنتيجة المتوقعة عادة؟
‏•ارتفاع الطلب على السندات
‏•ارتفاع أسعارها
‏•انخفاض عوائدها

‏لكن هذه المرة، الأمور تختلف كليًا.

‏رغم أن السوق الأمريكي هبط بأكثر من 20%، عوائد السندات الأمريكية ترتفع!
‏هذا سلوك غير طبيعي… لا يحدث في الاقتصادات المتقدمة.
‏إنه سلوك نراه في الأسواق الناشئة، حين تفقد ثقة السوق.

‏فلماذا يحدث هذا الآن في الولايات المتحدة؟

‏لأن أمريكا تُعاني من عجز مزدوج خطير:

‏1ï¸ڈ⃣ عجز مالي: إنفاق حكومي مفرط يتجاوز الإيرادات بـ +2 تريليون دولار سنويًا
‏2ï¸ڈ⃣ عجز تجاري: أكثر من 1.2 تريليون دولار في 2024 وحدها

‏هذا النوع من العجز المزدوج يُضعف ثقة المستثمرين الدوليين.
‏وحين يشعر السوق أن الدولة تنفق دون ضوابط وتستورد أكثر مما تُصدّر،
‏فهو لا يرى سنداتها كملاذ آمن… بل كأداة مخاطرة.

‏والنتيجة؟
‏السوق لا يشتري السندات الأمريكية بل يبيعها، ما يؤدي إلى ارتفاع العوائد بدل انخفاضها.

‏هذا ليس مجرد خلل مؤقت في الأسواق…
‏بل هو عقوبة سوقية مباشرة للاقتصاد الأمريكي.

‏إنها لحظة فاصلة، تشير إلى أننا نقترب من نقطة الانعطاف الكبرى:
‏سوق السندات الأمريكية لم يعد يُعامل كمرجع استقرار عالمي، بل كأصل محفوف بالمخاطر.

‏لقد بدأ الانهيار من الداخل.

‏ما نشهده الآن ليس تقلبات عادية…
‏بل بداية لتفكك تدريجي في الثقة بالنظام المالي القائم على الدولار.

‏التاريخ يُكتب الآن…
‏والمستقبل المالي العالمي سيكون مختلفًا تمامًا عمّا عرفناه.

‏منقول