ويرحل عنها الشتاء وتمر بهالأيام وتمضي السنين..يتغير الزمان والمكان وينتهي مرح الطفولة
يكبر ذلك الجسد الصغير ويزدادجاذبية وجمالا..لكن شيئا واحدا لم يتغير بقيت كما هي تلك الفتاة الحالمة..ويا لروعة الأحلام !!
بدأ قلبها يخفق لأغنيات الحب وهمسات العشق
فتفيض مشاعرا تجسدها على أوراق بيضاء فترسمها تارة وتسطرها قصصا وحكايات تارة أخرى..
تمنحها حياة من غزارة مشاعرها حتى تكاد أن تبعث فيها روحا من عمق الخيال.
وكيف لا ؟!
فقلبها النقي كنقاء البلور ماهو الاينبوع عاطفة وحنان يكفي بأن يروي كل الربوع الجافة من حولها
فكرها صاف كصفحة السماء ..وروحها عذبة رقراقة كعذوبة ماء المطر حين يسقط على سطح الرخام الأملس..
هي كذلك كما عرفتها واتذكرها جيدا
ينبض قلبها بالحب فلا تعرف سواه تأسرها البسمة وتسحرها الكلمة العذبة
ترى بغريزتها الطاهرة إن الحب شيئ مقدس لا مثيل له وبأن كل القلوب طاهرة ونقية كحال قلبها المملوء شوقا وفرحا ..
حتى خيل إليها وبأنها بذلك الثوب الأبيض ستغدو كحمامة بيضاء تطير من سماء إلى سماء وتحط من غصن إلى آخر ..
الى هنا ويتوقف الزمن الجميل وتنتهي أحلام الطفولة البريئه لتبدأ معها فصول الحكاية لأنثى جريحه .
ليتني لا اتذكر شيئا وليت كل الذي حدث لم يحدث !!
كم هي مؤلمة تلك الحقيقه وقاسية مشاعر الخيبة !
ياالهي كيف عصفت بها الأيام والسنين وكيف أصبح بها الحال وقد وضعها القدر في سفينة وسط بحر هائج وحيدة لاتعرف كيف تدير دفتها ..تتقادفها أمواجه من كل جانب.
اذا تنفس وجه الصبح اطمئن قلبها وهدأت نفسها لكن سرعان ماتسطع شمسه لتحرق وجهها
واذا غربت وهدأت امواج ذلك البحر اعتلى قلبها هم شديد وخوف رهيب
تبكي حالها مرة وتعاتب نفسها أخرى.
آاه ماأغباني وماأظلمني لنفسي وكيف لي وقد استسلمت لهذا القدر البائس الحزين..
أهكذا تكون خاتمة البدايه ؟!
أواه كيف اغتيلت الأحلام قبل أن تخلق وكيف للحب أن يجهض قبل أن يولد..ولما توؤد الأماني حية في المهد ؟!
ترى هل بعد غربة روحي الطويله وسنوات العمر الضائعه أن أعود مرة أخرى ؟
ربما يكون هذا ولم لايكون ..
فأنا مازلت أسمع ذلك الصوت الذي يشبه تباشير الفجر الفضيه يناديني لأتبعه ويلقي الي بطوق الأمل ليوصلني إلى شاطئ الأمان.
سأتبعه وأمشي خلفه وأعلق حمائل روحي على قلبه فهو يشبهني كثيرا ..وسأعود معه لأشبه نفسي مرة أخرى.
مواقع النشر (المفضلة)