.
تابع :
أخشى أن يكون البعض استاء وانزعج من وصفي لزغلول النجار بأنه كذاب ، حسنًا إليك الثانية ، أما الثالثة فنسيتُ موضعها ولكن بمشيئة الله أبحث عنها وأجدها .
عندما تكلم عن آية : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ
قال زغلول النجار : المفسرين القدامى يقولون : أن السماء والأرض كانتا ملتصقتين . ثم قال : أن هذا كفر وهو من الإسرائليات !!!
أولًا : هذا القول ذكره الطبري رحمه الله وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما والحسن وقتادة ! وهناك أقوالًا أخرى غيره . ثم أن المفسرين القدامى لم يتعرضوا لهذا القول بوصفه كفر ، ومستحيل أن يذكروه عن هؤلاء الأعلام والأئمة دون تبيين وتوضيح لو كان يحتمل الكفر .
ثانيًا : زغلول النجار دلس وأوهم فحصر المستمع بين قولين . بين هذا القول ونسبه للمفسرين القدامى وكأن المفسرين القدامى لا يقولون غيره ، وبين القول الذي يقول به المتوافق مع كلام الملاحدة ، وحتى يُبعد المستمعين عن قول المفسرين القدامى ماكان منه إلا أن يقبح قولهم بوصفه أنه كفر !
وهذا القول لم يختره الطبري، لكن عبارة ابن كثير كأنه يميل إليه ، فما الداعي لزغلول النجار أن يصنع هذا الفعل ، فبما أنه يرى صحة كلام الملاحدة، ويرى ربطه صحيح مع الآية، فليقل رأيه دون التعرض للعلماء السابقين !
والقول الذي وصفه بالكفر والله أنه بعيد عن الكفر ولا يلزم منه الكفر ، ولا يخطر في بال أحد ما فهمه زغلول النجار منه !! ( وسوف أفرد موضوعًا بخصوص تحريفهم لهذه الآية بمشيئة الله . )
فيا أخي رجل لا يحترم عقول متابعيه، ولا يحترم علماء التفسير، ولا يتورع عن محاولة اظهار الصحابة رضي الله عنهم بأنهم عبارة عن بدو في الصحراء لا يفهمون ولا يفقهون ولا يستوعبون . اعطه الوصف المناسب له حتى يحذره الآخرين ولا تتلطف في العبارة ! فهؤلاء الأدعياء بلغوا مرحلة التنزيه والتقديس عند الـجـهـال . فلابد من بيان حالهم ووضعهم في موضعهم المناسب .
لنا لقاء بمشيئة الله
<
مواقع النشر (المفضلة)