.

تابع :


قبل أن أبدأ أعيد جملة ذكرتُها سابقًا : "أيها القارئ الكريم لا تجعل حبك لشخص ما ، يمنعك من قبول الحق فيه، ولا يزعجك الوصف المناسب له الذي يستحقه في موضعه !"


في اللقاء السابق ذكرتُ لكم الحديث المتفق على صحته ، عندما سئل زغلول النجار عن هذا الحديث قال ما مفاده : أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يعلم البدو في ذلك الزمان هذه الحقيقة ، أن يُنسب كل حركة في الكون إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن الشمس مأمورة بأمره .

ووالله أنه كذب وهو كذاب ، فحتى مشركي قريش في ذلك الزمن يقرون بتوحيد الربوبية وأن الله هو المتصرف في الشمس والقمر، والقرآن مملوء بالآيات التي تدعوهم لتوحيد الأولوهية من خلال إقرارهم بتوحيد الربوبية، ثم أن هذا الحديث موجهًا للصحابة رضي الله عنهم وهم في المدينة، والآيات في العهد المكي تتكلم عن الإقرار بتوحيد الربوبية، فهل الصحابة لم يفهموا هذه الآيات ؟!


أما الحديث فقد سيق لأمر مذكور في الحديث نفسه، وهو اخبار الناس أين تذهب الشمس ! ولا أعلم كيف يصدق بعض الناس كلام زغلول النجار مع أن الحديث واضح وصريح ، ويخبر عن أمور لا يمكن معرفتها إلا عن طريق الوحي ، ففيه اخبار عن أحوالٍ للشمس ، وكيفية طلوعها من مغربها، وفيه تفسير لمستقر الشمس كما في رواية البخاري ورواية أخرى لمسلم، والغريب أن زغلول النجار أنكر هذا التفسير ! وأنكر أن يكون للشمس مستقرًا في الدنيا !!

إلى هذا الحد بلغ به الهوس والإعجاب بالحضارة الغربية ، إلى أن يستحقر عقول متابعيه ولا يحترمها، فيجيب بهذه الإجابة السطحية، محرفًا الحديث عن مقصده، وقادحًا في عقول الصحابة رضي الله عنهم وفي تسليمهم وتصديقهم ! وهذا حديث صحيح متفق على صحته بينما الأثر المكذوب طار به فرحًا وأفرد له مقالًا وحلقة !!


ثم أنه يردد كلمة ( بدو ) عن الصحابة رضي الله عنهم فقد ذكرها في هذا الموضع وفي مواضع أخرى، وهو يقصد بها الذم، فيقصد أن عقولهم ضيقة لا تستوعب ولا تفهم هذه الأمور التي يستعظمها هو !



لنا لقاء بمشيئة الله





<



.