.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ر ابط سابق : بيان الأغاليط (2) تحريفهم لـ ( لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا )



https://www.madarib.com/vb/showthread.php?t=73706








قال تعالى :

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


قال بعض المتكلفين وصفق له تصديقًا وإعجابًا بعض الجاهلين !! : أن إبراهيم عليه السلام قال ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ) ولم يقل ( الشمس تأتي من المشرق ) فيكون المعنى أن الله يأتي بالشمس بالنسبة لنا من المشرق ( يقصد في الظاهر لنا ) .


وأقسم بالله لو أن الآية ( الشمس تأتي من المشرق فأت بها من المغرب ) لقال هذا المتكلف أن المقصود تأتي بالنسبة لنا وفي الظاهر لنا ، فلا فرق عند هؤلاء بين هذه وهذه، فلأن دوران الأرض ترسخ في أذهانهم يذهبون لآيات القرآن ويتكلفون .


ثم أن في هذا التكلف طعن في فصاحة إبراهيم عليه السلام وفي قوة حجته، فإبراهيم عليه السلام في محاججة ومناظرة من يدعي الربوبية ولإثبات قدرة ربه، فهل يُعقل أن يقول له هذا المدعي الكافر: حدثني عن ربك وعن سلطانه، فيرد عليه ويقول له : الشمس تأتي من المشرق ؟!!

هل هذه إجابة مناسبة في مناظرة حول ربوبية الله وقدرته ؟! وهل في مثل هذه الإجابة إثبات لقدرة الله وربوبيته، وقطع لهذا المدعي الكافر ؟

بل سيطول الجدال منه فسيقول: إذًا الشمس تأتي من نفسها ولا قدرة لربك عليها! فكان من المناسب أن يقول (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق) لإثبات قدرة الله وليقطع عليه كثرة الجدال والحجاج ويبهته .

فهل وصل الحال لهذه الدرجة! يُطعن في فصاحة الأنبياء وعقولهم وتُضعف حججهم من أجل إخضاع آيات القرآن لمثل هذه النظرية ؟!!


ثم أن قول إبراهيم عليه السلام ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ) أقوى دلالة وصراحة على أن الشمس مأمورة لله ومسخرة بأن تأتي من المشرق حقيقة، من قول هذا المتكلف أن جملة (الشمس تأتي من المشرق) أقوى في الدلالة!


نكمل توضيح النقطة الأخيرة لاحقًا ، ولذلك نقول :



لنا لقاء بمشيئة الله .





<


.