.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رابط سابق : ليس من علوم الغرب في العصر الحديث( 4 ) معرفة وقت الخسوف والكسوف !

https://www.madarib.com/vb/showthread.php?t=72840

.



في هذا الزمن نجد أن العلماء يتوقعون أن أحد أسباب الزلازل هو : ارتفاع درجة الحرارة في باطن الأرض يتسبب في انصهار المكونات الصخرية، وبالتالي التآكل في الطبقات الصخرية، وتقوم بالتحرك بشكل تلقائي ثم يحدث الزلزال.


كعادتنا في هذه السلسلة دعونا الآن ننتقل إلى زمن ما قبل اكتشاف امريكيا التي فيها ناسا ، حيث نجد شيخ الإسلام ابن تيمية يتكلم عن الزلزال فيقول :

فَمِنْ أَسْبَابِهِ انْضِغَاطُ الْبُخَارِ فِي جَوْفِ الْأَرْضِ كَمَا يَنْضَغِطُ الرِّيحُ وَالْمَاءُ فِي الْمَكَانِ الضَّيِّقِ فَإِذَا انْضَغَطَ طَلَبَ مَخْرَجًا فَيَشُقُّ وَيُزَلْزِلُ مَا قَرُبَ مِنْهُ مِنْ الْأَرْضِ .


انتهى النقل



ويقول معاصره صاحب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار :

فقد زعموا أن الأبخرة والأدخنة الكثيرة إذا اجتمعت تحت الأرض فلا تقاومها برودة، حتى يصير ما قد تكون مادتها كثيرة لا تقبل التحليل بأدنى حرارة، ويكون وجه الأرض صلبا لا يكون فيه منافذ ولا مسام، فالبخارات إذا قصدت الصعود لا تجد المسام والمنافذ، فتهتز منها بقاع الأرض وتضطرب، كما يرتعد بدن المحموم من شدة الحمى، بسبب رطوبات عتيقة اختبأت في خلل أجزاء البدن، فتشتعل بها الحرارة الغريزية، فتذيبها وتحللها وتصيرها دخانا وبخارا، فتخرج من مسام جلد الإنسان فيهتز من ذلك البدن ويرتعد، ولا يزال كذلك إلى أن تخرج تلك المواد كلها، فإذا خرجت سكن البدن ورجع إلى حال الصحة، فهكذا حركات بقاع الأرض بالزلازل، فربما ينشق وجه الأرض فيخرج من ذلك الشق المواد المختنقة المختبئة دفعة واحدة، وقد يكون خروجها ببلدة فتخسفها، وذلك بأن تكون تحت الأرض تجاويف، فعند انشقاق الأرض ينزل فيها الجبال والبلاد الظاهرة على وجه الأرض مما يشاء الله تعالى.



انتهى النقل



وقبلهما بنحو مئتي سنة يقول الشهرستاني صاحب الملل والنحل : وأما الأبخرة داخل الأرض فتميل إلى جهة فتبرد فتستحيل ماء فيصعد بالمد فيخرج عيونا، وإن لم تدعها السخونة تبرد وكثرت وغلظت فلم تنفذ في مجاري مستحصفة فاجتمعت واندفعت مرة فزلزلت الأرض فخسفت، وقد تحدث الزلزلة من تساقط أعالي وهدة في باطن الأرض فيموج بها الهواء المحتقن !



انتهى النقل



<



.