“ بياك “.. ذراع صندوق الاستثمارات العامة الداعم للابتكار

للكاتب/ د. عبد الله بن إبراهيم السلطان


منذ أن أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد -حفظه الله- رؤية المملكة 2030، عنيت الرؤية بالابتكار وريادة الأعمال، التي يعول عليهما دور كبير في تحقيق مستهدفات الرؤية المباركة، خاصة تنويع روافد الاقتصاد الذي طالما اعتمد على النفط كمصدر وحيد للدخل وللناتج القومي الإجمالي، ولما لهما من دور في مواكبة الحراك الاقتصادي والتنموي الذي يشكل التحول الرقمي محورًا رئيسًا فيه، وتحقيقًا لمستهدفات الرؤية الرامية إلى رفع مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20ظھ إلى 35ظھ بحلول عام 2030م، وتوطين التقنية والمعرفة، وضمان وجود المملكة ضمن أفضل 10 دول في مؤشر التنافسية العالمية.
وفي سبيل ذلك قامت الحكومة بجهود كبيرة في تنمية وتطوير بيئة الابتكار وريادة الأعمال، سواء على مستوى الإصلاحات التشريعية والتنظيمية أو على مستوى الدعم الفني والمالي من خلال مؤسساتها المعنية بالابتكار وريادة الأعمال.
من هذه الجهود ما يقوم به صندوق الاستثمارات العامة ممثلًا في شركة حاضنات ومسرعات الأعمال “بياك” التابعة بالكامل للشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني «تقنية»، التي تتبنى استراتيجية واضحة وقوية لخلق بيئة مدفوعة بالابتكار من خلال تشغيل المشاريع والمنصات في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك برامج نقل التقنية، وبرامج إدارة ودعم الابتكار.
وتتبنى”بياك” من خلال إدارة خدمات شراكات الابتكار تطوير مجالات البحث في المملكة ومواكبة أحدث التطورات العالمية التي تطرأ على هذا المجال، ما يمكِّن «بياك» من الإسهام بقوة في تحقيق أحد أهم مستهدفات رؤية 2030، في نقل وتوطين التقنيات الحديثة، وبالتالي رفع نسبة المحتوى المحلي التقني الذي يعزز من جذب الاستثمارات التقنية المحلية والخارجية.
لقد نجحت “بياك” – كأول شركة مرخّصة في المملكة لإدارة حاضنات ومسرِّعات الأعمال- في إدارة وتشغيل أكثر من عشر حاضنات ومسرّعات أعمال، وقد ساهمت برامجها المبتكرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بأكثر من 2.1 مليار ريال سعودي؛ وساهمت في إنشاء ودعم 700 شركة تقنية مستفيدة، والوصول إلى أكثر من مليون مستفيد، وأدت برامجها المبتكرة إلى خلق أكثر من 3000 وظيفة مباشرة و200000 وظيفة غير مباشرة.وأسهمت حاضنات ومسرعات الأعمال في “بياك” في تخريج عدد من الشركات التي أثرت بشكل كبير في خدمة المجتمع، وحل كثيرٍ من التحديات أثناء جائحة كورونا، والتي أصبحت خير معين لعددٍ من المشاريع الخاصة والحد من خسائرها، ومنها على سبيل المثال:
– تطبيق مرسول: وهو أحد المشاريع البارزة التي تخرجت من شركة “بياك”، وساهم بفاعلية في توصيل المتطلبات الأساسية للمنازل واعتماده من قبل هيئة الاتصالات السعودية كأحد التطبيقات المخوّلة للتوصيل أثناء الحجر الكلي من أجل الحد من انتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).
– شركة فوكسل بلس: وهي شركة سعودية متخصصة في ‏‏‏‏‏‏‏برمجيات وخدمات المسح الرقمي ثلاثي الأبعاد الجوي والأرضي، وهو أحد المشاريع المحتضنة لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية، وشغلته شركة “بياك” وتخرج منها، وقد ساهم المشروع في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد عن طريق صناعة طيارات درونز تكشف عن قراءة دقيقة لدرجة حرارة الجسم وتصدر التنبيهات عند رصد أشخاص مصابين بارتفاع درجة الحرارة وإبلاغ حالتهم الصحية إلى المسؤولين.
– مختبر الثباتية: وهو مختبر لتحليل جودة المنتجات الطبية وفحصها، وهو أيضًا مشروع محتضن لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية وشغلته شركة “بياك” وتخرج منها، وقد ساهم هذا المشروع في تقديم دراسات الثباتية للأدوية والمستحضرات التي تحتاج إلى تسجيل في الهيئة العامة للغذاء والدواء، وبرز دوره أثناء جائحة كورونا في إجراء الفحوصات المخبرية للمعقمات الأيدي والكشف عن المنتجات المغشوشة.

https://maaal.com/2022/01/%d8%a8%d9%...-%d8%a7%d9%84/