مرحباً بكم في منتدى المضارب للأسهم السعودية والإستثمار / يتابع بالمنتدى سهم دار الأركان من رئيس قسم التحليل الفني الأستاذ Assalimi / وسهم دانة غاز من المفكر والمتابع الراقي واحد يفكر مع مجموعة مميزة ويمتلك المنتدى نخبة عالية من المحللين بجميع مدارس علم التحليل ونرحب بجميع الأقلام المميزة فمرحباً بكم مجدداً بمنتدى المضارب

 

  • مواضيع ننصح بمشاهدتها
  • <-> اعضائنا الكرام ( الأعضاء ) <->
    النتائج 1 إلى 12 من 12

    الموضوع: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

    1. #1
      https://www.raed.net/img?id=456231
      نائب المراقب العام
      محـ اليتامى ـب
      التقييم: 118971

      الحالة
      غير متصل
      رقم العضوية
      5082
      تاريخ التسجيل
      Apr 2020
      المشاركات
      80,707

        لشكر ولدالقصيم

      افتراضي أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك



      أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      انظرْ اليومَ إلى قلبِكَ، هل تَرى قد خالطتهُ الشُّبهاتُ؟، أو تَرى قد أمرضتهُ الشَّهواتُ؟،
      هل تعظيمُ اللهِ -تعالى- فيه هو الأساسُ؟، أم الهوى وحبُّ الدُّنيا وكلامُ النَّاسِ؟،
      فطَّهرْ قلبَكَ، فإنَّكَ تعلمُ ما فيه من الأمرِ الدَّفينِ،
      ولا يُغرنَّكَ مدحُ وثناءُ الآخرينَ، فإننا في زمنٍ قد كَثُرت فيهِ الفِتنُ، وعَظُمتْ فيه المِحنُ....

      الحديثُ عن القلوبِ ليسَ فقط حديثاً عن المشاعرِ والعواطفِ والأحاسيسِ، أو حديثاً عن الحُبِّ والهَيامِ والشَّوقِ الحبيسِ،
      إنما هو حديثٌ أكبرُ من ذلكَ وأعظمُ، إنَّه حديثٌ عن العضوِ الوحيدِ في جِسمكَ الذي ينظرُ اللهُ -تعالى- إليهِ،
      فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
      "إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"، فيا اللهُ! ماذا عسى أن ينظرَ اللهُ -تعالى- في قلوبِنا؟، أهو الصَّلاحُ والإيمانُ، أو الفسادُ والطُّغيانُ: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ)[البقرة:220].

      الحديثُ عن القلبِ، هو الحديثُ عن مَلكِ الأعضاءِ، الذي في صلاحِه الفوزُ والفلاحُ،
      وفي فسادِه الخَسارُ والضَّياعُ، ففي الدُّنيا:
      "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ وفي الآخرةِ: (يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88-89].


      ذلكَ بأنَّ القلبَ هو محلٌ لأعظمِ وأكملِ العباداتِ،
      فهو محلُ الإخلاصِ، واليَقينِ، والتَّفكُّرِ، والخُشوعِ، والمُراقبةِ، والتوكُّلِ، والمحبَّةِ، والرَّجاءِ، والخَوفِ، والصَّبرِ، والرِّضا، والشُّكرِ، والحَياءِ، والتَّوبةِ،
      هذه العباداتُ التي رفعتْ أبا بكرٍ الصِّديقِ -رضيَ اللهُ عنه- إلى مَنزلةٍ عَظيمةٍ في الأمَّةِ،
      حتى قالَ بَكرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزني -رحمَه اللهُ-:
      "ما فَضَلَ أَبو بَكرٍ النَّاسَ بكثرةِ صَلاةٍ ولا بَكثرةِ صِيامٍ، ولكنْ بشيءٍ وَقرَ في قَلبِه".



      فإيَّاكَ أن تكتمَ الشَّرَّ في قلبِكَ، وتُظهرَ الخيرَ بلسانِكَ؛ فهذه استهانةٌ بنظرِ اللهِ -تعالى- إلى قلبِكَ، واستهزاءٌ بعلمِ اللهِ -تعالى- بما في نفسِكَ،
      (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)[البقرة:204-205].



      اقرأ وتدبَّرْ كلامَ اللهِ -تعالى- وهو يُعاملُ النَّاسَ بما في قلوبِهم؛ تأكيداً على أن عاقبةَ الأمورِ بما في القلبِ مكنونٌ، وليسَ بما يَظهَرُ للنَّاسِ بالعيونِ،
      فها هو يُخاطبُ أصحابَ بيعةِ الرِّضوانِ:
      (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح:18]،
      وها هو يُخاطبُ نبيَّهُ في أَسرى بدرٍ:

      (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الأنفال:70]
      ،
      وها هو يُخاطبُ رسولَه في المنافقينَ:
      (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)[النساء:63]،
      فالقلبَ القلبَ.




      إيَّاكَ وأن ينظرَ اللهُ -تعالى- إلى قلبِكَ وفيه بُغضٌ لأهلِ الإيمانِ، وإيَّاكَ والحسدَ لهم والبُهتانَ، فقد أوصاكَ بهم خيراً،
      "لا تَحاسدُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا، ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ"، "لا يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، بل حتى يُحاسبُ على ما في قلبِهِ من الشَّرِّ للمسلمِ ولو لم يستطعْ تحقيقَه، قَالَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ، قَالَ: "إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ
      فهل رأيتُم كيفَ اجتمعَ عليه ألمُ القتلِ والنَّارِ بسببِ ما كانَ في قلبِه؟




      أيُّها الحبيبُ: انظرْ اليومَ إلى قلبِكَ، هل تَرى قد خالطتهُ الشُّبهاتُ؟، أو تَرى قد أمرضتهُ الشَّهواتُ؟، هل تعظيمُ اللهِ -تعالى- فيه هو الأساسُ؟، أم الهوى وحبُّ الدُّنيا وكلامُ النَّاسِ؟، فطَّهرْ قلبَكَ، فإنَّكَ تعلمُ ما فيه من الأمرِ الدَّفينِ، ولا يُغرنَّكَ مدحُ وثناءُ الآخرينَ، فإننا في زمنٍ قد كَثُرت فيهِ الفِتنُ، وعَظُمتْ فيه المِحنُ،
      قَالَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ-:
      "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ"،
      لا إلهَ إلا اللهُ .. أهكذا القلوبُ تتقلَّبُ؟، أهكذا تتغيَّرُ وتتصلَّبُ؟


      مَا سُمِّيَ الْقَلْبُ إِلَّا مِنْ تَقَلُّبِهِ *** فَاحْذَرْ عَلَى القَلبِ من قَلبٍ وتَحويلِ



      اللهم يا مُقَلِبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دينِكَ، ويا مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفَ قُلُوبَنا على طاعتِكَ.



      اللهم أصْلِحْ لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أَمرِنا، وأصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها مَعَادُنا،
      واجْعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجْعَل الموتَ راحةً لنا مِنْ كلِّ شرٍ.



      اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وفرِّج كربَهم، وأرغدْ عيشَهم، وارفعْ بلاءَهم، وأصلح قادتَهم، واجمعهم على الكتابِ والسنةِ يا ربَّ العالمينَ.
      يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
      ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب




    2. #2
      عضو قدير معتمد
      التقييم: 14704

      الحالة
      غير متصل
      رقم العضوية
      5598
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
      المشاركات
      12,551

        لشكر طالع نسبه

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      مشكور والله يجزاك خير

    3. #3
      الصورة الرمزية غفران
      وسام شكر وتقدير اداري
      التقييم: 54034

      الحالة
      متصل
      رقم العضوية
      5669
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
      المشاركات
      16,339

        لشكر غفران

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

      اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ...


      جزاك الله عنا خير .

    4. #4
      عضو وسام ذهبي
      ★★★★
      التقييم: 84881

      الحالة
      متصل
      رقم العضوية
      5333
      تاريخ التسجيل
      Jun 2020
      المشاركات
      8,388

        لشكر دكتور بلشه

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      جزاك الله خير ابو عبدالعزيز

      موضوع قيم وموفق

      أسأل الله أن يصلح قلوبنا ونوايانا ويبارك في أعمارنا

    5. #5
      عضو وسام ذهبي
      ★★★★
      التقييم: 13356

      الحالة
      متصل
      رقم العضوية
      5687
      تاريخ التسجيل
      Jul 2020
      المشاركات
      4,903

        لشكر ابوطيف

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      جزاك الله خير ابوعبدالعزيز وأصلح لك النيه والذرية

    6. #6
      https://www.raed.net/img?id=456231
      نائب المراقب العام
      محـ اليتامى ـب
      التقييم: 118971

      الحالة
      غير متصل
      رقم العضوية
      5082
      تاريخ التسجيل
      Apr 2020
      المشاركات
      80,707

        لشكر ولدالقصيم

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك


      يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
      ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب




    7. #7
      https://www.raed.net/img?id=456231
      نائب المراقب العام
      محـ اليتامى ـب
      التقييم: 118971

      الحالة
      غير متصل
      رقم العضوية
      5082
      تاريخ التسجيل
      Apr 2020
      المشاركات
      80,707

        لشكر ولدالقصيم

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
      ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب




    8. #8
      عضو فعال
      التقييم: 550

      الحالة
      متصل
      رقم العضوية
      4415
      تاريخ التسجيل
      Dec 2019
      المشاركات
      813

        لشكر طارق محمد

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولدالقصيم مشاهدة المشاركة


      أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      انظرْ اليومَ إلى قلبِكَ، هل تَرى قد خالطتهُ الشُّبهاتُ؟، أو تَرى قد أمرضتهُ الشَّهواتُ؟،
      هل تعظيمُ اللهِ -تعالى- فيه هو الأساسُ؟، أم الهوى وحبُّ الدُّنيا وكلامُ النَّاسِ؟،
      فطَّهرْ قلبَكَ، فإنَّكَ تعلمُ ما فيه من الأمرِ الدَّفينِ،
      ولا يُغرنَّكَ مدحُ وثناءُ الآخرينَ، فإننا في زمنٍ قد كَثُرت فيهِ الفِتنُ، وعَظُمتْ فيه المِحنُ....

      الحديثُ عن القلوبِ ليسَ فقط حديثاً عن المشاعرِ والعواطفِ والأحاسيسِ، أو حديثاً عن الحُبِّ والهَيامِ والشَّوقِ الحبيسِ،
      إنما هو حديثٌ أكبرُ من ذلكَ وأعظمُ، إنَّه حديثٌ عن العضوِ الوحيدِ في جِسمكَ الذي ينظرُ اللهُ -تعالى- إليهِ،
      فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
      "إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"، فيا اللهُ! ماذا عسى أن ينظرَ اللهُ -تعالى- في قلوبِنا؟، أهو الصَّلاحُ والإيمانُ، أو الفسادُ والطُّغيانُ: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ)[البقرة:220].

      الحديثُ عن القلبِ، هو الحديثُ عن مَلكِ الأعضاءِ، الذي في صلاحِه الفوزُ والفلاحُ،
      وفي فسادِه الخَسارُ والضَّياعُ، ففي الدُّنيا:
      "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ وفي الآخرةِ: (يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88-89].


      ذلكَ بأنَّ القلبَ هو محلٌ لأعظمِ وأكملِ العباداتِ،
      فهو محلُ الإخلاصِ، واليَقينِ، والتَّفكُّرِ، والخُشوعِ، والمُراقبةِ، والتوكُّلِ، والمحبَّةِ، والرَّجاءِ، والخَوفِ، والصَّبرِ، والرِّضا، والشُّكرِ، والحَياءِ، والتَّوبةِ،
      هذه العباداتُ التي رفعتْ أبا بكرٍ الصِّديقِ -رضيَ اللهُ عنه- إلى مَنزلةٍ عَظيمةٍ في الأمَّةِ،
      حتى قالَ بَكرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزني -رحمَه اللهُ-:
      "ما فَضَلَ أَبو بَكرٍ النَّاسَ بكثرةِ صَلاةٍ ولا بَكثرةِ صِيامٍ، ولكنْ بشيءٍ وَقرَ في قَلبِه".



      فإيَّاكَ أن تكتمَ الشَّرَّ في قلبِكَ، وتُظهرَ الخيرَ بلسانِكَ؛ فهذه استهانةٌ بنظرِ اللهِ -تعالى- إلى قلبِكَ، واستهزاءٌ بعلمِ اللهِ -تعالى- بما في نفسِكَ،
      (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىظ° مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىظ° سَعَىظ° فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)[البقرة:204-205].



      اقرأ وتدبَّرْ كلامَ اللهِ -تعالى- وهو يُعاملُ النَّاسَ بما في قلوبِهم؛ تأكيداً على أن عاقبةَ الأمورِ بما في القلبِ مكنونٌ، وليسَ بما يَظهَرُ للنَّاسِ بالعيونِ،
      فها هو يُخاطبُ أصحابَ بيعةِ الرِّضوانِ:
      (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)[الفتح:18]،
      وها هو يُخاطبُ نبيَّهُ في أَسرى بدرٍ:

      (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الأنفال:70]
      ،
      وها هو يُخاطبُ رسولَه في المنافقينَ:
      (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)[النساء:63]،
      فالقلبَ القلبَ.




      إيَّاكَ وأن ينظرَ اللهُ -تعالى- إلى قلبِكَ وفيه بُغضٌ لأهلِ الإيمانِ، وإيَّاكَ والحسدَ لهم والبُهتانَ، فقد أوصاكَ بهم خيراً،
      "لا تَحاسدُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا، ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ"، "لا يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، بل حتى يُحاسبُ على ما في قلبِهِ من الشَّرِّ للمسلمِ ولو لم يستطعْ تحقيقَه، قَالَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ، قَالَ: "إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ
      فهل رأيتُم كيفَ اجتمعَ عليه ألمُ القتلِ والنَّارِ بسببِ ما كانَ في قلبِه؟




      أيُّها الحبيبُ: انظرْ اليومَ إلى قلبِكَ، هل تَرى قد خالطتهُ الشُّبهاتُ؟، أو تَرى قد أمرضتهُ الشَّهواتُ؟، هل تعظيمُ اللهِ -تعالى- فيه هو الأساسُ؟، أم الهوى وحبُّ الدُّنيا وكلامُ النَّاسِ؟، فطَّهرْ قلبَكَ، فإنَّكَ تعلمُ ما فيه من الأمرِ الدَّفينِ، ولا يُغرنَّكَ مدحُ وثناءُ الآخرينَ، فإننا في زمنٍ قد كَثُرت فيهِ الفِتنُ، وعَظُمتْ فيه المِحنُ،
      قَالَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ-:
      "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ"،
      لا إلهَ إلا اللهُ .. أهكذا القلوبُ تتقلَّبُ؟، أهكذا تتغيَّرُ وتتصلَّبُ؟


      مَا سُمِّيَ الْقَلْبُ إِلَّا مِنْ تَقَلُّبِهِ *** فَاحْذَرْ عَلَى القَلبِ من قَلبٍ وتَحويلِ



      اللهم يا مُقَلِبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دينِكَ، ويا مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفَ قُلُوبَنا على طاعتِكَ.



      اللهم أصْلِحْ لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أَمرِنا، وأصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها مَعَادُنا،
      واجْعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجْعَل الموتَ راحةً لنا مِنْ كلِّ شرٍ.



      اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وفرِّج كربَهم، وأرغدْ عيشَهم، وارفعْ بلاءَهم، وأصلح قادتَهم، واجمعهم على الكتابِ والسنةِ يا ربَّ العالمينَ.
      اللهم آمين يارب العالمين
      جزاك الله كل خير نحن نحتاج الى هذه الذكرى وهذه النصيحه بارك الله فيك يا ولد القصيم
      سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    9. #9
      الصورة الرمزية ابومسعود
      عضو اللجنة الفنية بالمنتدى
      محلل فني قدير معتمد
      .
      التقييم: 24698

      الحالة
      متصل
      رقم العضوية
      1678
      تاريخ التسجيل
      Nov 2017
      المشاركات
      4,710

        لشكر ابومسعود

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      جزاك الله خير يابوعبدالعزيز
      واسال الله لي ولك ان يغسل قلوبنا من أوجاعها ويرزقنا من فيض كرمه سعادةً لا تنْقطع ويشرح صدورنا وييسر أمورنا ..
      ومن يقرأ يارب
      ما اطرحه متابعة مسار فقط..
      والبيع والشراء قرارك أنت .

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس مشاهدة المشاركة
      ( هو احنا بنعمل دا كله ليه ؟ عشان الناس بيوم من الايام تذكرنا بالخير وحب الخير )
      (1442/1/25 __ 2020/9/13)
      رحم الله الفقيد واسكنه فسيح الجنان

    10. #10
      الصورة الرمزية ابوليانو
      قلم ماسي قدير
      التقييم: 7101

      الحالة
      غير متصل
      رقم العضوية
      13
      تاريخ التسجيل
      Jan 2017
      المشاركات
      9,587

        لشكر ابوليانو

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      جزاك الله خير

    11. #11
      عضو متألق قدير
      ★★★
      التقييم: 2907

      الحالة
      متصل
      رقم العضوية
      5246
      تاريخ التسجيل
      May 2020
      المشاركات
      2,684

        لشكر نيرو

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      بارك الله فيك

    12. #12
      الصورة الرمزية هنادي
      اشراف ومتابعة المنتدى
      التقييم: 7834

      الحالة
      غير متصل
      رقم العضوية
      1202
      تاريخ التسجيل
      Aug 2017
      المشاركات
      7,969

        لشكر هنادي

      افتراضي رد: أصلح قلبك تصلح لك جميع أمورك

      اللهم يا مُقَلِبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دينِكَ، ويا مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفَ قُلُوبَنا على طاعتِكَ.

      أسأل الله أن يديم عليك راحة المتقين وسعادة المؤمنين
      .


      سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ويكند بنكهة الشارت >> بس اية في قلبك قي قللللبك (2)
      بواسطة abu rakan في المنتدى منتديات المضارب للأسهم السعودية العامة
      مشاركات: 37
      آخر مشاركة: 01-03-2021, 08:02 AM
    2. مسمى التخصص بالشهادة العلمية=مسمى التخصص بكارنيه النقابة
      بواسطة ايجيبت برو في المنتدى مـنتــدى السـيـاحـة والـسفـر
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 25-02-2021, 02:30 PM
    3. فعال الرجال , للشاعر مصلح بن عياد
      بواسطة ابن الجراح في المنتدى مـنتــدى الـساحـات والمنــبر الـحـــر
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 20-07-2017, 01:34 AM
    4. لا تؤذي قلبك ،،
      بواسطة ADMIN في المنتدى مـنتــدى الـساحـات والمنــبر الـحـــر
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 06-07-2017, 10:29 AM
    5. لا تؤذي قلبك....
      بواسطة ADMIN في المنتدى مـنتــدى الـساحـات والمنــبر الـحـــر
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 05-02-2017, 06:14 PM

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML