كَفْكِفْ دموعَكَ وانتصِبْ يـا عنترَه *** فعيـونُ عبلـةَ أصبحَتْ مُستـعمَرَه



لا تنسَ بسمـةَ ثغـرِها يوماً ... فقم *** وأعِدْ إلى العِـقدِ الثمـينِ الجوهـرَه



حطِّمْ سيـوفَ الغاصبينَ ... ليرحلوا *** وارفع لواء العـزّ ... وامـحُ المعذرَه



واذكـرْ لها أيـامَ فخـرِكَ ... شامخًا *** فالقادسـيّةُ بنتُ بـدرٍ .... مَـأثرَه



والسيـفُ في وجـهِ البنادقِ صـارمٌ *** ولهُ الكـرامةُ والقُـوى والسيـطرَه



فاجمـعْ مَفاخِـرَكَ القـديمـةَ كلَّـها *** واصنع بها في بحـر مجدِك قنـطرَه



وحصـانُكَ العَـرَبيُّ ... حُـلّ لجـامه *** واجعل نداءك في المعاركِ ... زَمجَرَه



هذا الحصـانُ يـَرى المَدافعَ حـولَهُ *** متأهِّبـاتٍ ... والقذائفَ مُشـهَرَه



لو كانَ يـدري ما المحاورةُ اشتـكى *** ولَصاحَ في وجـهِ اللئيمِ وحـذَّرَه



هذي ليوثُ العُربِ تنسـفُ سجنـها *** وغدًا ستنسـفُ للعـدوّ مُعسكَرَه



يسعـون في طلـب المنون ... أعزّةً *** فالعيـشُ ذُلٌّ ... والشَّهـادة مفخرَه



هذِي يـدُ الإسلام تجـزي أهلَــها *** مَن يكتسب في حقّها خـيرًا ... يَرَه



عَبْـسٌ تخـلّت عنكَ ... لا تأبـهْ لهم *** واسأل لقـومِك من إلهـك مغفرَه



في الجـاهليةِ كنـتَ وحدكَ قـادراً *** أن تهـزِمَ الجيـشَ العظيمَ وتأسِـرَه



فالآن ... عارٌ أن تولّـيَ ... مدبـرًا *** فاللهُ ينصـرُ عبـدَهُ ... إنْ ينصـرَه



فأقـمْ لهذا الدّينِ وجهكَ واصـطِبِرْ *** وارفـعْ مسـاجده ... وزيّنْ مِنـبرَه



وابعثْ لـعبلةَ في العــراقِ حمامـةً *** وابعثْ لهـا في القـدسِ أجمل تذكِرَه



اكتبْ لهـا مـا كنتَ تكتبُـه لهـا *** تحتَ السيوف .... بمؤتةٍ ... أو خيبرَه



يـا دارَ عبـلةَ بالعـراقِ ... تمهّـلي *** فلأجعــلنّك للأعـادي مقـبرَه



من نَهْـرِ دجلةَ والفراتِ سأرتـوي *** وكـلابُ أمريكـا ستعـدو مدبرَه



وجحـافلُ الرومِ الغـزاةِ ... ترينها *** حُمُرًا - لعمركِ - كلّها ... مستنفِرَه



أنا فـارسُ البيـداءِ .. عمّي حمـزةٌ *** من نسـلِ أحمدَ والحسـينِ وحيدرَه



في مسجدي أتلو الكتابَ ... فإن دعا *** داعي الجهادِ .. ففي المعارك قَسورَه



اليومَ أكتـبُ بالمِـداد ... وفي غـدٍ *** قلمي سيرُوى من دمِـي في المِحبرَه



وعيـونُ عبـلةَ لن تُزيـلَ دمـوعَها *** إلا أيـادٍ ... حـرّةٌ ... متطـهّرَه