توفي رجل من الصحابة . فقال رجل : أبشر بالجنة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أولا تدري ، فلعله تكلم فيما لا يعنيه ، أو بخل بما لا ينقصه " . رواه الترمذي .
الشرح
توفي رجل من الصحابة ، فقال رجل : أبشر بالجنة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أولا تدري ) . أي : تبشر ولا تدري ، أو أتقول هذا ولا تدري ما تقول ، أي : أتدري أنه من أهلها أو لا تدري ، والمعنى : بأي شيء علمت ذلك ، أو كيف دريت ما لم يدر غيرك ؟ ( فلعله تكلم فيما لا يعنيه ) ، أي : فيما يضره ولا ينفعه ( أو بخل بما لا ينقصه ) . أي : مما لا يغنيه فيما يجب عليه بذله من العبادات المالية أو المسائل العلمية ، أو إعطاء الماعون بالعارية ، والضمير المنصوب للرجل .
، وفي حديث آخر : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كعبا فسأل عنه ، فقالوا : مريض ، فخرج يمشي حتى أتاه ، فلما دخل عليه قال : " أبشر يا كعب " فقالت أمه : هنيئا لك الجنة يا كعب . فقال : " من هذه المتألية على الله ؟ " قال : هي أمي يا رسول الله . قال : " وما يدريك يا أم كعب ، لعل كعبا قال ما لا يعنيه ، أو منع ما لا يغنيه " . ومعناه أنه إنما تتهنأ الجنة لمن لا يحاسب ولا يعاقب ، ومن تكلم فيما لا يعنيه حوسب عليه ، وإن كان مباحا فلا تتهنأ له الجنة مع المناقشة في الحساب ، فإنه نوع من العذاب . ( رواه الترمذي )
وروى ابن أبي الدنيا ، وأبو يعلى عن أنس أيضا قال : استشهد منا رجل يوم أحد ، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع ، فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت : هنيئا لك يا بني الجنة . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " ما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع ما لا يضره " . وروى أبو يعلى أيضا ، والبيهقي عن أبي هريرة قال : قتل رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهيدا ، فبكت عليه أمه وقالت : واشهيداه . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " ما يدريك أنه شهيد لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه أو يبخل بما لا ينقصه " .