وانبرى من عمق الظلام
صوت يشبه تباشير الفجر حين يرتفع الأذان
أيها الليل الطويل أما آن لك الرحيل ؟
لقد طال انتظاري وشمس أحلامي مابزغت
سألتك بالله أيتها الشمس..خذي بيدي
فلقد تاهت في ذلك الليل خطواتي..وأتعبنؤ طول المسير
سألت نفسي مرارا من أنا وأين أنا ؟
أعاودها السؤال وأفتش بين تلك الصور وهاتيك الذكريات ..ابحث عن جواب
لاشيئ يجيبني وينهي حيرتي غير بعض الذكريات وبقايا أمنيات
أحملها في ثنايا نفسي كما تحمل الأزهار عطرها..يمر طيفها في مخيلتي فأذوب شوقا لها
تعود بي السنين وأذكر طفلة كانت تنتظر قدوم الشتاء وتترقب المطر من السماء
ترتدي معطفها وتتسلل خفية لكي لاتلمحها العيون.
تمشي بين الحقول..تنظر في السماء الى غيمة بيضاء تسألها قطرات من الماء لتلعب بذاك الطين وتبني منه بيت أحلامها..تحلق روحها مع العصافير في السماء لتنسج معهم أعذب الألحان
أذكر نفسا هي كالنبع المتلألئ برده يثلج كل النفوس الحرة ويروي القلوب الضامئه.
أستنشق رائحتها كزهرة ندية تنشر أريجها في أرجاء ذلك البيت..ضحكاتها تملأ أركانه الفارغة وترددها جدرانه الصامته..
يجن عليها الليل فتلقي بجسدها الصغير على فراشها..تغمض عينان يملؤهما الشوق لأيامها القادمه ..تسلم روحها الشفافه وتلتحف أحلامها الورديه.