رسالة الوداع الأخير:
السلام عليكم الأخوة الأحباب اسمحوا لي أرسل اليكم هذه الكلمات فهي كلمات الوداع الأخير ... فقد شعرت هذه الأيام بدنو أجلي بل ورأيت أن أجلي قد دنا وأشعر بأني سافارقكم عن قريب .. وكنت أعلم أنني لست مخلدا بينكم في هذه الدنيا الفانية ولكنها مرت أيامي معكم مسرعة ... ويوم أن وقف الحجيج بعرفة عرفت أنني قد انتهى عمري بينكم وماتبقى لي شيء، إن هي إلا أيام وأسابيع واغادركم من غير رجعة..
السادة الأعزاء وأنا أستعد للرحيل أرجو أن تسمحوا لي ببعض الوصايا في أيامي الأخيرة واللحظات المتبقية من عمري معكم...
فأول وصية لكم مني هي الحرص على صفاء النية في أعمالكم ونقاء النفوس مع بعضكم والصدق في اقوالكم فإنها أفضل ما يتقرب به العبد لربه في كل أعماله.
ثانيا: فقد سرني وأثلج صدري رؤية تجمعكم في هذا العالم الأزرق، وفي هذه العجالة أرجوا أن أقول لكم لقد رأيت الكثيرين وبدافع الحرص على الخير لا يتثبتون في ما يصل إليهم عبر الواتس والفيس بوك وينقلون الأخبار الكاذبة وأحيانا الدعايات المغرضة فنقلها إثم كبير وخاصة تلك التي تتعلق بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض قصص السيرة والسلف الصالح.
ثالثا: وانا أستعد لفراقكم أرجو أن أرى في أيامي الأخيرة هذه منكم ما يسركم أن أبلغ به عنكم ربكم فسأكون شاهدا على ما أراه منكم من خير أو شر وقطعا ستجدونه في الكتاب مسطورا (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ) .
اخيرا: فكما أنني ذاهب فأنتم أيضا ذاهبون فاستعدوا لمثل هذا اليوم ولمثل هذا فليعمل العاملون ...
أعرف أن الكثيرين منكم كانوا غير منتبهين أن أيامي قد أو كادت أن تنتهي وأنني أعيش آخر لحظاتي معكم... فلهؤلاء أقول في الختام انتبهوا أيها الأحباب فقطعا ستشربون من نفس الكأس التي شربت... وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.













التوقيع:
اخوكم: العام الهجري 1439