من المتعارف عليه بأن البورصة عبارة عن سوق رسمية تعمل تحت إشراف السلطة العامة ويتم العمل فيها من خلال بيع أو **** الأوراق المالية سواء كانت أسهم أو صكوك وذلك في أوقات العمل الرسمية بين البائعين والمشترين عبر تحين الفرص المناسبه لإستفادرة قدر الامكان من تقلبات الأسعار الفعليه أو المتوقعه وذلك بهدف الحصول علي عائد مجزي من تقلبات الأسعار . لكن الأمر لم يكن كذلك منذ البديات بل كانت هناك العديد من المراحل الزمنيه والمتدرجة أدت إلى نشآت الانظمه الحاليه للبورصات العالميه وقد لا يصدق القارئ الكريم بأن البورصات العالميه الأولى في البدايات ومنذ عقود مضت كانت تعقد دون تداول سهم واحد فيها لأن بتلك الفترة الزمنيه لم تكون معروفه ومتداوله الأسهم كما هي عليه اليوم بما في ذلك حتي أقدم بورصات العالم أجمع الا وهي البورصه البلجكيه والتي يعود تاريخها إلى عام 1531م في أنتويرب Antwerp حيث يجتمع السماسرة ومقرضون الأموال لمعالجة الديون التجارية والحكومية وحتى الفردية وتعتبر السندات أول ما تعاملت به البورصات خاصه وان في فترة القرن الخامس عشر كما ذكرنا سابقا لم تكن هناك أسهم موجوده أو حتي متداوله كما هو الحال عليه بالفترة الحاليه. وبالعوده إلي مصطلح " البورصة " الذي يرجع أصل التسميه فيه الى اسم عائلة " فان در بورصن " البجيكية التى كانت تعمل فى قطاع البنوك والمصرفية وأتخذت قرار فى القرن الخامس عشر بتخصيص الفندق الذى تمتلكه حتى يكون مكان رسمي لإلتقاء أصحاب المصالح الماليه والتجاريه بمدينة بروج Bruge البلجيكيه وأصدرت عائلة "بورصن" أول نشرة يومية باسعار السلع وذلك فى عام 1592م ومع مرور الوقت وما تحقق من شهرة وسمعة طيبه للمكان واصحابه أصبح رمز لتجمع أصحاب رؤس الاموال وكبار التجار بتلك المنطقة وحقق نجاح حتي ذاع صيته ومع المنافسه وضخامه رؤس الاموال المتداوله بين تجار المدينه والمدن والدول الأخري حتي أخذت الفكرة بالنمو والإنتشار و تم إنشاء البورصات العالمية التى تتضمن الأسواق الماليه. الجدير بالذكر بان بالعاصمة البريطانيه وبالتحديد في عام 1725 م كانت معظم الصفقات تتم بين التجار والسماسره في “مقهى جوناثان” بمدينة لندن الي ان تم تغير اسم المقهى إلى “سوق الأوراق المالية” (The Stock Exchange) في عام 1773م اما بالولايات الامريكية المتحدة ففي عام 1792 م اجتمع مايقارب 24 من التجار والسماسرة بأحدي المنازل لبدء العمل بانشاء بورصة نيويورك (New York ) ولا أخفي عليكم اعجابي الدائم بالتفوق الياباني لكن بورصه طوكيو اليابانيه تعد المعلومات حول نشاتها محدوده للغايه والموثق بان أثناء تاريخ ما قبل الحرب تم تأسسيس تداول الأسهم في طوكيو في 15 من شهر مايو سنة 1878 م تحت اشراف ساسكي اوهايو وأوكوما شيغينوبو وزير المالية في الوقت ذاك بدأ تداول الأسهم في الأول من يوليو في عام 1878.وبما ان الشي بالشي يذكر من المناسب الحديث كذلك عن الحاصل انذاك بالعالم العربي حيث تعد بورصة الاسكندرية المصرية أقدم بورصة عربية اذا ترجع بداية فكرتها عند اجتماع تجار القطن بمدينة الاسكندرية بمقهي شهير كان يسمي انذاك بمقهي أوربا ويعقدون صفقات القطن ثم انتقلت تلك الاجتماعات لمبني مجاور للمقهي عام 1899م أطلق عليها رسميا اسم بورصة الاسكندرية وتدريجيا بداء العالم العربي ينشاء الأسواق الماليه العربية خاصة بعدما أخذت الحكومات العالمية بوضع اللوائح والقوانين التى تضبط التعاملات الى ان وصلت الى ماوصلت الية اليوم كغيرها من البورصات العالم من تطورات واستخدام للتقنيات العالية عبر التداول الاكتروني من خلال شبكة المعلومات.من جهة أخرى وثيقة الصِّلة بموضوع يعد سوق الاسهم على العموم عالي المخاطر وعلية لا بد أن تكون الاموال المستثمرة فيه فائض عن احتياج صاحبها ، وليست اموال رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها كما لا ينصح بالاقتراض او الرهن بهدف توفير السيوله عبر ذلك لما له من اثار شديدة الخطورة وخاصة وان سوق الاسهم متقلب بل حاد التقلبات , و يعد المال مكون لا يمكن التضحيه ولو بجزء يسير منه بحجة عدم الحاجة الراهنة الية حاليا !! وعلية ارى بكل صدق ضرورة اخذ الحيطة والاحذر عند الاستثمار بسوق الاسهم أيأ كنت تلك الاموال المستثمرة خاصة وان المال كما يقال بالهجة المحكية - المال عديل الروح.ختاما .. بالمقال القادم إن شاء الله, أزمع تناول تاريخ نشأت وتطور سوق الأسهم السعودي, الذي ورغم كل التحديات و الأزمات التي مرت عليه يظل كما الإقتصاد السعودي مركز آمنا للمال والأعمال .
مواقع النشر (المفضلة)