عرف العرب - النفط - قديماً حيث كان يستخدم للدلالة على القطران (أو القار) أو الزفت وعليه ورد في لسان العرب : " النَّفط الذي تُطلى به الإِبل للجَرب والدبَر والقِردانِ وهو دون الكُحيل " كما روى أَبو حنيفة أَن النفط هو الكحيل وقد يكون أصل الكلمة من الأكّادية «نبتو» أو من الأرامية «نفتا» وعلية العرب منذ القدم قامت بتسمية "نفطاً" وسمت بعض أنواعه "القار" و"الزفت" و"القطران".آما مصطلح البترول باللغة العربية يعد تعريب لفظي لكلمة بترول petroleum المشتقة من الإغريقية وهي مؤلفة من كلمتين الأولي πέτρα (بترا) بمعنى صخر والثانية ἔλαιον (إيلايون) بمعنى زيت وعلية يكون المعنى زيت الصخر, كما أن الأوروبيون كذلك يسمونه "بتروليوم" وترجمته الحرفية "زيت الصخر" ومنه انتشر عند العرب إستخدام كلمة "زيت" والزيت ترجمة تعود إلى النفط ( Oil ) حيث يمثل الكل آما مصطلح النفط الخام ( crude oil ) يمثل الجزء, عموما يتشكل النفط ( Oil ) من اندماج الغاز الطبيعي والزيت معاً والمتداول في الاستخدام اليومي مصطلح النفط لأنه الأشمل وعليه تجد عند اكتشاف أوالعثور على بقعة نفطية جديدة يتم التصريح عن اكتشاف النفط, لا عن إكتشاف البترول بل يقال النفط ( Oil ) وبالمقابل يتم استخدام مصطلح البترول لإشارة إلى سعر النفط الخام ( crude oil ) .وفيما يخص مصطلح البترول من الناحية التقنيه بالفعل يجمع مجموعة من السوائل العضوية والغازات التي تكونت بعد تسخين الكيروجين (أي المواد العضوية) وضغطها لفترات طويلة من الزمن وعليه يضم البترول ( petroleum ) كمصطلح - تقني/هندسي- كذلك الغاز الطبيعي وأيضا الشكل الصلب الذي يُعرف باسم البيتومين ( bitumen ) لكن اصطلاحا يتم تداوله بأروقة الإعلام الإقتصادي بأنواعها المقروءه والمرئية والمكتوبه عند الإشارة إلى الحاله السائلة من الوقود الأحفوري ( Fossil fuel ) الذي كما هو معروف يتوفر بثلاث حالات كالتالي ؛١/ الصلب كالفحم.٢/ السائل كالبترول.٣/ الغازية كالغاز الطبيعي .آماالبتروكيماويات (Petrochemicals) هي مواد كيميائية مصنوعة من البترول ( النفط الخام -Crude Oil ) والغاز الطبيعي تصل إلى المستهلكين من خلال منتجات منها على سبيل المثال البنزين، الكيروسين، وقود الطائرات، زيت الديزل، زيت التدفئة، زيوت الوقود، زيوت التشحيم ، والشمع، الأسفلت، الغاز الطبيعي، والغاز المسال (LPG)، فضلا عن المئات من المنتجات البتروكيماوية .تلافياً لزج القارئ في متاهة عموم مصطلحات كيمياء النفط وتقنيات استخراجه تجد أن الإعلام الإقتصادي يتعامل بالمسميات المتعارف عليها والتي لا تخل بالمعني لأن المتلقي ليس بالضرورة أن يكون متخصص ولا متعمق, فعندما يذكر على سبيل المثال الحالة الصلبة من النفط يتم تسميتها بالفحم ( لا ) بالفحم النفطي ومعروف أن خط الأساس والمرجع التقني لها يكمن في كونها النفط الصلب وعليه لا يستدعي الأمر الجدال على كون الفحم هو النفط الصلب والعكس !! لكن يكتفى بأن يقال بكل بساطة فحم .وكذلك الحال عندما يذكر الغاز الطبيعي يسمي بمسماه وإن كان الغاز الطبيعي قد يأتي مترافقاً مع النفط في البئر نفسه أو قد يأتي منفصلاً عنه في بئر خاصة به والفرق بين تكوين النفط والغاز الطبيعي هو الاختلاف في تعرضهما لدرجة حرارة ومعروف بأن النفط يعد الأصل المرجعي للغاز الطبيعي كذلك ولكن يكتفى بأن يطلق عليه ويعرف إعلاميا بمصطلح الغاز الطبيعي .كل ماسبق ذكره وتفصيله بالمقال المثال بين ايديكم الكريمة, رجوعا إلى حدوث لغط في بعض استخدامات المصطلحات المعروفة للعيان و لا يخل بالمعني إطلاقا ولست أول ولا أخر من يتداولها بالإعلام الاقتصادي !! لكن الحاصل أن بعض الإخوة بقطاع الطاقة شديدين الغيرة علي تخصصهم من الناحية التقنية, وإن إختلفت اصطلاحيا معهم لكن لا أملك سوى أن أحترم وأقدر ذلك لأنهم يعملون من داخل الحدث وأعماق الحقول النفطية، لكن بالمقابل الإعلام الاقتصادي كان ومازال يتناول قضايا الطاقة بما يجيد فهمه وتجويده, ومن حق المنتمين إلية تداول ومناقشة شؤونه بالمصطلحات السليمة وإن كانت لا تتماشي فنيا أو تقنيا مع البعض بقطاع الطاقة .بعض المستخرج من باطن الأرض وإن كان أساسه نفط لكن لا يمكن دوما أن نكيله بالنفط !! وذلك على وزن المقولة التجارية الشهيرة لا نكيل بالباذنجان !! وفي سياق متصل إشتهرت قصة الطماطم حين دخلت الأسواق التجارية بمدينة مكة المكرمة لأول مرة حيث كانت الطماطم تسمى ب الباذنجان الأحمر ومن هنا جاء المثل الشهير عند تجار أهل مكة "ما كل مدردم باذنجان " !! ومع كل تقديري لثقافة المجتمع المكي واعتزازي الشديد بأهل مكة, أول من عرف وأدخل التجارة إلى جزيرة العرب عبر رحلات الشتاء والصيف التي عرف بها كبار تجار قريش ( القرشان ) وعليه ضربت بهم المثل فخرا وذلك بهدف تقريب الفكرة قدر الإمكان للأذهان وللجميع مني عظيم التقدير وفائق الإحترام .ختاما .. وليس تقليلا من شأن الباذنجان لكن وحتى بعد إفتتاح المطاعم العربيه ما زال هناك من يطلق مسمى الباذنجان المشوي على طبق "بابا غنوج" وعلي طبق "المتبل"مسمى الباذنجان المهروس وذلك بإعتبار أن مرجعيتهم كلهم بالنهاية إلى الباذنجان بل وهناك من يطلق على كافة أصناف الخضروات مسمى خضراء دون تفريق وعلية لا يمكن أن يكون جميع مستخرجات النفط بنفس عموم المكيال ولو كان بالأساس نفطا, فما كل "مدردم" باذنجان ... وسلامتكم ..
مواقع النشر (المفضلة)