في ظل الاهتمام المتزايد من الاقتصاديين والإحصائيين ومحللي سوق الأوراق المالية والأكاديميين المتخصصين ومديري المحافظ الاستثمارية والمستثمرين لتطوير واختبار نماذج سلوك سعر السهم، أتت نظرية الخطى العشوائية والتي تعتبر استراتيجية لتفسير السلوك السعري، مع أخذ العامل الزمني في الاعتبار ثم بناء التوقعات استنادا إليه، وكذلك للبحث عن أفضل إدارة للمخاطر ورأس المال المستثمر.
وقد عمدت نظرية الخطى العشوائية إلى تفسير فكرة أن الأسهم تأخذ مسار عشوائي وغير متوقع، وتشير إلى أن التغيرات في أسعار الأسهم لها نفس التوزيع الاحتمالي وهي مستقلة عن بعضها البعض، وأن السعر الحالي للسهم يعطينا أفضل احتمالات التنبؤ بالسعر المستقبلي له، أي أن أسعار الأسهم تسير بخطى عشوائية وهو ما يفسر الاسم المأخوذ عن هذا المعنى.
وبعبارة أخرى فإن تذبذب أسعار الأسهم وتقلباتها مستقلة عن بعضها البعض ولها نفس التوزيع الاحتمالي، ولكن على مدى فترة من الزمن وبالتالي فإن حركة واتجاه سعر السهم أو سوق الأوراق المالية في الماضي – في غير الفترة الزمنية المناسبة – لا يمكن استخدامها للتنبؤ بحركتها في المستقبل، ولها أساس رياضي لا يسعنا شرحه هنا، وهذه النظرية قابلة للتطبيق في الأمور الاقتصادية المتغيرة والتي تشمل حركة أسعار سوق الأسهم.
نظرية الخطى العشوائية والنظريات الأخرى
هذه النظرية تأتي مختلفة عن نظريات أخرى كثيرة، فالنظريات الأخرى تعتمد بشكل أساسي على تقنيات تحليل الرسم البياني لسعر السهم محاولةَ استخدام المعرفة من السلوك السابق منذ فترة زمنية ماضية محددة لسلسلة أسعار الأسهم للتنبؤ بالسلوك المحتمل. فالمحلل المالي عادة ما يعتمد على تقنيات التحليل الأساسي أو طريقة القيمة الفعلية من اجل الأمان المالي والإقتصادي والوصول للسعر المتوازن، والذي يعتمد على بصيرة المحلل وقوة إدراكه ومستوى تصوره لسعر الأسهم بالمستقبل، والتي تعتمد بدورها على عوامل أساسية مثل نوعية الإدارة، والنظرة المستقبلية للصناعة والاقتصاد، وما إلى ذلك.
بينما يوجد مؤيدين لهذه النظرية فإنه أيضا يوجد منتقدين لها، فإن المؤيدين لها يؤمنون بأنها تتبع التحليل العلمي لسوق الأسهم مع النظر إلى أنه لابد من تحمل المخاطر في كل الأحوال، وعلى الجانب الآخر فإن منتقدي نظرية الخطى العشوائية يؤكدون أن الأسهم عموما تحافظ على اتجاهات الأسعار مع مرور الوقت، أي بعبارة أخرى فإنه من الممكن التفوق في السوق عن طريق اختيار نقاط الدخول والخروج بعناية للاستثمارات في الأسهم.
كما تعتبر نظرية الخطى العشوائية أن فرضية السوق الفعالة هي أيضا عشوائية، والتي تقول أن أسعار الأسهم تعكس بالكامل جميع المعلومات والتوقعات المتاحة، لذلك فإن الأسعار الحالية هي أفضل تقريب للقيمة الجوهرية للشركة. والسوق الفعال هو عبارة عن سوق توجد فيه أعداد كبيرة من المؤسسات الباحثة عن الربح والتي تتنافس بنشاط، بحيث يحاول كل منها التنبؤ بقيم السوق المستقبلية للأوراق المالية الفردية، وفيه تكون المعلومات الحالية الهامة متاحة بحرية لجميع المشاركين.
في السوق الفعالة تؤدي المنافسة بين المشاركين الأذكياء إلى وضع تكون فيه الأسعار الفعلية للأوراق المالية المستقلة في أي وقت من الأوقات، ناتجة عن تأثير المعلومات القائمة على الأحداث التي وقعت بالفعل وعلى الأحداث التي يتوقع أن تجري في المستقبل. وبعبارة أخرى، في السوق الفعالة في أي وقت محدد يكون السعر الفعلي للأسهم تقدير جيد لقيمتها الفعلية.
وهذا من شأنه أن يحول دون استغلال أي شخص للأسهم الخاطئة على أساس ثابت لأن تحركات الأسعار عشوائية إلى حد كبير وتدفعها أحداث غير متوقعة. ونظراً لعشوائية العائدات على المدى القصير، سيكون المستثمرون أفضل حالا من الاستثمار في صندوق مدعّم بشكل جيد ومتنوع.
بعد طرح نظرية الخطى العشوائية قامت بورصة وول ستريت بتنظيم مسابقات لتشجيع المستثمرين على اختبار النظرية وتطبيقها ومعرفة نسبة نجاح النظرية، فخلصت النتائج بأنت خبراء سوق الأسهم كانوا أكثر قدرة على الفوز وإعطاء توقعات وتوصيات دقيقة من المضاربين بالأسهم قليلي الخبرة.
مواقع النشر (المفضلة)