لدينا عدد من الشركات تخفي سوء إداراتها، وربما فسادها بخفض رأس المال ثم رفعه! تمد يديها داخل جيوب المساهمين وتنهب منهم الأموال! وبعض الشركات فعلت ذلك عدة مرات! كلما ضخ فيها المساهمون الصابرون أموالًا من تعبهم وعرقهم ورواتبهم أحرقتها وطالبت بالمزيد! كأنها جهنم والعياذ بالله!


والمساهمون الذين صبروا صبر الجمال لم تعطهم هذه الشركات العاثرة ولا نصف ريال بل استمرت تأخذ منهم وتستنزفهم وكأن بعض القائمين عليها أولياء السوء على أموال الأيتام ينهبون منها في المساء والصباح، ويوظفون فيها العاثر العاطل من الأقارب والمحاسيب، بلا محاسبة لهم ولا رقابة تذكر عليهم، مع أن الأموال المهدورة جزء هام من الاقتصاد العام وتشويه لسمعة سوق المال..


نأمل تكثيف الرقابة على تلك الشركات المدمنة الخسائر الممعنة في نهب أموال المساهمين ومطالبتهم بالمزيد، وياحبذا تدخل (نزاهة) في التفتيش على الشركات التي لها عشرات السنين تبلع ولا تدفع كأنها (قربة مخروقة مخرومة) مهما تصب فيها من المال والماء يتسرب ويتبخر بسرعة البرق حتى مات كثير من المكتتبين فيها بحسراتهم لم ينالوا منها خيرا بل طالهم منها شر..


تلك الشركات المدمنة الخسائر الممعنة في سوء الإدارة أو الفساد لا يصح أن تكون لها المكافأة بالموافقة على رفع رؤوس أموالها عدة مرات بلا مساءلة ولا محاسبة ولا معرفة أين ذهبت أموال الناس، فتلك الشركات قامت على دراسات جدوى أثبتت أن مجالها ناجح وسوقها رابح فكيف انقلب الحال رأسًا على عقب وتآكلت (أو أُكلت رؤوس أموالها) وهي بمئات الملايين؟ لا وبعضها تم طرحها بعلاوة إصدار دسمة ذهبت لجيوب المؤسسين، فبعضها تعلن عن تحقيق أرباح مغرية قبل الطرح ثم تتناقص تلك الأرباح بالتدريج بعد (لهط العلاوة) ويبدأ كثير من مؤسسيها في الخلاص من أسهمها ببيعها، ثم تتناقص الأرباح حتى تتلاشى، وتتحول لخسائر بقدرة قادر وربما بفعل فاعل بعد أن طار المؤسسون بالعلاوة وباعوا أكثر ما يملكون ورموها في (كبود المتداولين) ليبدأ مسلسل [خفض ورفع رأس المال] في وضع عجيب مريب ينبغي التحقيق فيه وفتح ملفاته وحماية المستثمرين من تكرار هذا المسلسل المحرق للأعمال والأعصاب والأموال.