وهنا تبدأ أول مراحل الابتلاء:
تمثل ذلك في نصائح المحبين له من أقاربه وأصحابه، قال: "وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي:
والله ما علمناك أذنبت ذنبًا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك"
نعم طلبوا منه أن يفعل كما فعل غيره، وحجتهم في ذلك أن استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفيه
فكان من شدة إلحاحهم عليه أنه فكر في التراجع، قال: "فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي"
ولكن الله ثبت قلبه، وزاد من ثباته أنه تذكر أمرًا في غاية الأهمية، قال: "ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟ قالوا: نعم، لقيه معك رجلان، قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك"...
نعم إن وطأة هذا الأمر وشدته تقل مع وجود أقران مشاركين له فيه، فإن كان مثل هذا الأمر الذي حصل معه قد حصل مع غيره
فهذا يخفف عنه، خاصة إذا كان هؤلاء من المعروفين بصدقهم وصلاحهم،
قال: "قلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن ربيعة العامري، وهلال بن أمية الواقفي"، فلما عرفهما وتبين له صلاحهما وصدقهما اطمأنت نفسه
وقلل هذا من شدة ألمه، حيث قال: "فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا، فيهما أسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لي".
يتبـــــــع
مواقع النشر (المفضلة)