اعتماد المسلم على الله -تعالى- وتفويض أمره إليه يجعله في معيّته،
وهذا من شأنه أن يثبّت قلبه، ويجعل له من كل ضيق مخرجاً ومن كل همّ فرجاً؛ فيُعينه في مواجهة أمور الحياة والثبات أمام تحدّياتها،
ويظهر هذا جليّاً فيمَن اختاره الله -تعالى- لابتلاءات عظيمة ومتتالية؛ إذ يهبه قوّة التحمّل والصبر والرضا،
وهي نعمة منّ الله -تعالى- بها عليه؛ فلا يضرّه بعدها تخلّي الناس عن مواساته والوقوف بجانبه؛
لذا فكلام المبتلى الصابر يكون قليلاً عن مصابه، وصبره على ألمه عظيم، كما أنّه قد يسارع في نفع ودعم الغير ارضاءاً لله -تعالى- وحده،
عسى أن يكون ذلك سبباً في كشف الضرّ عنه.



كيف تكون مع الله

دائما يتحقّق القرب من الله -تعالى- بثلاثة أمور؛ أوّلها الالتزام بالقرآن الكريم وسنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،
وثانيها تصديق كل ما ورد في القرآن الكريم أو في سنة رسول الله -صلّىالله عليه وسلّم- بأنّه يقين لا شكّ فيه،
وثالثها الامتثال لأوامر الله -تعالى- ولأوامر نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- واجتناب نواهيهما.



وأشار رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى ذلك بقوله: (احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك ، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ ،
واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك ،
وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك)،
فقوله: (احفَظِ اللهَ يحفَظْك ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك) فيه توجيه للمسلم أن يحفظ حدود الله -تعالى-،
وذلك بالوقوف عليها باتّباع أوامره واجتناب نواهيه؛
فينال المسلم بذلك حفظ الله -تعالى- له في دينه وعقله وماله وأهله وعافيته وبدنه وكل ما يحتاج إلى حفظ.