تابع


الكهرباء في ألمانيا عند الذروةمن ناحية أخرى، ارتفاع أسعار الغاز والفحم معاً بالتزامن مع ارتفاع أسعار الكربون الأوروبية نتج عن ذلك ارتفاع كبير في أسعار الكهرباء الأوروبية خاصة في ألمانيا، الأسبوع الماضي ارتفعت تكلفة الكهرباء بمقدار 5 مرات مقارنة بعام مضى وحققت أعلى مستوى في تاريخها.تباطؤ محتمل!ارتفاع أسعار الكهرباء يعني ارتفاع تكاليف الفواتير على كاهل الأسر، وهذا يعني احتمالية انخفاض في الاستهلاك الذي بدوره سوف يغذي تباطؤاً في النمو أو حدوث ركود مجددًا في الربع الرابع من العام الجاري، لذلك بدأت عدة حكومات في أوروبا تتخذ إجراءات لدعم الأسر وفواتيرهم لتخفيف الصدمة المزدوجة على الشركات التي سوف ترتفع عليها الفواتير أيضا بجانب انخفاض إنفاق الأسر وهذه هي الصدمة المزدوجة المقصودة.إسبانيا مثالاًتستورد "مدريد" معظم احتياجات الطاقة من الخارج وبالتالي فهي نموذج أوروبي منكشف على العالم الخارجي، حاولت الحكومة الاشتراكية بزعامة "بيدرو سانشيز" تخفيف الصدمة على الأسر والشركات بإقرار بعض الإعفاءات الضريبية على فواتير الكهرباء والوقود.لكن هذا لم يؤتِ أكله بسبب ضخامة الأزمة وانعدام أثر القرارات الحكومية أمام أزمة بهذا الحجم، وبالتالي قفز التضخم للشهر الثالث على التوالي في أغسطس وحقق أعلى مستوى منذ سبتمبر 2008، وما زلنا ننتظر إحصاءات أحدث عن سبتمبر وأكتوبر والتي يبدو أنها ستكون عند مستويات قياسية.
خطوط إنتاج تخرج من الخدمةفي الصين، لم تواكب فواتير الكهرباء الزيادات في تكاليف الإنتاج بسبب زيادات أسعار الفحم ونقص الإمدادات منه وتعطل الكثير من المناجم نتيجة الأحوال الجوية والتشديدات التشريعية المكافحة للتلوث، الانقطاعات في التيار الكهربائي تغطي حتى الثاني عشر من أكتوبر حوالي ثلثي المقاطعات الصينية، الأزمة تتفاقم بشكل شرس ومخيف.الصناعات كثيفة استخدام الطاقة مثل صناعات الألومنيوم والصلب والأسمنت نفذت أكثر من مرة خططًا لخفض القدرات الاستيعابية وأوقفت الكثير من خطوط الإنتاج بناءً على تعليمات حكومية تارة، وتارة أخرى بناءً على الظروف التي تفرض نفسها على المصانع، وحتى الأسر والمنازل تعاني هذه الانقطاعات وتخفيف الأحمال الكهربائي.في النهاية، قد يجد البعض أن كلمة "محمد باركيندو" أمين عام منظمة "أوبك" الأسبوع الماضي أثناء فعاليات ورشة العمل الفنية الأولى بين أوبك وشركات الطاقة عبر الفيديو كونفرنس، أنها الكلمة الأكثر حكمة في هذه الفوضى والجنون الذي يجتاح الاقتصاد العالمي والتحول ****يف والفوضوي تجاه الطاقات المتجددة النظيفة، حين قال: "اسمحوا لي أن أوضّح أن أوبك تدعم الحاجة إلى تقليل الانبعاثات الحرارية، وتعزيز الابتكار وتحسين الكفاءة، مع ذلك، لا يمكن أن يأتي هذا على حساب استنزاف الاستثمار في الهيدروكربون، إن اعتماد نهج شامل وعادل ومتوازن في أثناء معالجة تحوّل الطاقة هو الحل الأمثل".من ناحية أخرى، قد تكون أزمة الطاقة الحالية هي بداية هدنة أمريكية – صينية، المكاسب التي ستعود على الاقتصاد والمجتمع الدولي جراء هذه الهدنة والتي "قد" تؤدي إلى مصالحة لاحقاً ستكون ثمناً يستحق التكلفة التي يدفعها العالم حالياً بسبب أزمة الطاقة الدولية، والآمال كبيرة على عقود الغاز المُسال لكسر جبل الجليد بين القطبين العالميين "واشنطن" و"بكين".المصادر: أرقام – وكالة الطاقة الدولية – إدارة معلومات الطاقة الأمريكية – رويترز – أوبك – بلومبرغ.