الوصايا المُتعلِّقة بالعلاقة مع الناس
وردت العديد من الوصايا في ما يتعلّق بالروابط مع الناس، ومنها: التنفير من الكبر وازدراء الناس:
وذلك بقوله: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ)؛ إذ نهاه عن احتقار الناس، وازدرائهم، وعدم الميل عنهم بوجهه، أو إظهار هيئة المُستخِفّ بهم. تَرك الخيلاء والفخر:
وذلك بقوله: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)؛
وفي هذا نهي صريح عن عموم التكبُّر؛ سواء كان في المشي، أو في غيره، ونهيٌ عن الفرح المُفرط الذي يَظهر فيه الكِبر،
وبيانٌ أنّ الله -عزّ وجلّ- يبغض أهل التكبُّر والخيلاء. الوقار والتوسُّط:
وذلك بقوله: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)؛ وفي هذا أمرٌ له بالاعتدال في المَشي، وذلك بالتوسُّط فيه؛ دون إسراع، أو إبطاء مُخِلَّين. أدب الحديث:
وذلك بقوله: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)؛ إذ أمره هنا بخفض الصوت أثناء الكلام؛ لما في ذلك من الوقار، وعدم إيذاء الناس،
وضرب له مثلاً بعُلوّ الصوت، ألا وهو صوت الحمير؛ لما كان معروفاً بين العرب من قُبحه.

العِبر المُستفادة من وصايا لقمان
تُستفاد من قصّة لقمان الحكيم مع ابنه وموعظته له عدّة عِبر،
منها: تفضُّل الله -عزّ وجلّ- على سائر خلقه، وإنعامه عليهم، فهو من أعطى الحكمة للقمان -عليه السلام-،
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ).
أهمّية شُكر الله -تعالى- على نِعمه التي لا تُعَدّ، ولا تُحصى.
أهمّية عناية الوالد بولده، واختصاصه بالنصح له، كما فعل لقمان بابنه،
وكما نصح نبيّ الله نوح عليه السلام ابنه بقوله: (يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ)،
بالإضافة إلى نُصح يعقوب عليه السلام لأبنائه بقوله: (يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
بيان عظيم خطر الشرك بالله -تعالى-، وما في ذلك من ظُلم. الحرص على بِرّ الوالدين،
والاعتناء بهما،وشُكرهما، وتخصيص الأم بمزيد من الاهتمام ؛
لما بذلته من جهد في الحمل، والرضاعة، والتربية، والرعاية.