سأشارك هنا نقطتين فقط أعتقد بأنها مهمة لأي بداية صادقة للتغيير:
القبول:
اقبلي وضعك.. اقبلي المعاناة و اقبلي الألم.. لن يخبرك أحد بذلك لأن لا أحد يريد أن يجرحك و لكن ما أنتِ فيه مفيد جداً جداً جداً لكِ و بما أنك تمرين به فأنتِ فعلاً بحاجة لهذه التجربة الإنسانية القاسية.. من الضروري جداً أن تنهي هذا الدرس في الحياة قبل أن تتقدمي!
بإختصار أنتِ كما أنتِ الآن لأنك لستِ جاهزة بعد للقادم!
و الحل هو أن تقبلي أنكِ لست جاهزة و تقبلي أنك بحاجة لهذه التجربة المريرة..
أنا الآن مختلفة تماماً عن الإنسانة التي كنتها قبل 5 سنوات، تلك الإنسانة تحطمت تماماً و اضطررت لبناء شخصية جديدة بذهن جديد و أفكار جديدة و حوار داخلي جديد..
أحب ذلك تماماً: من يستطيع أن يباهي بإنجاز كهذا؟ شخصية جديدة تماماً قوية و هادئة و ثابتة: “ما أطيح من هزة و لا تهزني ريح”
الله سبحانه و تعالى مطلق الحكمة و مطلق الرحمة و مطلق اللطف.. اذهبي إليه و أخبريه بأنك لا تعتقدين بأن تستحقين ما تمرين فيه و أنك بحاجة لأن تفهمي لماذا إن شئت..
اقبلي و سلمي و ليس استسلمي..
قد يحتاج الأمر أشهراً حتى يتعلم عقلك و جسمك الفرق بين القبول و الإستسلام، و لكن الأمر يستحق..
المسؤولية الراديكالية:
أنتِ مسؤولة تماماً عن كل شيء يحصل لك و معك مهما كان.
أنا أدرك تماماً أن هذا المفهوم قد يبدو و كأن فيه إشكالية أخلاقية:
المسؤولية الراديكالية = لوم الضحية..
تعرفونها، أليس كذلك؟ الأسئلة السفسطائية:
هل الفقراء و المضطهدين هم السبب فيما يجري لهم؟ آلخ آلخ.. كل هذه الأسئلة تفضح غباء و طفولية رهيبة!
هذا الفهم لفكرة المسؤولية الراديكالية مؤشر على ضياع الأولويات أولاً و عدم النضج ثانياً..
أنا لا أفهم كيف يشغل إنسان نفسه بهذه الأسئلة عن شقاء الآخرين و يقضي الساعات الطوال في فهم لماذا يحصل لهم هذا سوى أنه تهرب من واقعه التعيس – الذي هو أسهل بكثير من هذه النماذج المؤسفة و لا شك – و من مواجهته و بدء العمل! و لكن عدم النضج هو الأخطر.. من قال بأن كونك مسؤول يعني كونك الملام..
ليس ذنبك أن طفولتك كانت تعيسة، و لكنه ذنبك أنكِ وصلت الثلاثينات و لا زلتِ تجترين نفس المشاعر و الذكريات التعيسة..
ليس ذنبك أن زوجك خائن و لكنه ذنبك أنكِ لا زلتِ تحترقين من الداخل و تفنين صحتك و راحة بالك بسبب ذلك..
ليس ذنبك أن أبنائك اتخذوا قرارات خاطئة في حياتهم، و لكنه ذنبك أنك تعتقدين بأنه ذنبك و تعاقبين نفسك على ذلك!
لو أتاكِ شخص و تقيأ عليكِ؟ ليس ذنبك و لكن أتوقع بأن تقومي فوراً و تغتسلي.. هل عصرت وجهك اشمئزازا؟ أحسن.. أريدك أن تشمئزي.. لأن هذا
بالضبط ما يحدث في حياتنا عندما يؤذينا الناس: هم يتقيأون في أرواحنا و قلوبنا.. و إن كنتِ تنتظرين منهم أن يأتوا و ينظفوا قذارتهم فستنتظرين طويلاً!
أنتِ وحدك المسؤولة عن محتوى قلبك و روحك!
الخلاصة:
طيبتك لا تكفي.. ما تمرين به من وضع عصيب الآن مفيد جداً لك فاقبليه و افهمي الدرس..
لا تكوني طفلة تنتظر من الآخرين – أو رجل – أن يعوضها عن ماضي تعيس.. لا أحد مكلف بك أو بعقدك النفسية بغض النظر عن كونها ذنبك أو غير ذلك..
مواقع النشر (المفضلة)