تابع
الأكسجين موجود وغير موجود! .. كيف؟في الثالث والعشرين من أبريل توفى نحو 25 مريضًا في أحد مستشفيات العاصمة الهندية نيودلهي؛ بسبب نقص الأكسجين الطبي، كان من المفترض أن تصل إمدادات الأكسجين إلى المستشفى من الحكومة في حدود الخامسة مساءً ولكن لم تصل الشاحنة إلا مع انتصاف الليل وذلك بعد ساعات من فراغ خزان الأكسجين بالمستشفى.عادة ما تستخدم المستشفيات والعيادات الطبية في الهند نحو 15% فقط من الأكسجين السائل المنتج في البلاد، فيما يتم توجيه الباقي للإنتاج الصناعي، ولكن في الآونة الأخيرة وعلى إثر انتشار فيروس كورونا تم توجيه ما يقرب من 90% من إمدادات البلاد من الأكسجين إلى كل مرافق الرعاية الصحية.أزمة نقص الأكسجين تعاني منها كل المستشفيات في جميع أنحاء الهند حاليًا، ولكن المشكلة ليست في نقص الإنتاج – حيث إن الهند لديها طاقة إنتاجية تقترب من 7100 طن متري من الأكسجين يوميًا في حين أن طلب مرافق الرعاية الصحية لا يزيد على 6785 طنًا في اليوم – بل تكمن المشكلة في عدم وصول الأكسجين في الوقت المناسب.
للأسف توجد مرافق إنتاج الأكسجين في أماكن بعيدة عن نقاط التوزيع الرئيسية وهو تخطيط سيئ ظهر أثره السلبي على انتظام إمدادات الأكسجين للمستشفيات، على سبيل المثال تنتشر مرافق إنتاج الأكسجين التي من المفترض أن تزود مستشفيات مدينة دلهي باحتياجاتها منه عبر سبع ولايات تقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر. ونظرًا لخطورته، يجب أن ينقل الأكسجين السائل في شاحنات بمواصفات وتجهيزات خاصة لا تسير بسرعة أكثر من 40 كيلومتراً في الساعة ولا تتحرك سوى في النهار وهو ما يطيل أمد وصولها إلى وجهتها.
لكن التحديات المرتبطة بالأكسجين لم تتوقف عند هذا الحد، ففي الأيام الأخيرة، تصارعت الولايات الهندية المختلفة على تأمين احتياجاتها من الأكسجين، مما دفع بعض المسؤولين الحكوميين في عدد من الولايات لاعتراض طريق شاحنات الأكسجين في محاولة لتوجيه هذه الإمدادات لولاياتهم، ولهذا السبب نجد أن مدينة دلهي التي كان من المفترض أن تتلقى 378 طنًا من الأكسجين الأربعاء الماضي، لم يصلها سوى 177 طنًا بسبب هذا الصراع.سلالة هندية جديدة من فيروس كورونا .. لماذا تثير القلق؟في الأيام الأخيرة تنامى الخوف في الهند من ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا يطلق عليها العلماء اسم (B.1.617)، وهي "متحورة مزدوجة" لأنها تضم طفرتين على مستوى البروتين السطحي للفيروس وهما E484Q و L452R. وقد تم اكتشاف هذه السلالة لأول مرة في غرب الهند في أكتوبر الماضي.لا شيء مؤكد حتى الآن، ولكن توجد للأسف هناك بعض الأدلة المعملية التي تشير إلى أن السلالة الهندية المتحورة من فيروس كورونا أكثر قابلية للانتشار، وتستطيع الإفلات من جهازنا المناعي، حيث إنها تحد من قدرته على تحييدها بواسطة الأجسام المضادة التي اكتسبها الجسم بواسطة التطعيم أو الإصابة السابقة بالفيروس.
الوضع في الهند يتحول من سيئ إلى أسوأ في ظل تسجيل البلاد لمعدلات إصابة عالمية غير مسبوقة، ويبدو أن الموج أعلى من قدرة حكومة "مودي" التي عجزت حتى الآن عن السيطرة على الوضع على الأرض، فحاولت فعل ذلك على الإنترنت من خلال الأمر بحجب بعض التغريدات الناقدة لطريقة إدارتها للأزمة على موقع "تويتر" وهو الأمر الذي انصاع له الموقع الأمريكي فورًا.نجحت الحكومة الهندية على "تويتر" ويبقى أن تنجح على أرض الواقع في علاج الأزمة التي تسببت حتى الآن في إزهاق أرواح ما يزيد على 200 ألف إنسان، "مودي" وعد الشعب الهندي لعبور الأزمة، ولكن المراقب لأداء الرجل على مدار الأزمة لا يملك إلا أن يسأل نفسه: ما قيمة وعد "مودي"؟. المصادر: أرقام – رويترز – بي بي سي – نيويورك تايمز – واشنطن بوست – فاينانشيال تايمز – سي إن إن – وول ستريت جورنال – إنديا توداي
مواقع النشر (المفضلة)