تابع


إلى متى سيظل النفط عالقًا في البحر؟يمر حوالي 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس. وتعد القناة طريقا رئيسيا يتدفق من خلاله النفط من منطقة الخليج العربي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. وفقًا لتقديرات شركة أبحاث السوق "كبلر" فإن ناقلات النفط المتوقفة الآن أمام القناة بالإضافة إلى تلك المتوقع وصولها في الأيام القادمة تحمل على متنها ما يقرب من 10% من الاستهلاك العالمي من النفط في اليوم.أكثر من 9% من النفط العالمي المنقول بحرًا، بما في ذلك النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة يمر عبر قناة السويس وخط أنابيب النفط "سوميد" الممتد من ا**** السخنة على خليج السويس إلى سيدي كرير على ساحل البحر المتوسط بالإسكندرية، وذلك وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة.من جانبه أوضح "جيمس ويليامز" خبير الطاقة في شركة "دبليو تي آر جي إيكونوميكس" أن كمية النفط التي تمر عبر قناة السويس تقترب من 3 ملايين برميل يوميًا. وأشار "ويليامز" إلى أنه في ظل ارتفاع المخزونات العالمية من الخام في الوقت الحالي فإن تباطؤ تسليم بعض الشحنات بسبب الوضع الحالي في قناة السويس لن يكون له تأثير كبير على السوق.في الوقت نفسه توقعت شركة تحليلات النفط "فورتيكسا" أن تتراكم السفن أمام قناة السويس بواقع 50 سفينة في اليوم، كما أشارت الشركة أمس الأربعاء إلى أنه يوجد هناك حاليا حوالي 10 ناقلات نفط عالقة أمام وداخل قناة السويس تحمل على متنها نحو 13 مليون برميل تتأثر بالاضطراب الحاصل.أكبر ثلاث دول مصدرة للنفط الخام والمنتجات البترولية عبر قناة السويس خلال عام 2021 وفقًا لتقديرات "فورتيكسا" هي روسيا بواقع 546 ألف برميل يوميًا، والمملكة العربية السعودية بواقع 410 آلاف برميل يوميًا، بالإضافة إلى العراق التي تصدر نحو 400 ألف برميل يوميًا عبر القناة المصرية.على الجهة الأخرى، تتصدر الهند قائمة أكبر الدولة المستوردة للخام والمنتجات البترولية عبر قناة السويس بواقع 490 ألف برميل يوميًا، تليها الصين بـ420 ألف برميل يوميًا، ثم كوريا الجنوبية بـ380 ألف برميل يوميًا. ويعتمد مدى تأثر تلك الدول بالاضطراب الحاصل حاليًا في قناة السويس بطول مدة إغلاق القناة.انتظار إعادة فتح قناة السويس ربما هو أفضل خيار أمام شركات الشحن العالمية حتى الآن، وذلك بالنظر إلى أن الإبحار عبر طريق الرجاء الصالح يزيد من طول الرحلة من آسيا إلى أوروبا بواقع أسبوعين، وهو ما يعني تكاليف مادية أكبر والمزيد من التأخير في مواعيد التسليم.وفي النهاية تنبغي الإشارة إلى معلومة غير صحيحة تداولها عدد كبير من الصحف في الساعات الأخيرة مفادها أن الأزمة حصلت في قناة السويس الجديدة وأنه تم تحويل مسار السفن إلى القناة القديمة الموازية، ولكن هذا غير صحيح. "إيفرجيفن" جنحت في منطقة لا يوجد بها تفريعة ولا يمكن تجاوزها، وهو ما يعني أنه لا يمكن حاليًا لأي سفينة أن تمر عبر القناة لتصل للطرف الآخر اللهم إلا إذا أصبحت هذه السفن فجأة قادرة على الطيران!المصادر: أرقام – بلومبرج – سي إن إن – رويترز – إدارة معلومات الطاقة الأمريكية – الجارديان – نيويورك تايمز – قناة "إن بي أو" الهولندية