تحليل النسب.. الفيل في الغرفة

تحليل النسب المالية هو بالأساس وسيلة لقياس العلاقة بين بندين مختلفين من بنود القوائم المالية ومقارنتهما مع نظرائهما، الشائع بين الناس هو أن النسب المالية تستخدم بشكل أساسي في المفاضلة بين الشركات وبعضها، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن النسب المالية من الممكن أن تكون مفيدة للغاية في تسليط الضوء على المشاكل المحتملة في القوائم المالية التي قد تعتبر إشارة على وقوع نشاط احتيالي.

ولكن كما هو الحال في جميع أساليب التحليل الأخرى، لا تعد التغيرات الغريبة التي تشهدها النسب الرئيسية للشركة في حد ذاتها دليلًا على الاحتيال؛ إذ يمكن أن تفسر التقلبات التي يشهدها النشاط التجاري للشركة تلك التغيرات، ولكن عندما يتم الكشف عن تغير ما لافت للنظر في إحدى النسب المالية، من المهم أن يتعقب المستثمر الأمر ليقف على ما إذا كان هناك ما يفسّر هذا التغير الغريب أم أن هناك نشاطًا مريبًا.



على سبيل المثال، قد يكون الانخفاض الكبير الذي تشهده نسبة التداول ناتجًا عن زيادة في الخصوم المتداولة أو انخفاض في الأصول المتداولة، وكلاهما يمكن استخدامه في إخفاء الاحتيال، وتشمل النسب المالية المفيدة في اكتشاف الاحتيال كل من:

نسبة التداول ونسبة السيولة السريعة ومعدل دوران الحسابات المستحقة ومتوسط فترة الائتمان ومعدل دوران المخزون ومتوسط فترة الاحتفاظ بالمخزون ونسبة الدين إلى حقوق الملكية.

وبغرض التوضيح، سنضرب مثالًا بالشركة "س" العاملة في قطاع الإسمنت، والتي تبدو ميزانيتها المفترضة على النحو التالي: