.





تابع :



استشكل البعض سجود الشمس تحت العرش، لأن الحديث يخبر أن هذا السجود يكون عند الغروب، والأرض كروية فلا تزال الشمس تغرب في كل لحظة عن موطن وتطلع على موطن آخر !

فكان حل الإشكال عنده أن قال : أن الشمس ساجدة في كل لحظة من لحظاتها !


وهذا في الحقيقة لايُفهم من الحديث، ولا يدل عليه الحديث، لوجود ألفاظ صريحة في الحديث تخالف هذا الرأي، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام :

تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا



فالحديث يخبر أن هذا السجود ليس في كل لحظة من لحظاتها ، وإنما تسجد إذا وصلت نقطة محددة لها وهي مستقرها ، فتسجد !


والنبي عليه الصلاة والسلام تكلم بهذا الحديث حين غربت الشمس في المدينة النبوية، فيكون هذا الأمر خاص بغروب الشمس في المدينة ، ولا يشمل غيرها .


فبعد غروبها عن المدينة تصل إلى النقطة المحددة لها فتسجد ! ووقت حدوثه في علم الله، قد يكون بعد الغروب مباشرة وقد يكون بعده بساعات، المهم أنها تصل إلى هذه النقطة قبل طلوعها على المدينة في اليوم الثاني .




وإلا لو كان المقصود في كل لحظة من لحظاتها لما عجز النبي عليه الصلاة والسلام عن بيان الأمر .

وبهذا يزول الإشكال ويزول معه التأويل المتكلف الذي جعل للشمس مستقر في كل لحظة من لحظاتها!




أما كيفية السجود فهذا غيب ، ولكن نقول أن للشمس سجود حقيقي خاص بها لا نعلم كيفيته، فلا نؤوله كمن يقول : أن سجودها طاعتها لله وخضوعها لأمره وغير ذلك من التأويلات .





لنا لقاء بمشيئة الله .




<



.