المحادثات الأمريكية - الصينية تنعش أسواق المال العالمية .. وتمنح جرعة تفاؤل للمستثمرين






انتعشت أسواق المال العالمية أمس، بفضل المحادثات بين الولايات المتحدة والصين بشأن اتفاق المرحلة 1 التجاري.
وقفزت الأسهم الأمريكية عند الفتح أمس إذ أضيف انحسار التوتر بين واشنطن وبكين إلى التفاؤل المحيط ببيانات تُظهر أن الاقتصاد الأمريكي خسر عددا أقل من الوظائف في نيسان (أبريل) مقارنة بما كان يخشى أن يفقده بسبب أزمة فيروس كورونا.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 231.93 نقطة أو 0.97 في المائة إلى 24107.82 نقطة، وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 27.64 نقطة أو 0.96 في المائة إلى 2908.83 نقطة، بينما ربح مؤشر ناسداك المجمع 77.23 نقطة أو 0.86 في المائة إلى 9056.89 نقطة.
وفي أوروبا، أغلقت الأسهم على ارتفاع أمس، مسجلة مكاسب أسبوعية، إذ قدمت مؤشرات على تحسن في العلاقات الأمريكية الصينية جرعة جديدة من التفاؤل للمستثمرين الذين يعولون على تخفيف إجراءات العزل العام ليقود تعافيا في النمو العالمي.
وبحسب "رويترز"، أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي على زيادة 0.9 في المائة، وذلك في الوقت الذي يهدئ فيه الحوار بين مسؤولين أمريكيين وصينيين بشأن اتفاق التجارة المرحلة-1 المستثمرين فيما يتعلق بتجدد النزاع التجاري.
وقادت أسهم شركات السيارات، الشديدة الاعتماد على الصين كسوق ومركز للإنتاج، المكاسب أمس، إذ ارتفعت بنحو 3 في المائة.
قدمت الأرباح القوية أيضا دعما، إذ زاد سهم آي.إن.جي، أكبر بنوك هولندا، 3.6 في المائة بعد أن حقق أرباحا قبل الضرائب في الربع الأول تفوق توقعات السوق.
وارتفع سهم سيمنس 4.8 في المائة بعد أن أعلنت الشركة الصناعية الألمانية عن خطط لخفض التكاليف للتأقلم مع تأثير الجائحة بعد انخفاض بنسبة 18 في المائة في الأرباح الصناعية خلال الربع الثاني.
وصعدت البورصتان في فرانكفورت وباريس 1.4 في المائة و1.1 في المائة على الترتيب. وأسواق لندن مغلقة في عطلة رسمية.
أضاف ستوكس 600 نحو 1.1 في المائة هذا الأسبوع، إذ ساعدت سلسلة نتائج أعمال أفضل من المتوقع في صرف أنظار المستثمرين عن استمرار سيل القراءات الاقتصادية الضعيفة بسبب فيروس كورونا.
وبحسب "الألمانية"، خفضت شركة "سيمنس" الألمانية للصناعات الهندسية والإلكترونية توقعاتها لهذا العام عقب التراجع الواضح في الأرباح بسبب أزمة جائحة كورونا.
وتوقعت الشركة أمس، في ميونخ تراجعا متوسطا في الإيرادات، بدلا من ارتفاع متوسط.
وليس من المتوقع أن تتحسن النتائج في الربع الثاني من هذا العام، وقال جو كيزر رئيس الشركة "نتوقع أن نصل إلى أدنى مستوى في الربع الثالث من هذا العام".
في المقابل، أكدت الشركة قدرتها على مواجهة مزيد من التحديات، حيث قال رالف بي. توماس المدير المالي للشركة "إن وضع الشركة من السيولة متين للغاية"، وأضاف "لدينا أيضا محفظة أعمال قادرة على المقاومة ومتنوعة للغاية".
وبحسب البيانات، تمتلك "سيمنس" حاليا عقودا بقيمة 69 مليار يورو، ذلك دون احتساب قطاع الطاقة في الشركة.
وبينما حافظت الإيرادات على استقرارها، تراجعت أرباح الشركة، حيث بلغت قيمتها 697 مليون يورو في الربع الأول من هذا العام، بتراجع قدره نحو الثلثين مقارنة بالربع نفسه عام 2019. ويأتي هذا التراجع على خلفية الخسائر في قطاع الطاقة على وجه الخصوص.
وتتمسك الشركة بخطتها في طرح قطاع الطاقة "سيمنس إنيرجي" في البورصة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وفي هذا السياق، علقت الشركة أيضا برنامجها لإعادة شراء الأسهم. وأكد متحدث باسم الشركة أن هذا التعليق يرجع إلى أسباب فنية، وليس إلى أزمة كورونا، موضحا أنه سيُجرى استئناف البرنامج عقب طرح "سيمنس إنيرجي" للبورصة.
وآسيويا، تقدمت الأسهم اليابانية أمس، بما يتماشى مع ما حققته "وول ستريت" من مكاسب، إذ تسببت أنباء - عن أن كبار ممثلي التجارة في الصين والولايات المتحدة عقدوا محادثات عبر الهاتف - في تهدئة المستثمرين القلقين من تصاعد التوتر بين الدولتين، فيما قادت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية الارتفاع، وفقا لـ"رويترز".
وعلى الجبهة الداخلية، قال متعاملون "إن الآمال برفع محتمل لحالة الطوارئ في اليابان في بعض المناطق قبل موعد نهائي على مستوى البلاد لرفعها في 31 أيار (مايو) دعم إقبال المستثمرين على المخاطرة. وارتفع مؤشر نيكاي القياسي 2.6 في المائة ليغلق عند أعلى مستوى في أسبوع البالغ 20179.09 نقطة. وصعد المؤشر 2.9 في المائة مرتفعا للأسبوع الثاني على التوالي، على الرغم من أن التداولات اقتصرت على يومين فقط هذا الأسبوع بسبب عطلات عامة.
وربح مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.2 في المائة إلى 1458.28 نقطة، مع ارتفاع جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو البالغ عددها 33 باستثناء واحد.
وكانت القطاعات الثلاثة الشديدة الارتباط بالدورة الاقتصادية وهي الحديد والصلب والمعادن غير الحديدية والنقل البحري هي الأفضل أداء في البورصة الرئيسة.
وقفز سهم "نيبون ستيل" و"جيه.إف.إي هولدينجز" 7.1 في المائة و7.5 في المائة على الترتيب، فيما ارتفع سهم نيبون يوسن 3.7 في المائة.
كما سجلت الأسهم المرتبطة بالصين في بورصة طوكيو أداء يفوق سائر السوق، إذ استقت مؤشرات إيجابية من المحادثات الهاتفية بين الولايات المتحدة والصين ونظيرتها الصينية. وارتفع سهم "فانوك كورب" 3.7 في المائة وصعد سهم "كوماتسو" 2.9 في المائة وزاد سهم "هيتاشي لآلات البناء" 3.9 في المائة.
وخسر سهم "نينتندو" 3.9 في المائة إذ جنى المستثمرون الأرباح ببيع السهم، بعد أن ارتفعت أرباح الشركة في الربع الرابع 200 في المائة بسبب زيادة الطلب على أجهزتها للألعاب.
وتجاهلت الأسهم اليابانية البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال التي صدرت في وقت سابق أمس، وفقا لـ"الألمانية".
وتعهد كبار المفاوضين التجاريين الأمريكيين والصينيين أمس، بتنفيذ "المرحلة 1" من الاتفاق التجاري بين الدولتين خلال أول مكالمة بينهم منذ بدء جائحة كورونا.
وأمس الأول، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية عقب تقارير نتائج تبعث على التفاؤل بقيادة "باي بال" حيث تغاضى المستثمرون عن بيانات الوظائف الضعيفة الناجمة عن التباطؤ الاقتصادي جراء جائحة فيروس كورونا.
وتصدرت المكاسب على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قطاعات الطاقة والمواد والشركات المالية، التي كان أداؤها دون المستوى منذ بداية العام.
وصعدت أسهم "باي بال" بقوة وعززت "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" بعد أن قالت الشركة "إنها تتوقع تعافيا قويا في أحجام المدفوعات في الربع الثاني من العام في ظل اتجاه متزايد صوب التسوق عبر الإنترنت بسبب إجراءات المباعدة الاجتماعية".
وقفزت أسهم "فياكوم سي.بي.إس للإعلام" و"ليفت للنقل التشاركي" بعد إعلان نتائجهما، في خواتيم موسم الربع الأول، اللتين تشير تقديرات "رفينيتيف" إلى أنهما ستشهدان تراجعا في الأرباح بنسبة 12 في المائة.
انتعشت الأسهم بقوة منذ أواخر آذار (مارس) بعد بيع غذاه فيروس كورونا، مدعومة بإجراءات تحفيز نقدي ومالي ضخمة، ويراقب المستثمرون الآن جهود عدد من الولايات لإعادة فتح اقتصاداتها عن طريق تخفيف القيود الموضوعة لمحاربة تفشي الفيروس.