بريطانيا صوب أكبر تراجع تاريخي للناتج السنوي في 300 عام
يبدو الاقتصاد البريطاني متجها صوب ما يخشى بشكل كبير من انكماش قياسي بعد أن أظهرت بيانات تراجع الإنفاق في قطاع التجزئة بأكثر من الربع، وتوقفا مؤقتا لتعاملات واحدة من كل أربع شركات نتيجة إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا.
وبحسب "رويترز"، فإنه حتى في حالة تخفيف إجراءات العزل العام وانتعاش النمو، يمكن أن يظل الناتج السنوي منخفضا 13 في المائة في 2020، وهو أكبر تراجع سنوي في أكثر من 300 عام.
وأعلن اتحاد التجزئة البريطاني أمس تراجع المبيعات 27 في المائة على أساس سنوي في الأسبوعين المنتهيين في الرابع من أبريل، واللذين يشملان الفترة التالية لبدء إجراءات عزل عام في 23 مارس، التي تضمنت إغلاق الأسواق باستثناء متاجر السوبر ماركت.
وقالت هيلين ديكنسون الرئيسة التنفيذية للاتحاد "أدى إغلاق المتاجر غير الضرورية إلى خواء المتاجر الرئيسة وتراجعات في المبيعات بقيم في أواخر خانة العشرات لدرجة لا يمكن حتى أن تعوضها الزيادة في التسوق عبر الإنترنت".
وأظهر مسح منفصل من مكتب الإحصاءات الوطني أن 25 في المائة من الشركات أغلقت مؤقتا أو علقت التعاملات منذ العزل العام، وفي تلك الشركات التي لا تزال مفتوحة، جرى منح خمس العاملين إجازات مؤقتة.
إلى ذلك، أفاد متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بريطانيا لا ينبغي أن تهدم كل التقدم، الذي أحرزته في مكافحة تفشي فيروس كورونا بالمسارعة في تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي.
وردا على سؤال بشأن الموعد المتوقع لتخفيف الإجراءات قال المتحدث للصحافيين "نتبع توجيهات العلماء ونصيحة الخبراء.. ينبغي ألا نهدم كل التقدم الذي أحرزناه حتى الآن برفع إجراءات التباعد الاجتماعي قبل الأوان".
وأشار مجددا إلى تعهد الحكومة بزيادة الفحوص إلى 100 ألف اختبار بحلول نهاية هذا الشهر، مضيفا أن "الفحص سيكون شديد الأهمية في إيجاد.. سبيل للخروج من هذه الجائحة ونحتاج إلى مواصلة العمل بدأب في هذا الشأن".
ومن جهته، ذكر مات هانكوك وزير الصحة البريطاني أن تفشي فيروس كورونا المستجد بدأ يبلغ ذروته في البلاد لكن من السابق لأوانه إلغاء العزل العام لأن الفيروس "سينتشر بقوة" إذا خففت الحكومة إجراءات التباعد الاجتماعي.
وقال هانكوك "نعتقد أنه من السابق لأوانه إجراء تغيير.. على الرغم من أننا نشهد استقرارا في عدد الحالات وكذلك استقرارا في عدد الوفيات، فإن الأمر لم يبدأ في الانحسار بعد. إذا خففنا الإجراءات الآن فسينتشر الفيروس بقوة مجددا ولا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك".
وفي الوقت الذي يتعافى فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون من مضاعفات مرض (كوفيد-19) الذي كاد يودي بحياته في منزل بالريف، من المقرر أن تبحث الحكومة البريطانية مسألة مراجعة إجراءات الإغلاق، وكان وزير الخارجية دومينيك راب، الذي ينوب عن جونسون، أوضح بالفعل أنه لن يكون هناك رفع فوري لإجراءات التباعد الاجتماعي، التي فرضت في 23 مارس الماضي.
مواقع النشر (المفضلة)