في روضة من رياض الأمنيات ، وقفت مع نفسي كثيراً : وما أشد تعاستي حينما خسرت تلك الحروب الطاحنة في جسد .. لايبالي إلا بحب الملكة التي لاوجود لها .
أشعر بألم يتوسط قلبي لم أعهد هذا الوجع . لقد أحسست به صبيحة اليوم الأثنين عندما صعدت من الطابق الأرضي ، وأمامي ألة القهوة .
لقد أمسكت بزاوية الجدار .. حيث لم يلاحظ وقوفي فجاءة ألا فتاة تحمل أوراق معها مسرعة مارقة ربما تأخرت عن دوامها .
دارت بي الأفكار ؛ وكأني قطعت زمناً طويلاً دون أن أشعر بذلك الزمن .
هاجرت في مقياس الزمن بحثاً عن حلماً عظيماً ، ولأنني لا أراه إلا في عيون جيل لا يهتم بالأمنيات والتضحيات أبداً .
جيل لايعرف شيئاً عن الأحزان ؛ وقد آن لي أن أشتكي أليك أيها القاريء العزيز عن مشكاتي فيما بثته جوارحي عندما تفقد القيم ؛ وتتشتت الأحلام في اللحظات العارمة بالسقوط .

مضيت ماشياً بالممر الطويل ، وحلمي بالملكة لم ينقطع .. أسمع صوتها .. وكم عاقبت نفسي أن لا أتذكر ذلك الحلم أبداً في أزمنة النهايات ، ولكنني لا أستطيع نسيان ذلك حتى ولو بدمعة ذكرى جامدة في قاع العين .