عضو اللجنة الفنية بالمنتدى
محلل فني ومالي معتمد
أبو فهد
الحالة
غير متصل
رد: صفحة خاصة بإخوكم : ( عــــــالم نفس ) ..
(مراحل التغيرات النفسية في شخصية المتداول)
من واقع خبرتي التي لا تقارن بخبرة الكثير من المتداولين توصلت الى أن شخصية المتداول تتغير مع الزمن كتغير الأسعار في صعودها وهبوطها وركودها في حيرتها وغموضها وشغفها وأنهيارها
فالمتداول في بداية حياته مع الأسواق لا يملك الخبرة والمهارة والمعرفة اللازمة لخوض المعارك ولكن طمعه بالمكاسب المادية وفضوله في معرفة المجهول وخوض هذه المغامرة
في البداية ونسمي هذه المرحلة مرحلة الأندفاع غير المحسوب
وغالبا لا تأتي هذه المرحلة الا بعد ان تصبح الأسهم حديث المجالس يتكلم بها الصغير والكبير يتأثر بها مجموعة جديدة فيرغبون بخوض هذه التجربة
تأتي بعد هذه المرحلة الجاذبه مرحلة النشوه بتحقيق الأرباح والطمع بتحقيق أرباح أعلى حتى ان هذا المتداول الحديث على الأسواق يملأه الغرور بما حقق من أرباح سريعة حتى تأتي مرحلة يشعر بها المتداول ان يترك وضيفته وتجارته ويبيع كل ما يملك ويأخذ تسهيلات من البنوك ليضعها بهذا السوق على أمل تحقيق أرباح مضاعفة
ولكن عندما تزيد هذه الظاهرة عند اغلب المتداولين فأن الأسعار تصل الى ارقام مبالغ بها جدا فينهار السوق
لكن المتداول الجديد الذي لا يملك الخبرة يصبر ولا يبيع لأنه لم يجرب الخسارة بعد وما زالت مشاعر الأرباح والفوز والأنتصار تسيطر على سلوكياته
لكن الأسواق تستمر بالهبوط فيبدأ تأثير الواقع على مشاعر المتداول يزيد وتضعف مشاعر الأمل في عودة الأسعار عندها سيبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة البحث عن حلول لمشكلته فإذا كان يملك سيولة إضافية يبدأ بالشراء من جديد وان كان من الذين يغامرون بكل أموالهم فلن يجد الا يغلق الشاشة ويقنع نفسه بالصبر وان الأسعار سوف تعود بوقت سريع الى ما كانت عليه ويحاول ان يهرب ويفر من واقعة الأليم وتجربته الفاشلة مع هذا السوق لكنه يعود من فترة من الزمن ليراقب الأسعار والسوق من بعيد فيتفاجأ ان الأسعار هبطت اكثر مما كانت عليه بالمرحلة الأخيرة فيصل الى مرحلة الأكتئاب وتأنيب الضمير وحسره على المال الذي فقده فيستسلم للأمر الواقع ويراجع نفسه ويجد ان هذا السوق محرقه للأموال ويقنع نفسه ان هذا السوق لا يربح به احد وأنه واولاده أولى بما تبقى من مال بعد هذه الخسارة الفادحة فيقرر ان يبيع كل ما يملك من اسهم ويخرج من السوق وفعلا يبيع ويخرج من السوق ويقول في نفسه لن اعود لهذه المحرقة من جديد لكن الفضول الذي بداخله لا يزال يسيطر عليه ولو حتى مراقبة السوق بين فترة وفترة من بعيد لبعيد لكنه يتفاجأ بأن الأسعار تعود الى الصعود لكن كبريائه وإنكاره للواقع تجعله يكابر ويقنع نفسه بأن خروجه من السوق كان قرار صائب وان الأسعار ستعود للهبوط اكثر وأكثر لكن السوق يواصل صعودة فيبدأ يتحسف على عدم صبره على أسهمه وأنه باع باقل الأسعار ومع الوقت يتحسر ويتحسف اكثر حتى يقرر العوده للسوق لتعويض ما خسره فيشتري بأسعار أعلى من أسعار بيعه وهكذا ولن يتوقف ويخرج من هذه الدائرة القاتلة المميته حتى يبدأ بمرحلة الاستنتاج والاستنباط واستشراق المستقبل هذه المرحلة لا يصلها من هو في ريعان شبابه ويهوى المغامرات ويتحمل المخاطر ولديه الوقت الكافي للتعلم هذه المرحلة لا يصل اليها الا من مرة عليه ثلاث دورات نفسية بجميع مراحلها حتى يصل الى مرحلة المقاومة النفسية لتغيير الواقع المرير والألم المتكرر وتعزيز الثقة بأن أسواق المال وسيلة جيدة لكسب المال ولكن لمن يملك الخبرة والمعرفة والتحكم بأهوائه ومشاعر الخوف والطمع ويبدأ بأستنباط حلول استباقيه لكل مشكلة سوف تواجهه في المستقبل حتى يصل الى مرحلة استشعار حركة السوق قبل ان تحدث وكأنه لديه حاسة سادسة ترشده للصواب دائما وهذا يحتاج وقت طويل زمنيا لا يقل عن 13 سنة اذا أخذنا بالحسبان ان الدورات السعرية تأخذ بالغالب بين 3 الى 5 سنوات
لكن هناك فريق اخر مدمن على البيع والشراء بالسوق يمر بنفس هذه التجارب ويبدأ من جديد لكن مشاعر عدم الثقة ما زالت تسيطر عليهم ولا يصل الى مرحلة استشراق المستقبل هؤولاء يفضلون أن يكونوا مضاربين يوميين او لفترات قصيرة لكن للأسف مجملا ما يربحونه في الموجات الصاعدة يخسرونه في الموجات الهابطة وتمر السنين بعد السنين ويجدون أنفسهم قد خسروا وقتهم وصحتهم ولم يستفيدوا ولم يربحوا من هذا السوق
إذن حتى المشاعر والسلوكيات تتطور وتتغير مع الزمن
مواقع النشر (المفضلة)