(( ذكاء )) أم (( دهاء ))

# هناك فرق بين ( الذّكاء ) و ( الدّهاء ) رغم أنّ كلاهما قدرات عقليّة ،ولكن (الذّكاء ) يختص في فهم الأمور الّتي


يستقبلها الإنسان (مثل ) فهم السّؤال ليستخرج منه الإجابة (أو ) فهم مايقرأ أو يرى أو يسمع ، فهو يعتمد


على الإستقبال (أو ) الإستجابة ، ولهذا يُقال لمن (يعي ) مايدور حوله ، بأنّه ( ذكي ) فالذّكاء يدور في محور المعرفة


وحُسن التّصرّف ، وحُسن استخدام القدرات والوعي بالوسائل ، ومعرفة كيفيّة استخدامها ، كالّذي يفهم العمليّات


الحسابيّة ، أو الكيميائيّة أو الفيزيائيّة ، فإنّنا نقول عنه ( ذكي _ جدّا )


# أمّا ( الدّهاء ) فهو ( قُدرة _ أعمق ) بكثيييييييير من ( الذّكاء) لأن ( الدّهاء ) يختص بالمُبادرة ، والإنتاج


كالتّخطيط ، والمَكر ، والخداع ، والإحتيال ، والتّقمّص ، من أجل تحقيق ( غاية ) بأي ( وسيلة )


( فالدّهاء ) هو استخدام القدرات الهااااائلة كوسيلة لتحقيق ( الغايات ) ثم يتم إقناع النّاس بذلك ؟!


إذاً ( فالدّهاء ) جَودة في الرّأي ، وحِذق ومهارة في تدبّر الأمور ، يُصاحبها ( مكر ) و ( خداع ) بشكل أو بآخر




# (( مثال )) لو اعترض أشرار طريق ( الذّكي ) وأرادوا الإعتداء عليه ، فسيخبرهم بأنّه ( غني _ مثلاً ) وسيعطيهم


( مالاً ) وسيكتُب ( رقمه ) الخاطئ لهم ههههه ويوعدهم ثمّ يتخلّص منهم ..


ولو اعترض ذات الأشرار طريق ( الدّهي ) = ( داهية ) ليعتدوا عليه فسوف ( يُقنعهم ) بأن طريقتهم في الإعتداء


( فاشلة ) وسيعطيهم دروس في كيفيّة الإعتداء ( النّاجح ) ثمّ سيشكرونه ، ويذهب ، ثمّ سيكتشفون لاااااحقاً


بأنّه ( خَدَ عَهم ) ولكن بعد فوات الأوان ..


# ولَنا في قصّة ( أرطبون ) العرب ( وداهيتهم ) عمرو بن العاص رضي الله عنه خير دليل على ذلك ، في القصّة


المشهورة والمعروفة ، وذلك عندما أراد الخليفة ( الفاروق ) عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فتح (فلسطين ) وبَعَثَ


جَيشاً بقيادة ( عمرو بن العاص ) رضي الله عنه ، فقالوا أهل الرأي ياأمير المؤمنين إنّ للرّوم قائداً ( داهية ) يُقال


لهُ ( الأرطبون ) ولايستطيع أحد التّغلّب عليه ( لدهائه ) فقال ( الفاروق ) رضي الله عنه ، مقولته الشّهيرة


( لقد رمينا أرطبون الرّوم بأرطبون العرب ) وعندما انتصر ابن العاص رضي الله عنه ، وسَمِع ( الفاروق ) رضي

الله عنه بدهاء بن العاص (قال ) للّه درّك يابن العاص ( ارجعوا للقصّة واقرأوها إن شئتم )



# نرجع ( للموضوع ) ولامانع من الجمع بين ( الذّكاء ) و ( الدّهاء ) علشان خااااطر (( بهلول )) طبعاً ( بهلول )


شخصيّة ( افتراضيّة ) لاكتمال ( السّينارِست )


# يُخاطبني ( بهلول ) قائلاً : يجب عليّ إعادة تشكيل شخصيّتي ، وهويّتي من جديد ، لأكسب ( الإهتمام )


( ولا ) أُ شعِر ( المُتلقّي ) بالملل ، والسّأم ، لأنّهم ( جمهوري ) ثمّ أردف ( بهلول ) قائلاً : أريد أن أكون (السّيّد )


المُسيطِر ، أريد أن تكون ( هويّتي ) الجديدة ( كَزِي ) أرتديه ، وأخلعه ، كيفما أشاء ، يُقاطعه ( الحدس ) بقوله :


هل سمعت ( يابهلول ) بدهاء ( الثّعلب ) وذكاء ( الذّئب ) بدأ ( بهلول ) يُحدّق ( بالحدس ) بكل هدوء ، واستسلام


ثمّ أطرق رأسه ، وكأنّه يقول : زِدني ، عندها بادر ( الحدس ) قائلاً : ليس ( المهم ) هو ماتفعله ( يابهلول )


ولكن ( الأهم ) هو الطّريقة الّتي تفعلُه بها ، ولكن ( بهلول ) يُعاود الحديث مرّةً أخرى قائلاً : أريدأن أحتَفِظ بالأصدقاء


( الأتباع ) و ( الأعوان ) لغاية في نفسي ( ليس _ إلّا ) وفي المُقابل يجب علي أن أعمل مع ( المَهَرَة ) كَدَعم


ومظهر خارجي ، وتعزيز ، يضيف ( بهلول ) ولكن صدّقني ( يالحدس ) بأن وجود ( الأعدقاء ) مُفيد ، لأن المرء


لااااايمكن أن يصبح قويّاً بدون ( خصم ) أو ( منافس ) ذو ( جداااااارة ) يُقاطعه ( الحدس ) مرّة أخرى ، ألم أقل


لك ( يابهلول ) دهاء ( ثعلب ) وذكاء ( ذئب ) ثمّ يستطرد ( الحدس ) قائلاً : بمعنى أدق ( يابهلول ) لاتُظهِر ،


وكأنّك تعمل بصورة ( شاقّة ) بل يجب أن تُظهِر موهبتك وكأنّها ( تدَفّق ) طبيعي يأتي بسهولة ، وعفويّة ،


لِتَجعل الآخرين يعتقدون أنّك ( عبقري ؟! ) وذلك من خلال تدريب نفسك على ( فن ) اخفاء ( النّوايا )


وعليك ( يابهلول ) أن تجعل من ( وَجهك ) قناعاً _ لا_ شكل _ له ( بمعنى _ أدق ) عليك أن تتّخذ هيئة


لا _ شكل _ لها ((( سااااائلاً _ كالماء ))) وماعليك ( يابهلول ) سوى كسب لفت الأنظار بأي ثمن ، اجعل


من نفسك ( مغناطيس ) ولا_ تُعَلّم _ حِيَلك _ للآخرين ،،، بل يجب عليك أن تبحث ، وتَتَدرّب بصورة لااااتنتهي



قبل ظهورك عَلَناً للملأ ، ويَضيف ( الحدس ) يجب عليك ( يابهلول ) أن تَظهَر بأنّك الشّخص الوحيد القادر على القيام


بالعمل الّذي تؤدّيه ، ثمّ عليك بتوجيه عداوة ، وسخط ( المتلقّي ) إلى ( الآخَر ) وذلك بِبَذر ( الشّوك ) وترويج


الشّائعات ، وكأنّها ( نصائح _ وإرشادات ) أظهِر ( للمتلقّي ) بأنّك ( أبلَد ) من هدفك ( الغَير _ مُعلَن )


تَعَلّم ( يابهلول ) الإعطاء ( قبل ) الأخذ ، فالإعطاء ، يجعل من الصّعب على الآخَر أن يُلاحِظ ( الأخذ )


ثمّ عليك ( يابهلول ) أن ( تَشُق ) طريقك بالتّفكير إلى دااااخل ( عقل ) الشّخص الآخَر ، كَي تَرى احتياجاته ،


ومصالِحِه ، ولاااااا تَثِق ( بالنّسخَة ) الّتي يُقَدّمها النّاس عن ( أنفُسِهم ) فهي ( نُسخة ) كاااااااااااذِبَة ،



ولايُمكن ( الإعتماد ) عليها مُطلقا ، دَرّب نفسك ( يابهلول ) على ( الإستماع ) أكثر ، وَدَرّب ( عَينَك )


على مُلاحَظة ( أَدَق ) التّفاصيل ) أصرِف كل طاااااقَتِك على اجتذاب الإهتمام ، حاوِل ( يابهلول ) أن تجعل


الآخرين يقومون بالعمل نِيابَة عنك ، ولكن ( يابهلول ) يَجِب أن تحصُل ( أنت) على ( الفَضل ) لذلِكَ العَمَل ؟!


حَاوِل ( يابهلول ) أن تجعل من الآخرين ، ممّن حولك ، مُتّخذين وَضع ( الدّفاع ) و ( التّشكيك ) و ( الهجوم )


على ( الغَير ) وبذلك ، سوف تُبقي كل هؤلاء ( مُعتمدين ) فقط ( عَليك ) كالهواء ، والماء ، بالنّسبة ( لهُم ؟! )


وعليك ( يابهلول ) أن تستخدم ( الصّدق ) و ( النّصح ) و ( الكَرَم ) ووووو ( ولكن ) بطريقة ( انتقائيّة )


لِنَزع _ سلاح _ ضَحِيّتِك ... وذلك من خلال ( مُداعبات _ خَيَالاتِهم ) عِدهُم ( بالقَمَر ) وبالتّحُوّل ، المُفاجِئ ،


والعَظيم ، عِدهُم ( بِوعاء _ الذّهَب ) وعليك ( يابهلول ) أن تَجعَل خُطّتَك تشتمل على البداااائل ، وعلى قدر


من المرونة ، وعليك أن ( تَتَحَكّم ) بالخَيارات ، وَأَن تجعَل الآخرين ( يلعبون ) بالأوراق الّتي ( تُوَزّعُها_أَنت _ عليهم



( لأنّ ) أفضل ، وَأدهى ( الأحابيل ) تلك الّتي تبدو ( وكأنّها ) تُعطي الشّخص الآخَر ( خَياراً ) فَيشعُر ( ضَحاياك )


أنّهم ، هُمُ المُسيطِرون ؟! بينما ( هُم ) في الحقيقة ( دُماً _ لَك ) وعليك ( يابهلول ) أن تُعطي الآخرين ( خيارات )


بشرط أن تَأتي كُلَها في ( صالِحك ) مهما ، كان ( الخَيار ) الّذي يَنتقونَه من بينها ، وعليك ( يابهلول ) أن تُتقِن


( فَن _ التّوقيت ) وإيّاك ثم إيّاك أن تَبدو ( مستعجلا ) وكأنّك تَعرف أنّ كل شيئ سَيكون مَرجِعُه إليك


في آآآخر المَطاف ، وخصوصاً عندما يَزداد تأثيرك على قلوب الآخرين ، وعقولهم ، يجب عليك ( يابهلول )


أن تَكتشف أداة الضّغط على كل شخص ، لأن ( الحاجَة ) هيَ ( الشّق ) الّذي تَضَع فيه ( إبهامك ) ثمّ ( تُديرُه )


كيفما تشاااااء ؟! ثُم أُنظُر إلى من حولك ( يابهلول ) باعتبارهم ( بَيا دِق ) في طريق صُعودك إلى القِمَم ،


لا_ تَلتَزِم ، بأي طَرَف (أو ) قضيّة ( سوى _ نَفسك ) استخدم بعض ( الغياب ) لزيادة الإحترام ، والتّكريم


اجعل ماتُقدّمه إليهم ، وكأنّه نااااادراً ، يصعُب الحصول عليه من دونك ، كُن مُتَواجداً معهم في كل حِين ،


وفي البدايات ( فقط )


لأن ( ما _ يُرَى ) يُقَدّر ، وَيُحَب ،،، هُوَ ، وَحدَهُ ، الّذي ( سَيُفتَقَد ) عند _ غِيابِه ..


وحتّى وإن وَقعت في الأخطاء ، استخدم الآخرين ( كَكِباش _ فِداء ) و ( مَخالِب _ قِطَط _ للتّغطِيَة )


على توَرّطك ، وأخطاءك ، يجب عليك ( يابهلول ) أن تستَغِل حاجَة الآخرين ، من أجل ( إيجاد ) أتباع (طُقوسيّين )


وذلك بِجعل نفسك النّقطة المركزيّة لهُم ، اجعل كلماتك ( مَلأى ) بالوعود ، بذلك الشّيئ العظيم ( والتّحويلي )


وَشَدّد على الحَماس أكثر من العقلانيّة وأكثر من التّفكير الواضح ، واطلب منهم بأسلوبك أن يُقَدّموا ( التّضحيات )



نِيابةً عَنك ...


وَأخيراً ( يابهلول ) أُريد أن أمنَحَك ( هَديّتي ) والّتي ( لااااااتُقَدّر _ بِثَمن ) وهيَ في الآتي : لاتَتَجاوَز العَلامَة


الّتي استَهدَفتَها ، ورَسَمتَها ، لِنفسِك فَقَط ، أمّا الآخرون ( فَالطّوفان ) وَفي ( النّصر ) إعرِف متى تَتَوقّف ،


وَلِنفسِك فَقَط ( بمعنى _ تَوضيحي أكثر ) لاتَدَع النّجاح _ يُدير _ رأسَك _ إذ _ لابديل _ عن _ الإلتزام _


بالإستراتيجيّة _ الّتي _ رَسَمتَها ( لِنفسِك _ فَقَط ) بمعنى ( أدَق ) ضَع نُصب عينيك ( هَدَفاً ) وعندما تَصِل


إليه ( تَوَقّف ) ولِنفسِك فقط ...


# نَظَر بهلول إلى الحدس وقال : يبدو بأنّك ( استَبَقت _ الأحداث _ قبل _ وقوعها _ وبكل _ دِقّة )


# عزيزي المتلقّي كُل ذلك كان من قوانين ( الدّهاء ) للكاتب ( روبرت _ غرين ) ولكن ( العَصف _ الذّهني )


و ( السّينارست ) و الأسلوب ( الكنائي ) لاشأن ( لغرين ) وَلاَ لِغيرِه ( به ) ولايستطيعون ...