الصحفي: ما الذي حولك من التداول عبر النظر إلى شاشة الأسعار إلى الإعتماد على أنماط الشارت؟
زنقر: لقد تركت لي والدتي 100,000 دولار قبل وفاتها. حضرت بعدها دورة تدريبية عند William O'Niel، الذي أطلعنا على بعض أنماط الشارت ومعادلته الملقبة بـ "Canslim". قضيت السنة التالية أبحث عن الأنماط التي تشبه تلك التي درستها خلال الدورة في كتب الشارتات وفي جهاز الكمبيوتر الشخصي. وكنت أقوم بمسح جميع شارتات الأسهم كل يومي سبت وأحد لمدة 6 ساعات، إلى أن وجدت نمطاً أخيراً. كنت أفعل ذلك لآلاف الساعات حتى وجدت نمط الكوب والعروة. وقد أدركت بأن هناك أنماطاً أخرى كثيرة غير الكوب والعروة والقنوات السعرية، لذلك قمت بالاتصال بـ "O'Niel" في إحدى الليالي بعد أن انتهى برنامجه الاسبوعي الذي يعرض في التلفاز وسألته إذا ما كان هناك دورة تدريبية متقدمة. فأجابني بأن الدورة التي حضرتها كانت متقدمة. أدركت حينها بأن علي الاعتماد على نفسي، وقضيت السنوات الست التالية أتعلم كل شيء، عن خط الترند، عن البارات اليومية، أنماط انعكاس الأسعار، وكيفية معرفة الحركات التصحيحية، وغيره. أقوم الآن بإقامة دورات فعلاً متقدمة مرتين في السنة.
الصحفي: من كان موجهك وناصحك غيره؟
زنقر: مقدم برنامج "charting the market" اسمه Gene Morgan.
الصحفي: ماذا تعلمت بعد ذلك؟
زنقر: تعلمت من خلال النظر إلى الشارتات الموجودة في الكتب أكثر من قراءة النصوص. لقد حققت مكاسب كبيرة خلال موجة الصعود التي تلت حرب الخليج في أوئل عام 1991، ولكني خسرت كل مكاسبي بسبب حركة تصحيحية بسيطة خلال صيف 1991 وذلك لجهلي بماهية التصحيح. لم أكن أعلم بأني من الممكن أن أتعرض للإفلاس لأنني كنت متيقناً بأن أسهمي كانت ممتازة بحيث أنه لا يمكن أن يهبط سعرها لـ 30% أو 50%.
الصحفي: ماهو استنتاجك مما حدث؟
زنقر: عندما تعتقد بأن شركة ما لا يمكن أن تهبط أسعارها بسبب أنها شركة جيدة وأرباحها عالية جداً، فعندها تكون قد قدمت رقبتك لمن يقطعها. وهذا بالضبط ما حدث لي. كثير من هذه الأسهم عادت وارتفعت ولكن قبل ذلك انخفظت إلى 40%، ومع مارجن قدرة 1:2 ربما كنت قريباً جداً من الإفلاس. من المؤكد أن هناك شيء ما كان يحدث لم أكن ملماً به، لذلك أخذت الموضوع في غاية الجدية وراجعت أخطائي ودرستها. وقد فعلت ذلك مراتٍ عديدة. لم أفهم بأن التصحيح يمكن أن يستمر شهرين أو أربعة أشهر أو حتى أكثر. لم أعرف كيف أحدد السهم الفائز التالي. لم أكن أعرف شيئاً.
الصحفي: إذا قمت بمراجعة عملياتك السابقة؟
زنقر: فعلت ذلك كثيراً. مشكلتي أنني آمنت بالسهم بدلاً من إيماني بالترند وخطوط الترند. وعلمت لاحقاً بأن خط الترند عندما يخترق يجب علينا إغلاق العمليات فوراً. بعض الأمور استغرقت مني سنوات لأتعلمها مثل أنماط الانعكاس وغيرها من أنماط الشموع. إنني لا استخدم الشموع في تحليلي الآن ولكني استخدم الأعمدة والتي تعمل نفس عمل الشموع ولكنها لا تملك أسماء لامعة ومبهرجة مثلما هي الشموع.
الصحفي: يبدو أنه تطلب منك الأمر الكثير من الوقت لكي تتعلم.
زنقر: اتذكر كثير من المواقف التي منيت فيها بخسارة كبيرة أثناء حركات التصحيح وأقول حينها بأنني لن أتداول في الأسهم بعد ذلك. وبعد عدة أشهر من حالة عدم مشاهدة الأسهم أعود لأجدني قد فوت على نفسي حركات سعرية كبيرة إلى الأعلى.
الصحفي: ماذا تعلمت من ذلك؟
زنقر: تعلمت أنه من الممكن أن يتم مسحي تماماً من السوق أثناء التصحيح، ولكني لن استطيع تعويض أي خسارة إذا تركت السوق. أدركت حقيقة أنه لا يمكنك أبداً "أبداً" أن تترك السوق. يجب أن تكون هناك كل يوم. وعندما ينتهي السوق من التصحيح يمكنك الدخول. يجب أن تكون متواجداً كل يوم من أيام موجات الهبوط و كل يوم من أيام التصحيح. يجب عليك أيضاً أن تكون متواجداً عند بداية التصحيح لتخرج من السوق. لقد استغرقت ست سنوات بواقع 60 ساعة اسبوعياً لأستطيع أخيراً أن أكون عقلية سليمة للتداول. كنت أعمل في مجال البناء، وعندما تعرض هذا المجال من العمل لنكسة قوية عام 1990 وجدت الوقت الكافي لكي أتفرغ لتعلم المزيد عن الأسواق.
الصحفي: دعني أوضح كلامك: انت بدأت عام 1976، وبدأت التداول بشكل جدي عام 1989، ومن ثم خسرت كل مكاسبك عام 1991. هل هذا صحيح؟
زنقر: نعم صحيح. لقد كنت أخسر كل مكاسبي عدة مرات، ثلاث أو أربع مرات. لقد أدركت وفهمت أهمية إدارة المال وأنه أساسي. إذا كنت تريد هذا النوع من الحياة في الأسواق وإذا كنت تريد ما قد توفره لك من مردود مالي، إذاً فلتعلم أن ذلك سيستغرق الكثير من الوقت والكثير من أوجاع القلب. والأكثر أهمية هو معرفة متى يكون التصحيح لتستطيع أن تقفل عملياتك، هذا هو سر الحياة في هذه الأسواق.
الصحفي: هل تتصور أنه من الضروري أن يخسر الإنسان كل مكاسبة ليستطيع في النهاية أن يتعلم؟ هل من الضروري لمن يريد البدء في التداول أن يفلس حتى يصل إلى النجاح؟
زنقر: ليس ذلك بالضروري، ولكني اعتقد بأنك يجب أن تتعرض لبعض الضربات حتى تنجح، ولن تفهم جدية الأسواق حتى تتعرض لمثل ذلك. وأيضاً يعتمد ذلك على طريقتك وشخصيتك. فأنا من النوع A. استمتع بسريان "الاندرينالين" في جسدي. لأصل لهذه الإثارة يتوجب علي التداول عبر مارجن قدره 2:1. إنني من نوع سائقي السيارات الذين يقودون بسرعة 180 ميل بالساعة على بعد إنشات من جدار الاصطدام. وهذا ما أحبه. إذا لم تكن كذلك فإنه يجب عليك تعديل مستوى المخاطرة في عملياتك. هكذا قمت بتحويل 10,775 دولار إلى 18,000,000 دولار خلال 18 شهراً، وتحولت إلى 42,000,000 دولار خلال 23 شهراً.
الصحفي: ما الذي تراقبه أثناء اليوم؟
زنقر: أراقب نبض السوق، ردات فعله. لدي خمس شاشات ولكني أركز على الشاشة التي تظهر أسهمي مستخدماً "esignal". لا أراقب الـ "futures" أو أي من هذه الأشياء، فليس لدي الوقت. إنني فقط أراقب الشارت وحركة السعر وحجم التداول خلال اليوم. لأني أريد أن أعرف ما تفعله المؤسسات المالية في السهم عن طريق مراقبة حجم التداول.
الصحفي: هل تبحث عن اختراقات الأسعار والـ "الفولم" والأنماط التي تحبها؟
زنقر: نعم. ولكنني أريد أن أرى كيف تتعامل المؤسسات مع السهم من خلال المد والجزر خلال اليوم. أراقب البد والأسك وحجم التداول وكذلك تغير الأسعار خلال اليوم وكيف تكون حركتها مع تقلبات حجم التداول. أراقب ذلك لأكون شعوراً عن السهم في شاشة الأسعار. بالنسبة لبعض أنماط الشارت فإنه يجب على السعر أن يقوم ببعض الحركات خلال فترة معينة. وعندما يتحرك السهم بالشكل الصحيح فإن على الـ "volume" القيام ببعض الحركات المطلوبة. إذا لم يفعل ذلك فإن هناك خطبٌ ما، أقوم حيتها بتخطي السهم وانتظار الوقت الملائم للدخول.قد يتحرك السهم فجأةً أو قد يبقى حامياً خلال أسبوع، ولكن حجم التداول يختفي فجأة، بغض النظر عن من كان يحرك السهم، فإنه قد ذهب وخرج منه، وكذلك أنا.
الصحفي: ماهو حجم عملياتك المثالي هذه الأيام؟
زنقر: يعتمد ذلك على الـ "volume"، إذا كان السهم يتدم تداوله بمقدار 6 إلى 10 ملايين سهم يومياً فإني سأكون سعيداً بامتلاك 100 ألف سهم. أما إذا كان حجم تداوله يقل عن مليون سهم فإن أقصى ما امتلكه منه 2,000 إلى 3,000 سهم.
الصحفي: لقد سجلت رقماً قياسياً بتحويل 10,775 دولاراً إلى 18,000,000 دولاراً خلال 18 شهراً، هل تقلق من أن يقوم شخص آخر بتحطيم هذا الرقم؟
زنقر: لم يقترب أحد من هذا الرقم حسب علمي.هناك شخصٌ ما حول 50,000 أو 100,000 دولار إلى 100,000,000 دولار أو ماشابه، ولكنه كان يعمل في أسواق العقود المستقبلية والسلع والوقت الذي استخدمه كان أطول. لم يقم شخص بفعل ما فعلته في الأسهم.
الصحفي: ماهو أفضل يوم لك في السوق؟
زنقر: هناك يوم وصل فيه السوق إلى 5132 حيث قمت بالدخول "شورت" ووصل إلى 3200 حيث قمت بإقفال عقود الشورت ومن ثم دخلت مرةً أخرى شارياً ليرتفع بعدها 200 نقطة بسبب خبر سخيف. كسبت من تلك العملية تقريباً 5 مليون دولار في يومٍ واحد. لقد كان يوماً جيداً.
الصحفي: لقد قلت بأنك تراقب السوق كل يوم، متى تأخذ وقتاً من الراحة؟
زنقر: بالنسبة لي فإن كل يوم في السوق هو بمثابة إجازة. إذا عملت في مجال البناء لمدة 20 عاماً مثلما عملت أنا ستفهم ذلك. عندما يكون السوق مفتوحاً فيجب علي أن أكون متواجداً، لا شيء يضاهي ذلك في المتعة والتشويق. إنه حب حياتي. إنني محظوظ جداً لأنني أقوم بما أقوم به وأحصل على أجر مقابله. لا يوجد أفضل من هذا الوضع. كل يوم يكون مختلفاً عن سابقه، وعقلك يكون مشغولاً في حل اللغز، هل تبقي عليه؟ هل تبيعه؟ مالذي سيحدث لاحقاً؟ لا يوجد شيء أكثر تشويقاً من ذلك. أقوم بأخذ وقت من الراحة كل 18 شهراً، ولكني لا استطيع أن أفكر في شيء غير التداول ومشاهدة السوق. عندما أكون في إجازة فإنني لا استطيع الانتظار لأعود للسوق حيث تكمن الإثارة.
مواقع النشر (المفضلة)