*******


الرحلة التعيسة @...
قطعت التذكرة وماكان لي أن أعرف مالذي سيحدث لي ، ولكن كنت’مؤمن بنصيبي عندما كنت’ جالساً بصالة مطار دوموديدوفو أنتظر لحظة صعود الطائرة عائداً إلى أهلي مثل كل إجازة ، تجمع ركاب الرحلة من كل أتجاه حيث’ بدأت صالة المغادرة الأخيرة تقتض بالمسافرون من كل الجنسيات . منهم من يحمل حقيبةَ صغيرة على ظهره ، ومنهم من يلبس بنطالاً قصير .. حتى الشقروات من النساء في كل زاويةً .. كانت المحطة إلى دبي في الوصول .
لكن ماحدث لم يكن في بالي عندما هبطت الاجساد على المقاعد ، وبدأ من حولي يتنفسون بعمق منهم من يضغط على ازرار شاشة المقاعد والأخرين يقرؤن نشرات السلامة .. واثنان يبحثون عن مقاعدهم ضائعون في ساحة المقاعد يفتحون ادراج الحقائب ..
أربع مضيفات ؛ ورجلان يملكون إبتسامة عريضة في الجمال لنا ، وكل شيء يبدوا لي على مايرام كانت هناك بالفعل أجساد صلبه تقبع في زاوية المقاعد لرجلين أعتقد أنهم من الجنسية الطاجكستانية ، وبجهة اليمين في المقعد الامامي رجلاً ايضاً ضخم ؛ وصلب يرتدي قميصاً مخطط مائل للأزرق الداكن ؛ وشعره مفلول متشعب رأيتهم يضحكون بقوة دون معرفة السبب الحقيقي لفرحهم العارم !
أقلعت الطائرة الكبيرة ، ما أنً أبتعدت في العلو حتى رأيت سلسلة من جبالاً ثلجية يتملكها البياض بجدارة في القمم كثيفة مصطفة ذات منظر بديع يدعو لطرد الأحزان والهموم حينها خيم الليل من حول النوافذ وشعرنا بالبرد .. بدأنا المضيفات بتوزيع الماكولات ، والمشروبات الروحية المحدودة لبعض الركاب من الجنسيات الغير مسلمة ! مرق الوقت ، وكلاً يفكر متى تأتي المضيفة لتأخذ بقية الوجبات . مضى الليل ، وبدأ حديث وقهقه كثيفة تخرج من هؤلاء الرجال الذي تحدثت عنهم حيث ذلك الضحك لم يروق للمسافرين سماعه ، وأنا واحداً منهم . حاولات مضيفة ومضيف تهديتهم . ولكن ربما .. لم يعد يشعرون بالنصيحة ! منهم من رأيته في عمق ظلام المقاعد يعطي خمسون دولارً للمضيفة حتى تجلب له قارورة صغيرة من النبيذ ذو اللون التفاحي الأحمر .. كان ذلك آمراً مزعج أدركت أنها ستكون ليلة تعيسة ؛ وبالفعل جلبت له مايريد ... وماهي إلا دقائق مرقت من زمن الرحلة حتى صعد االضحك الهستيري .. بدأو يشتمون بعضهم من على يساري ويميني " لم أفهم لغتهم جيداً لكنهم يضحكون ، وواحداً منهم ينطق طوال الرحلة عبااااااس ..... عباااااااس حتى نطق الذي على يمين الطائرة عبااااس ... عبااااس يضحك لم أفهم معنى عباس قلت في نفسي ربما قد لاتعني اسم إنما شيئاً آخر .. أجهله .. حتى واحدا منهم تارة يشد حزام بنطلونه الواسع يقوم من مقعده ، وشعر رأسه في كل أتجاه يخرج نقوداً لكي يعطي المضيفة لكنها لم تقبل ذلك ! . كان صاحبه يسخر منه ليرمي عليه مخدة صغيرة تستقر في جبين صاحبه .. كان الركاب القريبون منزعجون حتى جاء ملاح .. أعتقد أنه نائب مسئول الرحلة طلب منهم الهدوء بالكف عن التحرك في ممر الطائرة، وبأن يحترمون ركاب الرحلة . جلس الرجل الصلب كالقط الذي أرعبته قنابل الحروب لكنه نهض بعد دقيقتين كالأسد الذي فرت منه الفريسة بعد أنُ نهض أستدار ، وكانت قسمات وجه واضحة لي حتى قدحت نظري في عينيه كاللهب لكنه لايراني في عتمة ظلام المقاعد ..خطى بخطوات شد فيها بنطاله يرمق بنظره ببعضً الركاب غير مبالي ذاهبً الى الحمام ..
عاد من الحمام يخاطب عباس يتسكع ، ويتحدث بعاصفة من الضحك . كانت الرحلة تعيسة ؛ وشوشرة كثيفة لا أعتقد أنَ ذلك يحدث في داخل الطائرة قط . بدأت الطائرة في حينها تنخفض سرعتها وتقل ايضاً حتى رأيت أنوار دبي من بعيد ، وكل الركاب بدأو يربطون أحزمتهم حتى .. ثار وحداً منهم يريد إنزال حقيبته من الأدراج العلوية للطائرة ، والمضيفة تخاطبه بحده أجلس .. أجلس أرجوك " فلم تهبط الطائرة بعد ... كان ثملاً ؛ ولم يعد يشعر بتصرفاته البته ؟!" قفز رجلاً يرتدي نظارة عريضة كان بجانبه يحاول أن يلزمه بالجلوس وأصحابه الأخرين يضحكون لكنهم أقل حدة هذه المرة . هبطت الطائرة وهذا شأن الحياة كانت من الرحلات التعيسة المرهقة التي لم أوفق بها بسبب عبااااس عبااااس .

13 مارس 2019 م لعيون منتديات المضارب .