تذكرت الوحدة الشنيعة وكيف يكون المغترب منفرداً بغياهب الوجدان ، ربما يؤلمني كثيراُ أن أحمل هم من هم حولي لكني بتً على يقين بأن حلمي لن يتحقق يضيق هنا ؛ ويتسع هنااك في العالم الآخر الذي أسهبت فيه .
حد ماتبقى من العمر . لقد أشبعت غروري بحلماً قد لايحدث إلا في عالم .. الماوراء الخيالات .لم أعد أتذكر من مات في قريتي الطاهرة ، ومن كبر؛ وتزوج .لقد دفعت ثمناً باهضاً في بقائي بالغربة .. حيث فاضت دموعي حينما أقاتل الفشل أكتب رواية تلو رواية أعطي لمن يستحق .أمسي باليقين ؛ وبالمقابل يجذبني الحنين لصورة الملكة تلك ؟!"من يدري لعلي أصل الى مسقط القرية التي تنحدر منها عواطفي أرى رمالها الباقية ؛ وبيوتها الطينية .لقد ماتوا أهلها وتفرقوا .. أصبح سؤال على لساني هل رحلت معهم الملكة أم هي على قيد الحياة ! لم أجد في أرضها إلا بقايا تحمل عنوان البهوت . وجدت بأرضها رجلاً قصير القامة فوق رأسه قبعة من االصوف يحفر بئراً صغيراً والعرق يتصبب منه ! ما أرخص الدنيا حينما تكون النهايات !! أنصرفت من عند الرجل ، وسلكت طريق سبيلي بطاقة مهزومة بدوامة من الحزن الذي أصابني لحظة مارأيت حماس الرجل بالحفر .. لهذا العمق الذي أسرده ربما يعود السراب لي مرة أخرى .. فكل الأحلام محتملة ..لاتقبل إلا المنطق وكما هي تسود مع غيري أيضاً أقبل أنا المضمون حتى ، وأن كانت سحابة هائلة من الحزن تداهمني أبقى إنسان متواضع لايريد من الدنيا شيئاً سوى اليقين بالقدر وبأن كل شيء يتغير .

محبكم الماسي ليلة الأربعاء 6 مارس 2019 من الميلاد . طاولة المقهى