إن لجرير في كل باب من الشعر أبياتًا سائرةً هي الغاية التي يُضرب بها المثل فيُقال أن أغزل شعر قالتهُ العرب هو قوله :

إنّ العُيُونَ التي في طرفها حَوَرٌ
قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا.

وإن أمدح بيت قوله :

ألستم خيرَ منْ ركب المطايا ،
و أندى العالمين بطون راحِ ؟

وإن أفخر بيت قوله :

إذا غضبت عليك بنو تميمً ،
حسبتَ الناسَ كلهمُ غضابا .

وإن أهجى بيت قوله :

فغُضّ الطرفَ إنَّك من نميرٍ ،
فلا كعباً بلغت ولا كلابا

وإن أصدق بيت قوله :

إني لأرجو منك خيرًا عاجلًا ،
والنفسُ مولعةٌ بحبِّ العاجلِ

” على هذا اتفق علماء الأدب ، وأئمة نقد الشعر، على إنه لم يوجد في الشعراء الذين نشؤوا في ملك الإسلام أبلغُ من جرير “