في اعتقادي لابد من معرفة مسائل الخلاف وفقه الخلاف ونفرق ما بين أهواء وحق وكذلك باتباع القدوات الحسنة من العلماء في زمننا هذا والأخذ منهم .. وأن تتسع صدورنا للخلاف .. فالإنكار والنصيحة درجات ،
ودائمل ما ننسى أمر مهم جدا .. وهو نشر الخير وطلب العلم والعمل به ونشره بين الناس والدعوة إلى الله .. قبل وقوع المنكر والخطأ . . فلو نشرنا العلم والهدى وكثر العلم وملئت مجالسنا وبيوتنا بالعلم لزاد الإيمان في القلوب وتعلقنا بعلام الغيوب أكثر ، وكثر الأدب بيننا وحسن الخلق فينا وقل الجهل والهوى والزيغ بيننا ..
ولو أردت أن اضرب مثلا لحياة مثالية ومجتمع مثالي راقي في كل شيء لكان زمن صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام أقرب مثال لمجتمع مثالي . . وإن قلت لي هؤلاء صحابه . . قلت لك كيف كانوا قبل الإسلام من حيث الجهل والمنكرات وكيف أصبحوا بعد الإسلام !! في أنفسهم وحياتهم وأهليهم وفي أسواقهم وبيوتهم ونسائهم وأطفالهم وفي حياتهم كلها .. أليسوا بشراً مثلنا ..
لكنه القرآن والسنة يا قوم قد هذبا حياتهم ، فقلت فيهم المنكرات إنه العلم والعمل والقدوة الحسنة ..

الأمر الآخر وهو أمر النصيحة والتوجيه ..
فهو أيضاً درجات .. بحسب الحال ودرجة المخالفة وما تفضي إليه من أثر في قلوب الناس
لا شك أن النصيحة بستر على انفراد ادعى لقبول الحق والنصيحة.. لكن ليس على كل حال ..
فقد يحصل المنكر وخلاف الصواب بشكل علني ، في مجالسنا أو طرقنا أو حتى في بيوتنا وقل مثل ذلك في القروبات وقنوات التواصل والمنتديات وغيره.. فنحتاج معه
إلى هدوء وصبر وحكمة وبرهان وحجة .. وأخذ المنصوح بحب واحترام ، وإظهار التوجيه بشكل لائق .. ولا شك أن إخلاص الناصح لله .. والأدب في النصيحة مع العلم له شأن كبير في تأثر المنصوح وقبول الحق والنصيحة ..
فليس النصيحة على انفراد صحيحة دائما .. فقد يقع المنكر في مجلس أو بين أناس ومجموعة قد يأثر فيهم هذا الخطأ والجهل فيصدقون به وينقلونه إلى غيرهم .. وقد يكون صاحب المنكر جاحد وفاسق متجرأ على حدود الله .. فيكشف أمره ويفضح كيده للناس حتى يحذروا كيده وضلاله ..
فالمنكر العلني ينكر علني ( وأيضا خاص ) .. ليستفيد الجميع ويعرفون الحق ويرتدع صاحب الهوى الظاهر والخفي .. مع الأخذ طبعا بأدوات المناصحة والتوجيه .. بالدليل والحجة والحكمة والأدب ..
الكلام في النصيحة والانكار يطول .. وهو يحتاج إلى خبرة وذكاء وبصيرة مع العلم .. وكذلك الرحمة بالمنصوح واحتساب الأجر من الله .. فليس المطلوب منك أن تغير الناس لكن المطلوب أن تنصح بعلم وتنكر بالطريقة الأحسن والأنفع للفرد والمجتمع ..
وهنا سأضع رابط .. درر لشيخ الإسلام ابن تيتية رحمه الله في الإنكار والنصيحة .. نسأل الله الهداية والقبول والتوفيق للعلم والعمل الصالح .. .والله وأعلم وأعز واحكم .
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه .

فقه إنكار المنكر عند ابن تيمية - شبكة الألوكة
www.alukah.net › ... › فقه وأصوله