<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><span dir="LTR">"</span>القيمة" هي كلمة السر في أي استثمار، ففي الصناعات التحويلية دائمًا ما يكون البحث عن "القيمة المضافة"، وهي الفارق بين سعر المدخلات من مواد خام وعمالة وخلافه، وسعر المنتج النهائي، وكلما زاد هذا الفارق، ارتفعت الربحية.</span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وفي عالم الاستثمار، يبرز "المنهج القيمي" كأحد أكثر الأساليب فاعلية في تحقيق عوائد متميزة ومستدامة، حيث يقوم هذا المنهج على البحث عن الشركات التي تُتداول أسهمها بأقل من قيمتها الحقيقية، اعتمادًا على تحليل مالي عميق للأساسيات، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي والتقلبات اللحظية في الأسواق<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ورغم ارتباط هذا النهج بأسماء شهيرة مثل "وارن بافت"، فإن دراسة تجارب مستثمرين أقل شهرة تكشف عن نماذج عملية لرصد القيمة المضافة في الأسهم وتحقيق نتائج تفوق السوق<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/c6e8bfe6-5ea5-465c-9ade-ae54bac001bf.png" ></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><strong>لا للنشاط الزائد</strong></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >فعلى سبيل المثال، برز "آلان ميشام" كمستثمر يبحث عن القيمة، وهو من الذين أثبتوا أن النجاح في عالم المال لا يتطلب شهادة جامعية أو خلفية مصرفية تقليدية، حيث لم يكمل تعليمه الجامعي وبدأ رحلته الاستثمارية من مكتب صغير في مدينة سولت ليك الصغيرة، ليؤسس صندوق التحوط "أرلينغتون فاليو كابيتال" الذي أصبح من بين الأفضل أداءً في مجاله.</span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >فـ"ميشام" اتبع نهجًا استثماريًا بسيطًا لكنه صارم، منذ تأسيسه للصندوق في عام 1999، يقوم على التركيز على عدد محدود من الشركات عالية الجودة، والاحتفاظ بها لفترات طويلة<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ولم يكن لديه فريق كبير من المحللين، ولم يستخدم نماذج مالية معقدة أو أدوات مشتقة، بل اعتمد على فهم عميق لطبيعة الأعمال التي يستثمر فيها، وعلى تقييم المخاطر بعناية<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وبين عامي 2008 و2019، حقق صندوقه الرئيسي عائدًا تراكميًا مذهلًا بلغ 37.9</span></span></span>%<span ><span ><span >، وخلال 12 سنة تقريبًا سجل الصندوق نموا سنويا مركبا بلغ 18.36</span></span></span>%<span ><span ><span >، متفوقًا بشكل كبير على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، بل وعلى كثير من الشركات العملاقة ذات الصيت الكبير في عالم الاستثمار<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وحتى في عام 2008، عندما انهار السوق بنسبة 37</span></span></span>%<span ><span ><span >، حقق الصندوق مكاسب بنسبة 10.6</span></span></span>%<span ><span ><span ><span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ويؤمن ميشام بأن "النشاط الزائد هو عدو العوائد"، لذا كان يحتفظ بمحفظة مركزة تتكون من 8 إلى 12 شركة فقط، ويحتفظ بها لسنوات، وهو في ذلك يتبع النصيحة التي تعتبر الاستثمارات مثل "الصابون<span dir="LTR">" </span>كلما لمسته تناقص حجمه.</span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/a1e04f68-5e69-4399-9bac-c54c69d9f13f.png" ></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><strong><span dir="LTR">"</span></strong><strong>بافت" القدوة</strong></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ويبحث "ميشام" عن القيمة في الشركات التي تتمتع بـ"ميزة تنافسية دائمة"، أو التي تقدم منتجات أو خدمات ضرورية ولكنها تشكل جزءًا صغيرًا من تكلفة العميل، مثل تلك العاملة في قطاع توزيع البضائع<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >كما ابتعد "ميشام" عما كان يصفه بـ"الضجيج الإعلامي"، حيث يؤمن بأن كثرة المعلومات قد تخلق "وهمًا بالمعرفة"، وتشتت التركيز عن العوامل الأساسية التي تحدد جودة الشركة، وكان يركز على 3 إلى 5 متغيرات رئيسية في كل شركة، أبرزها مضاعف الربحية المستقبلي، ونمو الإيرادات والأرباح، والموقف التنافسي، وبعض العوامل المتعلقة بسهولة الوصول للمواد الخام والأسواق<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ومن أبرز ما يميزه قدرته على الصبر والانضباط العقلي، حيث لم يكن يتأثر بالتقلبات قصيرة الأجل، بل كان يرى أن القيمة الحقيقية للشركة تكمن في قدرتها على توليد تدفقات نقدية مستقبلية مستقرة، وعمل دائمًا بمبدأ "لا تشتر إلا عندما تكون مقتنعًا تمامًا"، ولذلك احتفظ بالكاش في بعض الأحيان لحين ظهور الفرص التي يراها جيدة<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >أما "موهنيش بابراي"، فقد بدأ حياته المهنية في مجال تكنولوجيا المعلومات، حيث أسس شركة صغيرة وباعها لاحقًا مقابل ملايين الدولارات<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وفي عام 1999، أسس صندوقه الاستثماري "بابراي إنفستمنت فاند" (<span dir="LTR">Pabrai Investment Funds </span>) بمبلغ أولي قدره مليون دولار، وقرر الاقتداء بنموذج "وارن بافت" الاستثماري، بل وقال إنه "ينقل منه بلا خجل".</span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >بين عامي 1999 و2018، نمت استثماراته بمعدل نمو سنوي مركب يقارب 13.4</span></span></span>%<span ><span ><span >، وفي بداية العام الحالي بلغت قيمة محفظته الأمريكية حوالي 235 مليون دولار، موزعة على 5 شركات فقط، مما يعكس تركيزًا شديدًا<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/79a1ad4b-2d18-45f5-9c1b-8feb468afb1a.png" ></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ويبحث "بابراي" عن القيمة بشكل محافظ، ويتبع نهج "إذا ربحت فاربح كثيرًا، وإذا خسرت فلا تخسر كثيرًا"، ويركز على الشركات الصغيرة ذات القيمة السوقية المنخفضة (حوالي نصف مليار دولار)، التي تكون "منسية" أو غير محبوبة في السوق، وبالتالي تكون محلا لقيمة مضافة أكبر من غيرها<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ويفضل الاستثمار في الأسواق الناشئة مثل الهند، وتركيا، وكوريا الجنوبية، حيث يرى فرصًا أكبر من السوق الأمريكي، وإن كانت أيضًا أعلى مخاطرة بسبب العوامل المرتبطة بسعر الصرف والاستقرار السياسي والاقتصادي، ولكنه يختار الأسواق الأكثر استقرارًا نسبيًا<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><strong>قوانين الثروة الخمسة</strong></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وفي إطار البحث عن القيمة في سوق الأسهم، يبرز "ديفيد أبرامز" الذي أسس شركته "أبرامز كابيتال مانجمنت" في عام 1999، ونمت أصول الشركة حتى أصبح أبرامز يدير أصولًا تتجاوز 10 مليارات دولار، منها 6.22 مليار دولار مستثمرة في 13 شركة فقط<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ويتبع "أبرامز" نهجًا صارمًا، يركز على الشركات ذات الأساسيات القوية، دون استخدام الرافعة المالية، ويفضل الاستثمار طويل الأجل في شركات ذات ميزات تنافسية واضحة، ويبتعد عن التداول النشط<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >أما "مايكل لي-تشين"، فهو رجل أعمال كندي يُعد من أبرز من تبنوا فلسفة الاستثمار القيمي بأسلوب خاص به، وذلك بعد أن صاغ ما أسماه "قوانين الثروة الخمسة"،<strong> وهي<span dir="LTR">:</span></strong></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >- امتلاك محفظة مركزة من شركات عالية الجودة<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >- فهم عميق لطبيعة الأعمال التي يستثمر فيها<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >- استخدام الأموال بحكمة، بما في ذلك أموال الآخرين<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >- الاستثمار في قطاعات ذات نمو طويل الأمد<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >- الاحتفاظ بالاستثمارات لفترات طويلة<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وبدأ "تشين" أعماله باقتراض نصف مليون دولار واستثمرها في شركة واحدة فقط، بناء على قناعته التامة بجودة أعمالها، وبعد أربع سنوات فقط، تضاعفت قيمة استثماره سبع مرات، مما مكنه من بيع الأسهم وتحقيق أرباح ضخمة<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >وبهذه الأرباح، اشترى شركة صغيرة لإدارة صناديق الاستثمار كانت تدير 800 ألف دولار فقط. وبفضل استراتيجيته القيمية، نما حجم الأصول إلى أكثر من 15 مليار دولار قبل أن يبيع الشركة لاحقًا إلى إحدى أكبر شركات التأمين في كندا<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><img src="https://argaamplus.s3.amazonaws.com/80257189-b0a0-464a-a455-f43d6bb20a24.png" ></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >ووصل تشين إلى رئاسة شركة "بورتلاند هولدينجز<span dir="LTR">"</span>، وهي شركة قابضة تمتلك مجموعة متنوعة من الأعمال في أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي، وتعمل الشركة تحت شعاره الاستثماري: "اشترِ، احتفظ، وازدهر"، وهو ما يعكس فلسفته في التركيز على القيمة الجوهرية للأعمال، وليس على تقلبات السوق قصيرة الأجل<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >واللافت أن هؤلاء المستثمرين جميعًا يركزون على شركات "مجهولة" بالنسبة للكثيرين، وتعمل في قطاعات مثل الفحم والطاقة والصناعات الدفاعية وصناعة الغذاء، باستثناء بعض الأسهم في "ألفابيت"، بما يؤكد أن لكل مستثمر منهم منهجه في دراسة السوق والبحث عن الفرص أو عن "القيمة".</span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span >كما تُظهر هذه النماذج أن القيمة المضافة في الأسهم ليست مجرد نظرية، بل هي منهج عملي يمكن تطبيقه بنجاح عبر أسواق متعددة، ومن قبل مستثمرين بخلفيات متنوعة، وما يجمعهم هو الانضباط، والفهم العميق، والقدرة على رؤية القيمة الحقيقية للأسهم، ليس فقط بناءً على مضاعف الربحية، بل من خلال استقراء شامل وواسع للسوق<span dir="LTR">.</span></span></span></span></p>

<p dir="RTL" ></p>

<p dir="RTL" ><span ><span ><span ><span ><strong>المصادر: أرقام- فوربس- هيدج فاند ألفا- بروكينجز- نيويورك تايمز- إنفستوبيديا</strong></span></span></span></span></p>


المصدر...