لشكر ابو ابراهيم
من الشارات اعلاه نستنبط ان السوق انهى تصحيحه
وشارت روعه الله يحفظك ويزيدك علماً يابو عبدالله
لشكر جوسق
كيف ينمو الاقتصاد السعودي نمو جيد بينما سوق الأسهم يهبط إلى قيعان تاريخية؟
مشهد يبدو متناقضاً لكن وراءه تفسير اقتصادي واضح: وهو أن النمو الحالي وتسارع المشاريع يستنزف السيولة بدل أن يغذيها
في الاقتصادات المنتجة واللي سوق العمل فيها يعتمد على عمالة وطنية فالنمو يعني توسع الإنتاج والدخل وزيادة دوران الأموال محلياً
لكن عندنا مضاعف الانفاق في الاقتصاد منخفض المشاريع الكبرى تعتمد بقوة على:
استيراد مواد ومعدات وتقنيات من الخارج
استقدام عمالة أجنبية
وهذا يعني أن جزء كبير من الإنفاق يخرج للخارج بدل أن يعيد تدوير السيولة داخلياً
بالتالي: النمو = خروج أموال وليس زيادة سيولة
النمو هنا وإن كان يتسبب بتسرب جزء كبير من الأموال للخارج إلا أنه يبني أصولًا ثابتة ويعزز الطاقة الإنتاجية للاقتصاد على المدى الطويل
لكن هذا الأثر بعيد لا يظهر اليوم بينما الضغط على السيولة حالي وفوري
بالتالي: النمو = خروج أموال في المدى القصير مع تراكم أصول منتجة في المدى البعيد
وبرزن شح السيولة ليس فقط لارتفاع الانفاق على المشاريع بل لها علاقة بانخفاض تدفق دولارات النفط بسبب انخفاض اسعار النفط دون توقف في تسارع المشاريع
لو رجعنا لدورات النفط السابقة:
2004–2014: النفط مرتفع > توسع إنفاق ومشاريع بسهولة بدون ضغط على السيولة
2015–2017: النفط منخفض > خفض الإنفاق لتفادي أزمة سيولة
أما اليوم: أسعار النفط متراجعة نسبياً لكن الإنفاق الرأسمالي يتسارع (رؤية 2030 + مشاريع pif)
ولأول مرة نشهد هذا التزامن: مشاريع عملاقة + تدفقات نفطية أقل = ضغط غير مسبوق على السيولة
هنا تظهر مزاحمة السيولة:
الحكومة عندما تتوسع في الإنفاق والاقتراض وكذلك شركات صندوق الاستثمارات والشركات الكبرى تسحب سيولة من السوق عبر الاقتراض البنكي وإصدار السندات والصكوك
فينقص ما يتبقى للاستثمار في الأسهم
ولا ننسى دور الفائدة
الفائدة عندنا صحيح أنها مرتبطة بالفيدرالي لكن شح السيولة جعل البنوك ترفع العوائد أكثر لجذب الودائع
فأصبحت الفائدة:
قناة تجذب السيولة بعيداً عن الأسهم
وترفع تكاليف التمويل على الشركات > فتضغط على ربحيتها
فأثر الفائدة على الشركات المدرجة في السوق عامل ضغط مزدوج على السوق والشركات
في السعودية اليوم:
وديعة 3 أشهر تعطي أكثر من 5%
بينما في الإمارات أو قطر أو الكويت أو البحرين بالكاد تصل الفائدة 4% سنوياً
بالرغم أن عملاتها مرتبطة بالدولار مثلنا
السبب؟
ضغط السيولة في السعودية أشد من بقية الخليج لأن حجم المشاريع الحكومية والخاصة أكبر بكثير من التدفقات النفطية الحالية
وهكذا تتجه السيولة إلى:
الودائع مرتفعة العائد
الصكوك والسندات
بدلاً من الاستثمار في الأسهم فتضغط على أسعار الأسهم
وهذه فرصة قد لا تتكرر لكننا لن ندركها إلا على المدى الطويل
فالنفط لن يبقى منخفضاً وأثر المشاريع الإيجابي سيبدأ بالظهور على المدى الطويل وتسارع الإنفاق سينخفض مع اكتمال البنية الأساسية
ومع زيادة المحتوى المحلي وجهود التوطين في سوق العمل سيرتفع مضاعف الإنفاق مستقبلاً ويصبح أثر كل ريال يصرف أعمق في الاقتصاد
الاقتصاد السعودي متين وقوي… وأعتقد أن سوق الأسهم السعودية جذابة جداً اليوم
——————————————————
منقول للفائده
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 12 (0 من الأعضاء و 12 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)