نائب المراقب العام
محـ اليتامى ـب
الحالة
غير متصل
شَهْرُنَا شَهْرُ صُلْحٍ وَفَتْحٍ مُبِينٍ1446/11/25هـ

شَهْرُنَا شَهْرُ صُلْحٍ وَفَتْحٍ مُبِينٍ1446/11/25هـ
الحمدُ لله رَزَقَ الْمؤمنينَ فَتْحَاً مُبِينَاً, أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له ربَّاً عليماً حكيماً,
وَأشهدُ أنَّ محمداً عبد ُالله وَرَسُولُه أَرْسَلَهُ اللهُ شَاهِدَاً وَمُبَشِّرِاً ونَذَيرَاً, صلَّى الله وسلَّم وَبَارَكَ عليه وعلى آله وأصحَابِه,
وَمَنْ اتَّبعَ سَبِيلَهُمْ وَسَلَّمَ تَسلِيماً مَزيداً, أمَّا بعدُ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .
عبادَ اللهِ: مَنْ مِنَّا مَنْ لا يَشْتَاقُ لِبيتِ اللهِ الحرامِ؟ كَيفَ وَقَدْ قالَ الشَّيخُ السَّعديُّ رَحِمَهُ اللهُ:
(إنَّ اللهَ جَعَلَ في الحجِّ سِرَّاً عَجِيبَاً جَاذِبَاً لِلقُلوبِ، فَكُلَّمَا أَكْثَرَ العبدُ التَّرَدُّدَ إليه ازدادَ شُوقُهُ وَعَظُمَ وَلَعُهُ وَتَوْقُهُ إليهِ).
أيُّها الكرامُ: هذا الشَّوقُ يكونُ لعامَّةِ النَّاسِ, فَكَيفَ بِمَنْ وُلِدوا فيها؟ وَطَافُوا بينَ أَركانِ بَيتِهِ وَشَرِبُوا من زَمْزَمِهِ لِسِنِينَ طَوِاَلٍ؟
فَقْد أَخَذَ الشَّوقُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وصحابتِه كُلَّ مَأْخَذٍ بَعْدَ غَيابٍ دَامَ سِتَّ سنواتٍ لم يُؤدُّوا فيه حَجَّاً ولا عمرةً,
ومِن الْمُبَشِّرَاتِ ِأنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّه دَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْمَسْجِدَ الحَرَامَ وَأَخَذَ مِفْتاحَ الكعبة!
وَطَافُوا وَاعتَمَرُوا وَحَلـَّقَ بَعْضُهم وَقَصـَّرَ آخَرُونَ! فاستبشرَ الرَّسُولُ بِذِلِكَ وَبَشَّـرَ أَصحَابَهُ فَفَرِحُوا وَحَسِبُوا أنَّهم دَاخِلُونَ مَكَّةَ عَامَهُم هذا,
وفي شَهْرِ ذِي القَعدَةِ من السَّنةِ السَّادسةِ للهجرةِ النَّبويةِ أعلنَ رسولُ اللهِ في الحاضرةِ والباديةِ
أنَّه يريدُ مَكَّة َلِأَدَاءِ العُمْرةِ فَقَطْ لا يُريدُ لا حَرْباً, ركِبَ ناقتَهُ القَصْواءَ وَخَرَجَ بِأَلْفٍ وَأَرْبَعِ مِائَةِ رَجُلٍ
وَمَعَهُ زَوجَتُهُ أُمُّ سَلَمةَ رضي اللهُ عنها, وَسَاقَ مَعَهُ مِنْ الهَدْيِّ سَبْعِينَ بَدَنَةً وَأَحْرَمَوا مِنْ ذِي الحُلَيفَةِ وأهلَّ بالعمرةِ
وقال: لبيكَ اللهمَّ لبيك لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لكَ والْملكُ لا شريكَ لكَ,
فأخذَ النَّاسُ يُلبُّون وَأَمَامَ أَعْيُنِهم بَيتُ اللهِ الحَرَامِ, وانتشر خَبَرُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى مكة َ مُعتَمِرَاً مُسالِماً,
ولكنَّ قُرَيْشَاً غَاضَهَا هَذَا الخُرُوجُ واعْتَبْرَتُهُ تَحدٍّ صَارِخٍ يَمَسُّ كرامتَها وأَحَقِيتَها في البيتِ الحرامِ,
فاجتمعوا وَقَرَّروا أَلاَّ يَدخُلَ مُحَمَّدٌ وَأَصحَابُهُ مَكَّة َ عامَهم هذا فأعلنوا حالةَ الحربِ, وخَرَجُوا بِأَطفَالِهم وَنِسَاءِهم دَلِيلاً على بَسَالتِهم وطولِ مُقامِهم, وَأَمـَّـروا خالدَ بنَ الوليدِ وحَشَدوا ما يُقاربُ ثمانيةَ آلافِ مُقَاتلٍ وَعَسْكَرُوا في عَددٍ من الْمَوَاقِعِ حَولَ مَكَّةَ, فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (يَا ويحَ قُرُيشٍ لَقد أَكلَتهُمُ الحَرْبُ، ماذا عليهم لو خَلَّوا بيني وبينَ سَائِرِ النَّاسِ). فَسَلَكَ رَسُولُ اللهِ طَرِيقَاً وَعِراً بين الشِّعابِ لِيَتَحَاشَى القِتَالَ ولِيَحقنَ الدِّمَاءَ,
حَتَّى اضْطَرَّهُمُ خالدُ بنُ الوليدِ إلى طَرِيقِ الحُدَيْبِيةِ بَدَلاً من التَّنعيم, فَخَرَجَت قريشٌ إلى الْحُدَيْبِيَةِ وعَسْكَرَتْ دَاخِلَ الْحَرَمِ مُصَمِّمةً على الْمَنْعِ والقِتَالِ. وَأَثْنَاءَ سَيرِ النَّبِيِّ بَرَكَتْ ناقتُهُ وَكَانَت مِنْ أَجْوَدِ النُّوق ِالْمَطَاويِعِ فَقَالُوا: خَلأَتِ القَصْوَاءَ يعني حَرَنت فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(ما خَلأتْ
وما هو لها بِخُلُقٍ ولكنْ حَبَسَها حابسُ الفيلِ عن مَكَّةَ).
اللهُ أكبرُ عِبَادَ اللهِ: حِينَهَا قَال:(والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَسْأَلُونِي خُطةً يُعظِّمونَ فيها حُرُمَاتِ اللهِ إلَّا أَعْطَيتُهُمْ إيَّاهَا). فَنَزَلُوا على بِئْرِ الْحُدَيبِيَةِ وكانت قَلِيلةَ الْماءِ فانْتَزَعَ سَهْمَاً فَجَعَلَهُ فيها فَجَاشَ بالرَّي فارتَووا جَمِيعاً, أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .أقولُ ما سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُم فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ.
يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب

مواقع النشر (المفضلة)