لماذا كانت قصة يوسف من أحسن القصص ؟..
كونها من جملة قصص القرآن في سورة كسائر سور القرآن،
لها تأثير في حياة الأمم؛


فمن عمل بما فيها من مقومات الفوز والنجاح فاز وسعد، وآل أمره إلى خير .
كما أن قصة يوسف وقصص القرآن جميعها تقتصر على مواطن العبر والعظات دون
تعرض لفضول الأحداث، فذكر اللباب وترك الفضول من سمات كلام الله تعالى .


= نستطيع أن نقول : إن سورة يوسف هي سورة الرؤى،
فقد ورد في القرآن ذكر سبع رؤى في ستة مواضع :
ثلاثة مواضع اشتملت على أربعة رؤى جاءت في سورة يوسف، وهي :
قول الله تعالى : ]إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ..(4 )[

ثم الموضع الثاني وفيه رؤيتا صاحبي السجن .
ثم جاءت الرؤيا الرابعة في الموضع الثالث من السورة،
وهي رؤيا الملك وتلك رؤية عظيمة جداً .

وفي بقية القرآن نجد في سورة الأنفال ذكر الرؤيا في قول الله تعالى :
]إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ[ [ لأنفال: 43].


ثم في الصافات في قصة إبراهيم مع إسماعيل عليهما السلام، قال الله عز وجل :
]فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ[[ الصافات : 102].


والموضع السادس والأخير جاءت فيه الرؤيا السابعة، وهي رؤيا النبي صلى الله عليه
وسلم التي أخبر الله عز وجل عنها في سورة الفتح، فقال سبحانه :
]لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ[[ الفتح : 27].


فهذه سبعة رؤى في القرآن .. وقد يتساءل متسائل فيقول :
أين رؤيا سورة الإسراء التي قال الله جل وعلا فيها :
]وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ[[ الإسراء : 60].
والجواب : إن هذه الرؤيا رؤيا عين، وليست رؤية منامية على الصحيح، وكذلك فسرها
ابن عباس رضي الله تعالى عنه كما في البخاري .


= الرؤيا ليست من مصادر التشريع أو التلقي فلا تُستحدث بها بدع،
ولا تُشرّع بها

أحكام؛ لأن الدين قد كمل، يقول تعالى :
(
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) المائدة : 3]

ولا تُعرض الرؤى إلا على من يحب،
وكذلك أهل التقى والصلاح والرأي الذين يلتمس

عندهم تأويلها، دون غير هؤلاء ممن لا يُعلم ما يكنون له،
فضلاً عن الدجالين والمشعوذين


الذين يستعينون بالشياطين في التأويل .