لنا وقفة مع هذه القصة، فمن خلال هذا السياق نلمس صدق ابن مسعود - رضي الله عنه - وحسن نيته،
وصحة قصده في دعوته لزاذان، مما كان سبباً في هداية الرجل وتوبته
وكما قال عبد القادر الجيلاني (ت 561 هـ) - رحمه الله - معلقاً على تلك القصة:
« انظر إلى بركة الصدق والطاعة وحسن النية، كيف هدى الله زاذان بعبد الله بن مسعود لما كان صادقاً حسن السيرة،
فلا يصلح بك الفاسد حتى تكون صالحاً في ذات نفسك، خائفاً لربك إذا خلوت،
مخلصاً له إذا خالطت غير مراء للخلق في حركاتك وسكناتك،
موحداً لله - عز وجل - في ذلك كله وحين يزاد في توفيقك وتسديدك،
وتحفظ عن الهوى والإغواء من شياطين الجن والإنس والمنكرات كلها والفساق والبدع والضلالات أجمع،
فسيزال بك المنكر من غير تكليف، ومن غير أن يصير المعروف منكراً، كما هو في زماننا، ينكر أحدهم منكراً واحداً،
فيتفرع منه منكرات جمة، وفساد عظيم.. »