ومن منا لا يعرف
الشيخ علي الطنطاوي في بلاغته وفصاحته وطيب حديثه وكلامه؟!

في متعة الأقوال بثُّ شجونه * فحديثه وكلامه إمتاع

ومع هذا وذاك فقد ذكر الطنطاوي عن نفسه في ذكرياته أنَّه كان يصاب بالارتباك والتعرق الشديد قبل أن يدخل على الناس في المجلس، وقبل أن يبدأ بخطبته أو موعظته وأنَّ هذا الشيء قد لازمه مدَّة ليست بالقصيرة!

وآخرون آتاهم الله من فنون القتال والخبرة العسكريَّة والشجاعة والصلابة والقوَّة، والتي ما إن يتذكرهم شخص حتَّى يستشعر قوَّتهم ومتانتهم،
ولعلَّ ما يشهد لذلك ما حدث في عام 76هـ حينما قاتل
الحجَّاج بن يوسف الثقفي الخوارج وكان منهم غزالة الحروريَّة زوجة شبيب الشيباني الخارجي،

حيث بعث له الحجَّاج خمسة قوَّاد فقتلهم شبيب الخارجي واحداً بعد الآخر ثمَّ سار إلى الكوفة وحاصر الحجَّاج، وكانت معه زوجته غزالة وكانت شديدة القوة عديمة النظير في الشجاعة،
بل ذكر بعض المؤرخين أنَّ غزالة حينما برزت للحجَّاج لمقاتلته لم يستطع مقاتلتها لما رأى من شدَّة بأسها فجبن وخاف،
فعيَّره أحد الشعراء وقال:

أسد عليَّ وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلاَّ برزت إلى غزالة في الوغى *** أم كان قلبك في جناحي طائر



صيد الفوائد / يتبـــــــــــــــــــع