* الدعاء بتضرع وانكسار نفس:

قال العلامة *** رجب رحمه الله: المؤمن إذا استبطأ الفرج, وأيس منه بعد كثرة دعائه, وتضرعه, ولم يظهر عليه أثر الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة, وقال لها: إنما أُتيتُ من قبلك, ولو كان فيك خير لأُجبتُ, وهذا اللوم أحبُّ إلى الله من كثير من الطاعات, فإنه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه بأنه أهل لما نزل به من البلاء, وأنه ليس بأهل لإجابة الدعاء, فلذلك تُسرعُ إليه حينئذ إجابةُ الدعاء وتفريج الكرب, فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: الله تعالى قدر من ألطافه وعوائده الجميلة أن الفرج مع الكرب, وأن مع اليُسر مع العسر, وأن الضرورة لا تدوم فإن حصل مع ذلك قوة التجاء وشدّة طمع بفضل الله ورجاء وتضرع كثير ودعاء, فتح الله عليهم من خزائن جوده ما لا يخطر بالبال.

* كثرة ذكر الله عز وجل:

قال العلامة *** القيم رحمه :ذكر الله يُسهل الصعب ويُيسر العسير ويُخفف المشاق, فما ذكر الله عز وجل على صعب إلا هان وعلى عسير إلا تيسر ولا مشقة إلا خفت ولا شدة إلا زالت, ولا كربة إلا انفرجت, فذكر الله تعالى هو الفرج....بعد الغم والهم

وأخيراً
ليكن الإنسان متفائلاً, فشدة الظلام تعني قرب بزوغ الفجر, والأمور إذا اشتدت فهذا يعني أن الفرج بفضل الله قريب, فالنصر مع الصبر, والفرج مع الكرب, واليسر مع العسر, قال العلامة *** عثيمين رحمه الله: ليعلم أن هذه المصائب من الأمراض وغيرها لن تدوم؛ فإن دوام الحال من المحال، بل ستزول إن عاجلًا أو آجلًا، لكن كل ما امتدَّت ازداد الأجر والثواب، وينبغي في هذه الحال أن نتذكَّر قول الله تبارك وتعالى: ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) [الشرح: 5، 6]، وأن يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسرِ يسرًا )
وقال رحمه الله: الإنسان كلما مضى عليه ساعة رأى أنه أقرب إلى الفرج وزوال هذه المصائب؛ فيكون في ذلك منشطًا نفسه حتى ينسى ما حلَّ به، ولا شك أن الإنسان الذي ينسى ما حلَّ به أو يتناساه، لا يُحسُّ به فإن هذا أمر مشاهد إذا غفل الإنسان عمَّا في نفسه من مرض أو جرح أو غيره، يجد نفسه نشيطًا وينسى، ولا يحسُّ الألم، بخلاف ما إذا ركز شعوره على هذا المرض أو على هذا الألم، فإنه سوف يزداد"
اللهم فرج كروب المكروبين, ونفس همومهم, ويسر أمورهم.




كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ