نائب المراقب العام
محـ اليتامى ـب
الحالة
غير متصل
رد: شهر شعبان ومواسم الخير. للشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
من أراد جودة الحصاد
قال أحد الصالحين: «شهرُ رجب هو شهرُ الزرع، وشهرُ شعبان هو شهرُ سَقْيِ الزرع، وشهرُ رمضان هو شهْرُ حَصادِ الزرع.»
فمن أراد جودة الحصاد في رمضان فعليه برعاية الزرع في شعبان وسقيِه والاعتناء به.
فاحرص ـ أخي المسلم ـ على أن لا يدخلَ عليك رمضان إلاّ وأنت طاهِرٌ نقيّ، فإنّ رمضانَ عِطر، ولاَ يُعطَّرُ الثّوبُ حتى يُغسَل، وهذا زمنُ الغسل، فاغتسلوا من درَن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا.
اتّقوا الشركَ فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتَّقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به.
وقال الإمام ا بن القيم، رحمه الله:
“وفي صومه -صلى الله عليه وسلم- أكثر من غيره ثلاث معان:
أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما شُغِل عن الصيام أشهراً، فجمع ذلك في شعبان؛ ليدركه قبل الصيام الفرض.
الثاني: أنه فعل ذلك تعظيماً لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيماً لحقها.
الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.
نصيحة على عتبات الشهر الكريم
أخرج مسلم من حديث معقل بن يسار، عن النبي الأكرم صَلَّى الله عليه وسَلَّم قوله: «العبادة في الهرج كالهجرة إليَّ». وخرجه الإمام أحمد في مسنده، ولفظه: «العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ».
وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يَتَّبعون أهواءهم، ولا يرجعون إلى دين، فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد مَن بينهم مَن يَتَمَسَّك بدينه، ويعبد ربه، ويتَّبع ما يرضيه، ويجتنب ما يغضبه؛ كان بمنزلة مَن هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم مؤمنًا به، متَّبعًا لأوامره، مجتنبًا لنواهيه.
وعلى سبيل المثال من الممكن أن يضع المسلم لنفسه برنامجًا فيبادر إلى تطبيقه والعمل به مثل:
المسارعة بالتوبة، وكثرة ذكر الله
أول ما يبدأ به المسلم ويستقبل هذا الشهر، وليعوّد قلبه ولسانه على ذكر الله تعالى حتى يصير سهلا عليه لا يكاد ينساه إلا قليلا.
الإكثار من تلاوة القرآن
واتخاذ ورد يومي لا يتأخر عنه، وليكن جزءًا واحدًا من القرآن أو أكثر إن سهل عليه الأمر. ومن الأجدر أن يستعين على تلاوة القرآن ببعض كتب التفسير الموثوقة التي تسهّل عليه التلاوة وتُعينه على فهم ما يستشكل من آيات؛ فيستقبل شهر رمضان بحسن تدبر لما سوف يقرأ من آيات.
المسارعة إلى الصلح والتسامح مع الخصوم
وليذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا».
تعويد النفس الصيام واحتساب الأجر عند الله
وتذكير النفس بما أهملت من عبادات؛ من صدقة، وصلة رحم، وبر، ومساعدة للمحتاجين وتهذيبها بكل ما يتيسر من العبادات والطاعات وفعل الخيرات.
قيام الليل
والتقرب إلى الله، والدعاء بأن يبلغه رمضان؛ فكم من أُناس حيل بينهم وبين رمضان قبل حلوله بسويعات!
محاسبة النفس
وتذكيرها بذنوبها وسرعة التوبة منها وعدم التسويف أو التأجيل إلى رمضان.
خاتـــــمة
إننا نتقلب بين الأيام والليالي، وقريبا سننقلب الى ربنا تعالى؛ فلا بد من التشمير لمن أراد الجد وصدق الطلب.
واقتناص مواسم الخير دليل على الصدق.. والله تعالى يعين الطالبين؛ لعلهم الى مقصدهم يصلون.
يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب

مواقع النشر (المفضلة)