نائب المراقب العام
محـ اليتامى ـب
الحالة
غير متصل
رد: خطر النفاق مع بيان أنواعه للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
الْإِنْسَانُ يَجْتَهِدُ فِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُهُ لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
وَعَلَيْهِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي أَنْ يَكُونَ بَعِيدًا عَنْ مُوَاقَعَةِ مَا يَخْدِشُ حَدَقَةَ عَيْنِ تَوْحِيدِهِ, وَأَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا لِغَيْرِ اللهِ, وَأَنْ يُحَرِّرَ نِيَّتَهُ لِلَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَحْدَهُ.وَعَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْلَمَ أَيْضًا أَنَّهُ رُبَّمَا يُوَسْوِسُ فَيَدَعُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ؛ خَوْفًا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الرِّيَاءِ؛ هَذَا رِيَاءٌ.فَتَرْكُ الْعَمَلِ لِأَجْلِ النَّاسِ رِيَاءٌ.وَأَمَّا الْعَمَلُ لِأَجْلِ النَّاسِ فَشِرْكٌ.فَاحْذَرْ هَذِهِ؛ لِأَنَّهُ كَمَا تَعْلَمُ: الْفَضِيلَةُ وَسَطٌ بَيْنَ رَذِيلَتَيْنِ.الشَّجَاعَةُ وَسَطٌ بَيْنَ التَّهَوُّرِ وَالْجُبْنِ.الْكَرَمُ وَسَطٌ بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالْبُخْلِ.فَدَائِمًا تَجِدُ الْفَضِيلَةَ وَسَطًا بَيْنَ طَرَفَيْنِ بَيْنَ نَقِيضَيْنِ.فَإِذَا تَوَسَّطْتَ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَفْلَحْتَ وَأَنْجَحْتَ.إِذَا وَسْوَسْتَ سَتَتْرُكُ الْأَعْمَالَ كُلَّهَا وَلَنْ تَعْمَلَ شَيْئًا؛ يَعْنِي: يَأْتِي الشَّيْطَانُ الْعَبْدَ؛ فَيُوَسْوِسُ لَهُ, وَيَقُولُ: سَتَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَرَاكَ النَّاسُ؛ فَدَعْهُ.إِذَا تَرَكْتَ الْعَمَلَ لِأَجْلِ النَّاسِ؛ أَنْتَ لَحَظْتَ النَّاسَ فِي أَصْلُ الْعَمَلِ هَذَا هُوَ الرِّيَاءُ.
وَإِنَّمَا تُرَاغِمُ الشَّيْطَانَ وَتُرْغِمُهُ, وَتَجْعَلُ أَنْفَهُ فِي التُّرَابِ وَتَعْمَلُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ, وَتَجْتَهِدُ فِي أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَحْدَهُ.فَالْإِنْسَانُ لَا يُوَسْوِسُ فِي هَذَا الْبَابِ، وَلَكِنْ لَا يُغْفِلُهُ؛ فَهُوَ مِنْ أَهَمِّ الْأَبْوَابِ فِي الْعِلْمِ, بَلْ هُوَ الْبَابُ الرَّئِيسُ, الْبَابُ الْأَعْظَمُ الَّذِي لَا يُدْخَلُ إِلَى دِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْإِخْلَاصُ.وَالْإِنْسَانُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُخْلِصًا إِلَّا إِذَا نَحَّى النِّفَاقَ وَالرِّيَاءَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ خَالِصًا.وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمَرْءُ مُخْلِصًا وَهُوَ يُهْمِلُ مَعْرِفَةَ هَذَا الْبَابِ؛ فَقَدْ يَكُونُ مُمْتَلِئًا بِالنِّفَاقِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. قَدْ يَكُونُ الْإِنسَانُ مُمْتَلِئًا بِالنِّفَاقِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ!!هَذِهِ أُمُورٌ مُهِمَّةٌ يَنْبَغِي عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي مَعْرِفَتِهَا.كَانَ بَعْضُهُمْ إِذَا جَلَسَ لِيَقْرَأَ فِي كِتَابِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فَمَرَّ بِهِ الرَّجُلُ وَنَظَرَهُ, ثُمَّ عَادَ ذَلِكَ الرَّجُلُ كَانَ يُخْفِي هُوَ مُصْحَفَهُ بِثِيَابِهِ، يَقُولُ: لَا يَرَانِي هَذَا مَرَّتَيْنِ أَنْظُرُ فِي كِتَابِ اللهِ.يُخْفِي عَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ.يَتَعَلَّمُ الْإِخْلَاصَ وَيَتَعَلَّمُ كَيْفَ يَخْرُجُ مِنَ الرِّيَاءِ.أَمَّا مَا نَحْنُ فِيهِ!! فَإِلَى اللهِ الْمُشْتَكَى, وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.وَلِذَلِكَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَصُومُ؛ يَقُولُونَ: يَصُومُ أَرْبَعِينَ سَنَةً؛ يَعْنِي مَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الصِّيَامِ أَوْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا, وَلَا يَعْلَمُ بِذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ؛ دُكَّانُهُ فِي سُوقٍ؛ فَيَأْخُذُ الطَّعَامَ فِي الصَّبَاحِ كَأَنَّهُ سَيُفْطِرُ بِهِ, وَقَدْ عَقَدَ الصِّيَامَ؛ فَإِذَا مَا خَرَجَ بِالطَّعَامِ تَصَدَّقَ بِهِ, وَيَعُودُ مَعَ الْمَغْرِبِ يُقَدِّمُونَ لَهُ عَشَاءَهُ, وَهُوَ يُفْطِرُ عَلَيْهِ وَلَا يُخْبِرُ بِذَلِكَ أَحَدًا, لَا تَعْلَمُ بِذَلِكَ امْرَأَتُهُ وَلَا وَلَدُهُ .كَانَ بَعْضُهُمْ رُبَّمَا بَكَى مِنْ خَوْفِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَرَأْسُهُ عَلَى الْوِسَادَةِ إِلَى رَأْسِ امْرَأَتِهِ؛ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ وِسَادَتُهُ؛ لَا تَدْرِي بِذَلِكَ امْرَأَتُهُ مِنْ إِسْرَارِ بُكَائِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ؛ لَا تَطَّلِعُ عَلَى ذَلِكَ حَلِيلَتُهُ, وَرَأْسُهَا إِلَى رَأْسِهِ عَلَى وِسَادَةٍ وَاحِدَةٍ.الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ -جَلَّ وَعَلَا- فِي الْأَعْمَالِ، وَالْبُعْدُ عَنِ الرِّيَاءِ وَالنِّفَاقِ وَالسُّمْعَةِ، وَالْإِقْبَالُ عَلَى اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.فَنَحْنُ لَا نَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ؛ لِأَنَّنَا حَقَّقْنَاهُ, وَإِنَّمَا دَائِمًا يَحْرِصُ الْعَبْدُ عَلَى تَذْكِيرِ نَفْسِهِ بِمَا يُقَصِّرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْخَيْرِ, وَتَذْكِيرِ نَفْسِهِ بِخَطَرِ مَا يَقَعُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الشَّرِّ.فَمِنْ هَذَا الْبَابِ نَتَكَلَّمُ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ؛ لَا أَنَّنَا بِمَبْعَدَةٍ عَنْهَا؛ نَعْلَمُهَا وَلَكِنْ لِأَنَّنَا نَتَوَرَّطُ فِيهَا.نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَنَا وَإِيَّاكُمْ وَالْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.فَهَذَا تَذْكِيرٌ لِنَفْسِي أَوَّلًا, وَلِإِخْوَانِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاهُمُ الْإِخْلَاصَ, وَأَنْ يُجَنِّبَنِي وَإِيَّاهُمُ النِّفَاقَ وَالرِّيَاءَ وَالسُّمْعَةَ, وَأَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاهُمْ مِنَ الْخَالِصِينَ الْمُخْلَصِينَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ, وَأَنْ يُحْسِنَ لِي وَلَهُمُ الْخِتَامَ أَجْمَعِينَ.وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب

مواقع النشر (المفضلة)