المهارة التي يفتقر إليها الأغلبية في سوق الأسهم..
تعرف عليها..

قبل الحديث عن مهارات سوق الأسهم دعنا نطرح عليك السؤال التالي من عالم كرة القدم، برأيك عند تسديد ركلة الجزاء متى تكون فرصة حارس المرمى أكبر في صد الكرة؟ هل يقفز يمينا أم شمالا أم يبقى في مكانه؟ في عام 2005 نشرت دراسة تناولت تحليل 286 ركلة جزاء تم احتسابها في مختلف الدوريات والبطولات العالمية الكبرى وخلصت الدراسة إلى أن حراس المرمى بنسبة 94% من الحالات قفزوا إما إلى اليمين أو إلى اليسار واشارت الدراسة إلى أن فرصة حراس المرمى في التصدي للضربة تكون أعلى بنسبة 60 % إذا ظل الحارس ثابتا في مكانه لكن عند سؤال حراس المرمى لماذا لا يثبتون في وسط المرمى تكررت الإجابة بأنهم عندما يقفزون إلى اليمين أو اليسار يشعرون بأنهم بذلوا جهدا وفعلوا شيئا ما بغض النظر عن الاتجاه الذي ستذهب إليه الكرة. نفس المنطق، ينطبق على أغلب المشاركين في سوق الأسهم، وخصوصا الهواة أو حديثي العهد منهم بالسوق. فهم لا يطيقون الانتظار ومراقبة الوضع في السوق بتأن وعدم اندفاع ومقاومة البيع وال**** ما يؤدي إلى إفراطهم في التداول. كما أن لديهم انطباعا خاطئا بأن المستثمرين الأذكياء يقضون أغلب أوقاتهم في البيع أو ال**** وتعديل محافظهم الاستثمارية، غير أن الواقع يشير إلى أن نهج كبار المستثمرين العالميين أبسط من ذلك بكثير. باختصار، هم يقومون بواجبهم التحليلي جيدا في اختيار و**** الأسهم الجيدة أثناء هبوط السوق، ثم الاحتفاظ بها إلى أن تصل أسعارها إلى مستويات قياسية. وخلال تلك الفترة، لا تغريهم أو تخيفهم تقلبات السوق المؤقتة اليك مثال عن الإندافع وعدم الثبات ما بين عامي 1973 و1974 انهارت أسواق البورصة الأمريكية وفقد مؤشر داوجونز الصناعي في بورصة نيويورك قرابة 45% من قيمته، الكثير من المستثمرين مع بداية الأزمة تخارجوا من السوق ببيع أسهمهم إلا أن المستثمر الشهير وارن بافيت بقي مكانه متمسكا بأسهمه التي اشتراها ليتمكن "بافيت" من مضاعفة عوائد استثماراته بمعدلات كبيرة خلال العقد التالي. أيضا في النصف الأول من عام 2012، شعر المستثمرون في هونج كونج بالقلق تجاه مستقبل أسواق الأسهم بعد هبوط أسعارها، حيث كانت الأسواق حينها لا تزال تحاول التعافي من آثار أزمة عام 2008. على نحو لافت، قام معظم المستثمرين في بورصة هونج كونج بسحب أموالهم من الأسهم، وإعادة ضخها في أسواق السندات والسلع باعتبارها ملاذات آمنة، الطريف هو أن سوق الأسهم الذي تخلى عنه المستثمرون حقق عوائد قياسية خلال تلك الفترة. فعلى سبيل المثال شهدت أسهم شركات القطاع الصحي ارتفاعا قدره 11% في حين شهدت صناديق الأسهم الاستثمارية نموا يبدأ من 3%. في المقابل، حققت صناديق السندات عوائد ضعيفة وكان أداء السلع التي لجأ إليها الكثيرون هربا من الأسهم سيئا، حيث خسرت ما يزيد على 7% من قيمتها لكن كيف تكسب مهارة الثبات والصبر في السوق ؟ تذكر إذا كنت اخترت السهم بناء على دراسة وتحليل جيد وتثق في أساسياته، فلا يجب أن تقلق من تقلبات السوق المؤقتة، لا تتحرك بالبيع ابق مكانك أيضا من بين الأسباب التي تحد من قدرة المستثمر على الصبر والثبات، هو تحققه المستمر من أداء المحفظة، في حين أن من مصلحته أن يبتعد عنها بمجرد أن يختار ما يعتقد أنها أسهم جيدة ويتفقدها على مدار فترات متباعدة. فإذا كنت تتفقد أداء المحفظة بشكل يومي مثلا، فستجد نفسك تميل بشكل طبيعي إلى تعديلها تبعا لتقلبات السوق. وهذا يفسر سبب قيام العديد من كبار المستثمرين بتعديل المحفظة مرتين فقط في العام.

لمشاهدة اليوتيوب انقر الرابط:

https://youtu.be/f8V6l0o4nbY