نظرة على التقرير السنوي الـ 57 للبنك المركزي


تم صدور التقرير السنوي السابع والخمسون 1442هـ (2021م) من قبل مقام البنك المركزي السعودي الموقر في هذا الأسبوع، حيث ألقى الضوء بما يزيد عن180 صفحة على أحدث التطورات التي شهدها الاقتصاد السعودي خلال العام المالي 1441/1442هـ (2020م) مختلــف مجــالات الاقتصــاد المحلــي مثــل التطــورات النقديــة، والنشــاط المصرفــي، والســوق الماليــة، والأســعار، والماليــة العامــة، والحســابات القوميـة، والتجـارة الخارجيـة وميـزان المدفوعـات كمـا يقدم التقريــر إيجــازً ا عــن آخــر التطــورات الاقتصادية المحليــة فــي مختلـف القطاعـات الإنتاجية المحلية. ويعطي التقرير شـرحا وافيــا للمهــام التــي يقــوم بهــا البنــك مثــل تصميــم وإدارة السياسـة النقديـة، والرقابـة والإشراف على البنـوك التجارية وقطاعـي التأميـن والتمويـل، ويتضمـن كذلـك تقريـر مراقبي الحسـابات الختاميـة للبنـك للعـام المالـي المنتهـي فـي 30 يونيـة 2020م حيث يستقي مصادره من البيانـات الرســمية مــن الــوزارات والإدارات الحكوميــة والمؤسسات العامـة.


الاقتصاد العالمي والتعاون الدولي

انكمــش الاقتصاد العالمــي فــي عــام 2020م بنسبة 3.3 % مقارنة بنمــو بلــغ معدلــه 2.8 % فــي 2019م، وذلــك نتيجــة آثار جائحــة فيــروس كورونــا حيث مــن المتوقــع تعافــي الاقتصاد العالمي ونموه بنســبة 0.6 % فــي عــام 2021م، حســب تقريـر آفـاق الاقتصاد العالمـي (أبريـل 2021م) الصـادر عـن صنــدوق النقــد الدولــي.

كذلـك تراجعـت اقتصادات دول الشــرق الأوسط وشــمال أفريقيــا بنســبة 2.9% فــي عــام 2020م، مقابــل نمــو نســبته 1.4% فـي 2019م. حيث من المتوقع أن تسجل تعافي بنمو وقدره 3.7% لعام 2021م حســب تقريـر آفـاق الاقتصاد العالمـي أعلاه.

على صعيد التضخم، ارتفــع معــدل التضخــم فــي دول الشــرق الأوسط وشـمال أفريقيـا ليبلـغ 10.2% فـي عام 2020م، مقارنـة مـع 7.4% فـي عـام 2019م ومن المتوقــع ارتفاعــه ليصــل إلــى 11.2% فــي عــام 2021م
أما على صعيد المالية العامة، ارتفــع عجــز الميزانيــة العامــة فــي دول الاقتصادات المتقدمــة نســبة إلــى الناتــج المحلــي الإجمالي مــن 3.7% عام 2019م إلى 13.2% في عام 2020م بسبب جائحة كورونا.

شهد صرف الدولار الأمريكي معدلات منخفضة بسبب تفاؤل المسـتثمرين بعـد التقدم السريع والناجح من شركات الأدوية والجامعات البحثية في سبل عملية إصدار اللقاحات. كذلك توافق القـادة الأوروبيين بشـأن العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكـة المتحـدة فـي دعـم سـعر صـرف اليـورو والجنيـه الإسترليني مقابـل الدولار الأمريكي؛ فقـد ارتفـع سـعر صـرف اليـورو مقابـل الدولار بنسـبة 8.2%، والجنية الإسترليني بنسـبة 2.9%، واليـن اليابانـي بنسـبة 5.3% واليوان الصيني بنسـبة 6.7% خلال عـام 2020م.

أما على صعيد أسواق الأسهم العالمية، فقد سجلت ارتفاعات متباينة بسبب السياسـات الاقتصادية المتخـذة مـن قبـل الحكومـات والبنـوك المركزيـة للحفـاظ علـى مسـتويات السـيولة والائتمان فـي الأسواق، بالإضافة إلـى أن تطـور اللقاحـات وفعاليتهـا مـن قبـل شـركات الأدوية العالميـة حيث أدى إلـى تراجـع المخـاوف بشـأن تباطـؤ نمـو الاقتصاد العالمـي.


كما تجدر الإشارة إلى تراجـع حجـم التجـارة العالميـة فـي عـام 2020م بنسـبة 8.5% مقارنـة بنسـبة نمـو بلغـت 0.9% عام2019م ، ومـن المتوقـع أن تنمـو بمعـدل 8.4% فـي عـام 2021م
لقد تأثـرت جميـع اقتصادات دول مجلـس التعـاون لـدول الخليـج العربيـة بآثـار جائحـة فيـروس كورونـا وانخفـاض أسـعار النفـط حيث انكمـش الاقتصاد السعودي بنسـبة 4.1% فـي عـام 2020م مقارنـة بنمـو نسـبته 0.3% لعام 2019م. فـي حيـن سـجلت المملكـة العربيـة السـعودية ارتفاًعـا فـي معـدل التضخـم بلـغ 3.4% في عام 2020م مقابل انكمـاش نسـبته 2.1% لعام 2019م.

كما سـجلت المملكة العربية السـعودية عجزً ا نسـبته 2.1% في عـام 2020م مقابـل فائـض نسـبته 4.8% لعام 2019م.
شهد المجلـس النقـدي الخليجـي الـذي عقـد 52 اجتماًعـا منـذ تأسيسـه حتـى نهايـة عـام 2020 عدة تطورات حيث قـام المجلـس النقـدي بالانتهاء مـن إعـداد إطـار عمل شـامل لنمـوذج توقعـات السـيولة وإدارتهـا، مـن خلال متابعة ورصد التغيرات في مصادر السيولة. كذلك طور المجلس نمـــوذجا اقتصاديا كليا حيث جار العمـل علـى تحسـينه لغـرض دراســـة اقتصـــادات دول مجلــــس التعــــاون لــــدول الخليــــج العربيــــة، وتأثيـــر التحديـــات والتغيـرات التي قد تطرأ على اقتصاداتها.
على صعيد السوق الخليجية المشتركة، ارتفــع إجمالي التجــارة البينيــة لــدول مجلــس التعــاون لــدول الخليــج العربيــة بشــكل مطــرد مــن 92.7 مليار دولار أمريكـي فـي عـــام 2010م إلـــى قرابـة 140.2 مليـار دولار أمريكـي فـــي عـــام 2019م.

كما تزايـــد عـــدد المســتفيدين مــن قــرارات الســوق الخليجيــة، حيــث بلــغ عــدد المواطنيـــن الذيـــن يتنقلـــون بيـــن دول المجلـــس حوالـــي 27 مليـــون مواطـــن فـــي عـــام 2019م. وارتفـــع العــدد التراكمــي للتراخيـــص الممنوحـــة لمواطنـــي دول المجلـــس الذيـــن يمارســـون الأنشطة الاقتصادية فـــي الــدول الأعضاء الأخرى ليبلــغ أكثـر مـن 60 ألف رخصـة حتى نهايـة عـام 2019م.
وبلـغ إجمالـي عــدد المســـتفيدين مـــن القـــرارات الخاصـــة بتملـــك العقـــار نحو 358 ألف حالة تملك حتى نهاية عام 2019م.
وفـي مجـال تـداول الأسهم للعام 2020م بلغ عدد المســاهمين من مواطني دول المجلس فــي الشــركات المســاهمة بالــدول الأعضاء الأخرى حوالي 431 ألـف مسـاهم فــي 653 شــركة مســاهمة بـرأس مـال وصـل إلـى 376 مليـار دولار أمريكـي.

كما ألقى التقرير الضوء على جهود البنك الإسلامي للتنمية، صندوق الأوبك للتنمية الدولية، صندوق النقد الدولي، مجموعة البنك الدولي، بنك التسويات الدولية ولجنة بازل للرقابة المصرفية، والهيئات المالية العربية ومن ضمنها: صندوق النقد العربي، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات.


بالإضافة إلى مجموعة العمل العشرين حيث رأسـت المملكـة العربيـة السـعودية اجتماعات دول مجموعة العشرين فـي عـام 2020م، وتمحـور جـدول أعمـال هـذه الاجتماعات حـول اغتنام فـرص القـرن الحـادي والعشـرين للجميـع مـن خلال تمكيـن الإنسان والحفـاظ علـى كوكـب الأرض وتشـكيل آفـاق جديـدة. وعقـد قـــادة دول المجموعـــة أول قمـة اسـتثنائية افتراضيـة فـي مـارس 2020م برئاسـة المملكـة العربيـة السـعودية لمناقشـة سـبل المضي قدما في تنسـيق الجهود العالمية لمكافحة جائحـة فيـروس كورونـا والحد مـن تأثيرها على الإنسان، وحمايـة الأرواح، وحمايـة الاقتصاد العالمـي، والحفـاظ علـى الاستقرار المالـي واسـتعادة الثقـة، وتقليـل الاضطرابات فـي التجـارة وسلاسل التوريـد العالميـة، وتقديـم المسـاعدة لجميـع الـدول المحتاجـة إليهـا، وتعزيـز التعـاون العالمـي، والتنسـيق بشـأن الصحـة العامة والتدابير الماليـة. وتجـدر الإشارة إلـى مسـاهمة المملكـة العربيـة السـعودية بمبلـغ 500 مليـون دولار أمريكـي لمسـاندة الجهود الدولية للتصـدي للجائحـة فـي إطـار تعزيـز التأهـب والاستجابة للحالات الطارئة.