هل تحب نفسك ؟؟!!


قرأت عبارة استوقفتني: "إذا أردت أن يحبك الآخرون، فلا بد أن تحب نفسك أولاً".

وتساءلت: هل أحب نفسي؟
وكيف لي أن أحبها؟

أن تحب نفسك: يعني أن تكرمها ولا تهينها، أن تعزها ولا تذلها، أن تحررها ولا تستعبدها.

أن تكرم نفسك بأن تهتم بها، بنظافتها

أولاً: نظافة الجسد والثياب، والفراش والمكان الذي تكون فيه، والأكل الذي تأكله. بنظامها، فتكون منظمًا في أوقاتك وأعمالك ومواعيدك، بل حتى في خزانة ثيابك وسريرك وأغراضك كلها. بالحرص على مداواتها حين تمرض وراحتها حين تتعب، والتخفيف عنها عندما تضيق أو تقلق. ألا تحملها ما لا تطيق، ولا تجبرها على ما لا تريد، ولا تسلك بها مسالك السوء.



آلا تصاحب من لا تحب، ولا ترافق من لا تأمن، ولا تجالس من لا يصدق معك. واختر لها الأفضل دائمًا. والأفضلية لا تعني بداهة الناحية المادية من الأشياء والظاهر المزيف، لكن تعني النوعية والجوهر الباقي، وقد تكون أفضل الأشياء في أبسطها وأيسرها.

أن تترفع عن البذيء من الكلام، والدنيء من الصفات، والوضيع من الأعمال والحقير من التصرفات، أن تجملها بالفضائل، وتبعدها عن الرذائل ما استطعت، فالفضيلة زينة النفس وسحرها وجمالها.

آلا تتنازل عن حق من حقوقك، فمن تنازل عن حق صغير، سلب منه حق كبير، احرص على القيام بواجباتك حرصك على حقوقك.





أن تحب نفسك يعني: أن تعرفها حق المعرفة، ولا تحتاج إلى أحد كي يعرفك بها، أن تثق فيها وتقدر قيمتها وتحترمها.

وإياك أن تنتقص من قيمة نفسك، فيدوسك من يعرفك ومن لا يعرفك، وإن من أهم دلائل حب المرء لنفسه أنسه بها، وعيشه في وفاق واتفاق معها، استمتاعه برفقتها والجلوس إليها، والاختلاء بها ومناجاتها، ثم إذا لم تجعل لنفسك حبيباً تتعلق به وتهفو للقائه غير حب الله ـ تعالى ـ ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكنت بلغت درجة في حب نفسك، لم يبلغها إلا القليل من المحظوظين من عباد الله الصالحين!

عندما تفعل ذلك كله: فأنت تكرم نفسك، وإن لم تفعل فأنت تهينها إهانة بليغة، ستظهر نتائجها السلبية للعيان، وإن حاولت إخفاءها، وستدميك أشواكها المؤلمة، وإن حاولت تفاديها.


أن تعز نفسك بما أعزها الله بها

أن تأتمر بأوامر الإسلام، وتنتهي عن النواهي، أن تأتي الحلال، وتبتعد عن الحرام في كل تفصيل من تفاصيل الحياة. فعزة المسلم في التمسك بدينه، واتباع سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومن ابتغى العزة في غيره، أذله الله.





أن تحرر نفسك من كل عبودية إلا عبودية الله سبحانه
وتعالى


،لأن عبادة الله وحدها، تأتي بالتحرر الكامل للنفس البشرية من كل القيود والأغلال؛ فأن تقضي يومك تأكل كما تأكل الأنعام، فأنت عبد لبطنك، وأن يكون هدفك في الحياة جمع المال وعده وتخزينه فأنت عبد لمالك، وأن تحب النساء فتقضي عمرك تلهث وراءهن، فأنت عبد لشهوتك، وأن تقبل على متع الدنيا، فلا تشبع منها فأنت عبد الدنيا، وأن تفني صحتك وجهدك في أعمال وأفكار وسلوك مسالك بعيدة عن الحق فأنت عبد لهواك.


وما أكثر الآلهة التي تعبد في عصرنا! وما أكثر العبيد الذين استعبدتهم تلك الآلهة الواهية وأضلتهم وأشقتهم!
إذا أكرمت نفسك وأعززتها وحررتها من القيود التي تستعبدها، فأنت تحب نفسك حقاً، وتحب لها الخير والصلاح، وترجو لها حياة طيبة في الدنيا، ومآلاً مفرحاً في الآخرة.


فإذا أحببتها حقاً، أحبك الآخرون حباً صادقاً...